أكد الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، اليوم الاثنين، أن "طوفان الأقصى" كان حقًا مشروعًا لشعبنا من محطات كثيرة عاشها ومارسها نضالاً وجهادًا وكفاحًا للدفاع عن وجوده، والبقاء فوق ترابه الوطني، ولتغيير الواقع المعقد الذي أوجده الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف الاتحاد العام، في بيان أصدره لمناسبة الذكرى الأولى على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة، أن "حكومة الإجرام والتطرف والفاشية مدعومة من قوى التكبر والغرور والغطرسة في العالم أبت إلا تدمير قطاع غزة وشطبه والتغول في الضفة الغربية وزرع الموت والدمار فيه، ومع تماديه وغيه امتدت يد بطشه إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن، ولن يتوقف لطالما المجتمع الدولي وقوى الجبروت معه، تقف إلى جانبه، وتمده بالأسلحة، والمال وتسانده لتوسيع بركة الدم".
وفيما يلي نص البيان كما وصل "شمس نيوز":
" تواصل الطغمة المجرمة الإسرائيلية، أكبر وأشرس جريمة في العصر الحديث، وأطول مقتلة زمانية و أفحشها على مسمع ومرأى العالم العاجز والمجتمع الدولي المنحاز بالكلية للقاتل تحت ذريعة" الدفاع عن النفس"، تسوق بوسائلها الفتاكة برًا وجواً وبحرًا الموت ليمتلك كل شيء، الأرواح، والكائنات، والجمادات، وتخترع بكل عنف وإرهاب وفجور الجريمة تلو الجريمة في كل مكان يستهويها، في المساجد، والعمارات، والبيوت، والخيام، والطرقات، والحدائق، في كل بقعة وضع عينه القناص عليها فقتل، قتل كل متحرك، مهما كان ضعيفًا أو هزيلاً، حتى المصابين والجرحى، وأصحاب الهمم، والتائهين، كل هؤلاء قتلهم بدم بارد وكأنّه يصطاد فرائسه بنزهة صيد برية.
بعد سنة على فشل الاحتلال الإسرائيلي الذريع في حماية مغتصباته على تخوم قطاع غزة، وخزيه الذي انكشف للعالم بأسره، وسقوط وهمه بأنه الحصن المنيع وأن أجهزته وجيشه لا يقهران، ظهر على حقيقته وأن بيته أوهن من بيت العنكبوت، ولولا بكائه ونباحه للعالم وتلبية قوى الاستبداد والاستعمار والظلم له وعلى رأسهم أمريكا المتغطرسة، لكانت مواجهته نزهة المقاومة، وفناءه أكيد، ولكن قوى الجبروت والظلم أبت إلا أن تمارس دورها الإجرامي الذي اعتادت عليه، ومعها دول التطبيع الزاحفة على ناصيتها أمام نعال القاتل، والتي خالفت إرادة شعوبها لتكون السيف على رقابه، والشوكة في ظهره، ورغم كل الضغوط الرسمية استطاعت الشعوب في العالم من أقاصي الدنيا إلى أدانيها أن تخرج إلى الشوارع، وتصرخ بعلو حناجرها، وتدين المقتلة الدموية في فلسطين، وتطالب المجتمع الدولي أن يقطع يد القاتل، ويمنع عنه السلاح، ووسائل القتل والسفك، والإجرام، ولم يبخل إنسان في هذا العالم بالخروج لإدانة الجريمة الكبرى إلا ذو عذر من مرض، أو مجرم يماه جنود الاحتلال في جريمته النكراء.
بعد سنة على المقتلة ونحن في يومها 365 لم تنفك سلسلة الدم فيها ولا التدمير ولم يتوقف النزوح، سنة استشهد فيها ٥١ ألف فلسطيني وفلسطينية منهم ٣٧ ألف طفل دون سن الثامنة عشرة ، و٢٩ ألف امرأة، ومئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى، سنة شهدت ٣٦٠٠ مجزرة، ونزوح ٢ مليون إنسان من بيوتهم ومناطق سكناهم، إلى العراء والشوارع، والميادين العامة، سنة دمر فيها ٢٠٠ مسجد وكنيسة، و٨٠% من مباني قطاع غزة تدميرًا كليًا وجزئيًا، و ٢٧٦٠ مستشفى ومركز صحي، و٢٠٠ موقعًا أثريًا وتراثيًا وثقافيًا، سنة تركت لشعبنا ١٠٠ ألف مصاب وجريح، في حصار تام وإغلاق المعابر وكأنّهم للموت أقرب، سنة حبست حرية ٥٠٠٠ فلسطيني، مورس بحقهم أبشع أنواع التعذيب، والاستجواب، والاغتصاب و الشبح والركل، سنة أفقدتنا ٤٩ كاتبًا وكاتبة وفنانًا وفنانة لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يبدعون من أجل الحياة.
سنة جرعتنا مرارات ثقال صنعها عدو لا أخلاقي، تجاوز جميع أخلاقيات القيم السماوية منها والأرضية وتحول إلى وحش جائع يلتهم كل شيء يأتي أمامه، كل هذا من أجل تركيع شعبنا، وإذلاله، وإرغامه على الهجرة وترك أرضه، وتدمير مستقبله، وخلق وقائع مأساوية كتلك التي أوجدها بعد نكبة سنة ١٩٤٨.
في السنة الأولى على المقتلة الدموية الدائرة نؤكد على أن طوفان الأقصى كان حقًا مشروعًا لشعبنا من محطات كثيرة عاشها ومارسها شعبنا نضالاً وجهادًا وكفاحًا للدفاع عن وجوده، والبقاء فوق ترابه الوطني، ولتغيير الواقع المعقد الذي أوجده الاحتلال الإسرائيلي، ولكن حكومة الإجرام والتطرف والفاشية مدعومة من قوى التكبر والغرور والغطرسة في العالم أبت إلا تدمير قطاع غزة وشطبه والتغول في الضفة الغربية وزرع الموت والدمار فيه، ومع تماديه وغيه امتدت يد بطشه إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن، ولن يتوقف لطالما المجتمع الدولي وقوى الجبروت معه، تقف إلى جانبه، وتمده بالأسلحة، والمال وتسانده لتوسيع بركة الدم.
إننا نرفع أسمى آيات الاعتزاز والفخار لأرواح شهداء فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، ونحيي مقاومتنا الشريفة والمجاهدة التي تواجه العدو الأشرس، عديم الأخلاق، كما نحيي شعبنا الصامد في قطاع غزة الذي يعيش حياة لا تليق به، ونطالب بعلو الصوت ومعنا كتّاب العالم بضرورة وقف العدوان على فلسطين ولبنان فورًا، وتقديم مجرمي الحرب في الجيش الإسرائيلي للمحاكم الدولية، ومعاقبتهم انتصارًا للإنسانية، ونجاة للكرة الأرضية من القتل غير المشروع، ومن الظلم الفاحش، ونؤكد بما لا يدعو للشك والمواربة أننا باقون فوق ترابنا الوطني، وأن لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين.
وسنبقى بالدم نكتب لفلسطين
المجد للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى
النصر لشعبنا
فلسطين
7-10-2024