غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

كواد كابتر".. جندي آلي تستخدمه إسرائيل في إبادتها الجماعية بغزة

طائرات كواد كابتر.jpg
شمس نيوز - متابعة

كثّف جيش الاحتلال خلال حربه وإبادته الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، استخدام الطائرات المسيّرة "كواد كابتر"، التي حوّلها من أداة للتصوير والمراقبة إلى سلاح فتاك ومباغت يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانياً باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.

ووظف الجيش هذه المسيّرات التي باتت تحلّق في أجواء قطاع غزة بشكل واضح، كجنود آلية تنفذ الأوامر عن بعد، ويتم استخدامها في ملاحقة الفلسطينيين وإصدار أوامر لهم وإطلاق النار عليهم بأسلوب القنص والإعدام الميداني.

وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ 6 الشهر الجاري، شاركت هذه المسيّرات في العمليات العسكرية وإحكام الحصار المطبق على مداخله بإطلاق النار الحي على كل من يحاول الخروج والدخول للمنطقة.

ورغم أن جيش الاحتلال يزعم استهداف حركة "حماس" خلال هجومه الأخير في المخيم، إلا أن طائرات "كواد كابتر" التي يتحكم بها عن بعد أطلقت نيرانها صوب نساء وأطفال حاولوا النجاة بأنفسهم من جحيم غاراته الجوية والبرية.

وفي صباح 6 الشهر الجاري، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية برية في جباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، وذلك بعد ساعات على بدء هجمة شرسة (مساء 5 تشرين الأول) على المناطق الشرقية والغربية شمال القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ أيار الماضي.

كما استخدمت "إسرائيل" هذه الطائرات في مناطق أخرى من القطاع، كشرق خان يونس ومخيمات اللاجئين في المحافظة الوسطى، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.

ويثير تحليق هذه الطائرات في أجواء القطاع فزع وخوف الفلسطينيين؛ إذ إن لها قدرة على مباغتة الهدف الذي توجه نيرانها صوبه، فضلاً عن سهولة تسللها للأماكن المغلقة كالمنازل والخيام.

ما هي "كواد كابتر"؟

"كواد كابتر" طائرات مُسيّرة صغيرة الحجم يتم تسييرها إلكترونياً عن بُعد، ويستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات استخبارية وعسكرية متعددة.

وعن الجانب الاستخباري، لهذه المسيّرات خصائص تكتيكية مختلفة، فهي تقوم بعمليات متعددة كالرصد والمتابعة وتعقب الأهداف الثابتة والمتحركة، إذ إنها تزود بكاميرات عالية الجودة.

أما فيما يتعلق بالجانب العسكري، تم تزويد هذه الطائرة ببرمجيات وآليات تمكنها من إطلاق النار والقنابل صوب الأهداف، ما جعلها سلاحاً فتاكاً يستخدمه جيش الاحتلال في إبادة الفلسطينيين.

توسيع استخدام "كواد كابتر"

في حزيران الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن "جيش الاحتلال يوسع استخدام طائرات كواد كابتر في قتل الفلسطينيين".

وأوضح في تقرير له آنذاك أنه وثق "حالات قتل متزايدة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر إطلاق نار مباشر وإلقاء قنابل متفجرة من طائرات مسيّرة صغيرة الحجم (كواد كابتر)، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة".

إلى جانب ذلك، رصد التقرير استخدام هذه الطائرة المسيّرة إلكترونياً عن بعد لأغراض متعددة كـ"المراقبة والتجسس، وتوجيه أوامر التهجير، وترهيب المدنيين عبر إصدار أصوات مزعجة، والأخطر استخدامها كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين".

وأوضح المرصد أن "جيش الاحتلال نفذ من خلال هذه الطائرات عمليات قتل عمد وإعدام خارج إطار القانون والقضاء بحق الفلسطينيين المدنيين، من خلال قنص وإطلاق نار من طائرات مسيّرة يستخدمها في الدخول للأزقة وداخل المنازل".

ووثق المرصد في تقريره إعدام جيش الاحتلال للسيدة "سلاح عودة" (52 عاماً) بعد استهدافها بإطلاق نار مباشر من طائرات كواد كابتر بتاريخ 21 أيار الماضي، رغم أنها كانت ترفع الراية البيضاء وهي تحاول النزوح من مخيم جباليا، حيث جرى إعدامها أمام أفراد عائلتها.

كما رصد مقتل المسن "فتحي ياسين" (70 عاماً) في 10 أيار الماضي، جراء إطلاق نار من طائرات كواد كابتر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.

قتل النازحين

خلال الهجوم الأخير على جباليا، قال مواطنون: إن "كواد كابتر" شاركت في محاصرة أطراف المخيم بالنيران مانعة خروج ونزوح الفلسطينيين.

وأضافوا: إن "عملية إطلاق النيران من كواد كابتر، التي يتحكم بها عناصر بـ"جيش الاحتلال"، استهدفت أطفالاً ونساء وكباراً في السن"، كما أفادت طواقم الإسعاف والدفاع المدني.

ووثقت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار أشهر الحرب إصابة أطفال ومقتل بعضهم برصاص أطلقته مسيّرات "كواد كابتر".

كما يستخدم جيش الاحتلال هذا السلاح ضد طواقم الإسعاف والدفاع المدني لمنعهم من انتشال جثامين القتلى وإنقاذ المصابين، كما قالوا في بيانات سابقة.

عنصر رعب للفلسطينيين

تحليق طائرات "كواد كابتر" في أجواء قطاع غزة، وعلى ارتفاعات منخفضة، يثير ذعر وخوف المواطنين الذين قد يتحولون في غضون لحظة لهدف للجيش الإسرائيلي.

وفي حديثه، يقول الصحافي محمد أبو دون من شمال غزة: إن "الكواد كابتر باتت تمثل عنصر رعب للفلسطينيين، خاصة في الشمال".

وتابع: "بمجرد رؤية هذا النوع من المسيّرات يحلّق قريباً في الجو، يهرب كافة المتواجدين في المكان ويفضلون الاختباء".

وتشهد المناطق التي تحلّق في أجوائها "الكواد كابتر" حالة من الشلل حيث تتوقف الحركة في الشوارع أو الاقتراب من نوافذ المنازل خشية الاستهداف، وفق قوله.

وأوضح أن شاباً في منطقة الجلاء شمال مدينة غزة استشهد، قبل يومين، خلال وقوفه قرب نافذة منزل برصاصة أطلقتها طائرة كواد كابتر صوبه.

وذكر أن هذه الطائرات المسيّرة عن بعد تستهدف أيضاً "النساء والأطفال والكبار في السن"، حيث تم تسجيل حالات استهداف، وفق ما تداوله جهاز الدفاع المدني والإسعاف في بياناته.

بدوره، قال الشاب النازح مراد سليم من مدينة غزة إلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس: إن مسيّرات "كواد كابتر" تحلّق على ارتفاعات منخفضة فوق خيام النازحين في المنطقة.

وتابع: "بمجرد وصول هذه الطائرات نصاب بحالة من الذعر، لا سيما في ظل عدم وجود أماكن تقي من الرصاص الذي من المحتمل أن تطلقه".

وسبق أن استخدم جيش الاحتلال طائرات "كواد كابتر" في إطلاق النيران صوب النازحين داخل خيامهم، خلال عمليات عسكرية نفذها في مناطق النزوح، ما أسفر عن استشهاد وإصابة فلسطينيين.