يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حربه على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويتعرّض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح مستمر لغالبية السكان.
وفي استهداف للمدينين في قطاع غزة، استشهد 19 فلسطينياً على الأقل، وأصيب آخرون بجروح، بقصف إسرائيلي لمخيم النصيرات وسط مدينة غزة، ومدرسة "الشجاعية" التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قصف منزل من 3 طوابق غرب النصيرات وسط القطاع، تقيم فيه عائلة الدرة بعدما نزحت من مدينة غزة، وأدى القصف إلى تدمير المنزل بالكامل ومقتل 14من عائلة الدرة، في الذكرى الـ 24 لمقتل الطفل محمد الدرة بين أحضان والده، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص بكثافة تجاههما، في اليوم الثالث للانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 2000.
ومحمد الدرة أيقونة فلسطينيّة هزّت ضمير العالم عام 2000 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، وكشفت عن مدى جرم ووحشيّة الاحتلال الصهيوني الذي يطلق الرصاص بدمٍ بارد على الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال.
وبعد 24 عاماً من تلك الحادثة، يقف جمال الدرة والد الطفل محمد الدرة في مشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط قطاع غزة، أمام جثامين عائلته التي قتلها الجيش الإسرائيلي، وكان جمال قد نجا من القصف لكنه لم ينجو من الصدمة والحزن الذي ارتبط مجدداً بذكرى مقتل طفله محمد.
وبعد وقت طويل من الصمت استطاع التحدث وقال": "لقد فُتح جرح محمد بكثافة في ذكرى استشهاده، ومسلسل قتله ما زال مستمراً، فكل طفل يقتل هو محمد الدرة، اليوم أشعر بالحزن المضاعف، حتى أنني لا أعرف ماذا أقول، بأي ذنب يقتل الأطفال والنساء، 14 شهيد من العائلة، ومن بقي 6 في حالة حرجة للغاية في المشفى، ولا أستطيع أن أعبّر عن هذا فلا أجد طريقة، أنا في حالة هستيرية، لم يكونوا ينتمون لأي أحد كانوا مدنيين، هذه الجرائم يومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "لا يوجد أمان في قطاع غزة، الاحتلال يجبر الناس على النزوح إلى أماكن يسميها أمنة، ثم يستهدفها ويقتل المدنيين، وكأن هذه المناطق باتت فخا لتجميع النازحين لقتلهم، والاستمرار في الإبادة الجماعية، ومسح عائلات من السجل المدني، والشعوب والدول ترى ماذا يحدث ولا تفعل شيئاً لإيقاف المجزرة المستمرة بحقنا، ونحن نقتل بصواريخ أميركية، وهي راعية الإرهاب في هذا العالم".