قال الباحث المختص في شؤون القدس وعضو هيئة رابطة أمناء الأقصى فخري أبو دياب، إن هذه الفترة في ظل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في يوم ما يسمى "رأس السنة العبرية" والأعياد اليهودية القادمة هي كابوس على المسجد الأقصى المبارك.
وأشار أبو دياب إلى أن هذه الأعياد ستتوالى، وستكون الاقتحامات وممارسات غلاة المتطرفين والمستوطنين الأعتى على المسجد الأقصى المبارك، تحديدا في هذه الظروف.
وأوضح أن الاحتلال وجماعات الهيكل يوظفون هذه الأعياد والمناسبات التوراتية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك وتهويده ومحاولات بناء الهيكل المزعوم ولو معنويا واستغلال الطقوس التلمودية ومحاولات القرابين النباتية ونفخ البوق والانبطاح وشتى أنواع الانتهاكات.
وشدد أبو دياب على أن المسجد الأقصى اليوم في أخطر حالاته، وبحاجة ماسّة للحشد وشد الرحال والرباط فيه.
وبيّن أن صمام الأمان هو تواجدنا في المسجد الأقصى وإفشال أو على الأقل إعاقة مخططات المستوطنين والجماعات المتطرفة المدعومة بشكل كبير من حكومة الاحتلال المتطرفة ووزراءه المتطرفون.
ولفت إلى أن الانتهاكات بحق المسجد الأقصى كبيرة، ويستغل الاحتلال عدوانه على غزة ولبنان من أجل تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك.
واقتحم 352 مستوطنًا بينهم 23 طالبًا من طلبة المعاهد الدينية المتطرفة في الفترة الصباحية من اليوم الخميس، و132 خلال فترة بعد الظهر، ليصبح مجموع المقتحمين في ذكرى احياء "راس السنة العبرية"، 483 مستوطناً، وكان من بين المقتحمين الحاخام المتطرف يهودا غليك.
وأدى المستوطنون طقوسًا تلمودية في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى بمناسبة بدء موسم الأعياد اليهودية، وسط نفخ بالبوق وسجود "ملحمي" ورقصات استفزازية.
ونفخ المستوطنون في "البوق"، فعلًا، وقاموا بـ"طقوسٍ تلمودية" أخرى داخل المسجد الأقصى مواصلين اقتحاماتهم فيما يسمى "رأس السنة العبرية".
واقتحم المسجد مستوطنون يرتدون رداء "كهنة الهيكل" المزعوم إحياءً لما يسمى "رأس السنة العبرية".
وشدد قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على أبواب المسجد الأقصى وأعاقت وصول المصلين، بينما احتجزت البطاقات الشخصية لعدد من الشبان ومنعت آخرين من الدخول للأقصى.
ومنعت قوات الاحتلال حراس الأقصى من توثيق الانتهاكات عن قُرب، كما ويمنع أي مصلٍ أو صحافي الاقتراب من محيط المقتحمين، علما أن التصوير والنشر سيقلُّ اليوم من قِبل نشطاء الهيكل المزعوم بسبب قداسة هذا اليوم عندهم.
وفي غضون ذلك، تتواصل الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى الأقصى وتكثيف التواجد والرباط فيه، لمواجهة مخططات التقسيم والتهويد التي يحاول الاحتلال والمستوطنون فرضها.
وأطلق مرابطون مبعدون عن المسجد الأقصى، نداء لأوسع هبة شعبية صوب المسجد المبارك، للحشد فيه وحمايته من مخططات الاحتلال الخطيرة، وتفريغه من المصلين.
ويرى المتطرفون في حكومة الاحتلال وجماعات "الهيكل" الاستيطانية في الأعياد هذا العام فرصة سانحة لحسم الأوضاع في المسجد الأقصى لصالحهم.
وكانت جماعات الهيكل الاستيطانية المتطرفة نشرت سابقا، مقطع فيديو جديد يظهر فيه احتراق المسجد الأقصى المبارك، في إشارة إلى تدميره وبناء الهيكل المزعوم.