غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

يحيى السنوار.. الفدائي الشجاع

السنوار.jpg
بقلم: إبراهيم الصالحي 

 في أعقاب إعلان جيش الإحتلال الإسرائيلي في بيان مشترك مع جهاز الشاباك عن ما وصفوه القضاء على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في مبنى برفح، وذلك في السابع عشر من شهر أكتوبر/تشرين أول الجاري،  وجراء ذلك أقدم ما يلي لمحاولة قراءة زعم الإحتلال إغتيال القائد يحيى السنوار:

بداية فيما يلي ذكر للرواية الصهيونية التي تقول: (أن قتله جاء بالصدفة، بعدما شعر جنود العدو بأن هناك حركة لمسلحين بإحدى البنايات في غرب مدينة رفح، فقامت دبابة بإطلاق قذيفة صوب المنزل نهار يوم الأربعاء ١٦/١٠/٢٠٢٤ لتحييد المسلحين المتواجدين بداخل المنزل.

بعد ذلك أرسل جنود الوحدة طائرة درون "كوادكابتر" مقاتلة "تصوير+مسلحة"، وحينما إقتربت من الجثث لاحظ مشغل الدرون أن إحدى الجثث تشبه "يحيى السنوار".

من ثم قاموا بإتخاذ قرار داخل الوحدة القتالية للتقدم للتحقق من ذلك وهي (وحدة مشاة) ضمن التشكيلات العادية وليست وحدة نخبة، حينها وجدو شبه تطابق بالعلامات الظاهرية للجثة مع صور السنوار التي بحوزتهم.

على الفور جرى إبلاغ قيادة الجيش بالحدث، وليتم بعدها بسحب الجثة من ثم أجراء فحص حمض نووي DNA للسنوار.) إلى هنا إنتهت الرواية الصهيونية للحدث.

وذلك بإعتبار أن السنوار كان معتقلاً بالسابق لديهم وله بصمة وراثية معروفة لدى الاحتلال.

وعلى ضوء الرواية الصهيونية المذكورة أعلاه، لابد لنا من تناول الحدث من عدة اتجاهات، وهي كالتالي:

أولا: يحيى السنوار، الفدائي الشجاع/

- يحيى السنوار أستشهد بالطريقة التي يفضلها كل فلسطيني كنموذج يحتذى به للقائد الوطني، حيث يستهوي شعبنا رؤية القائد الفدائي المشتبك وهو يلتحم مع العدو في أرض الميدان، وهذا وسام شرف كبير حبى الله السنوار به وأكرمه بميتة يستحقها هو وكل من قضى سنوات عمره الـ٦٢ في مقارعة الإحتلال ومقاومته.

ثانياً: قراءة في تعاطي جيش الإحتلال مع الحدث/

واضح من سلوك الجيش في التعامل مع الحدث أنه تصدر تظهير الحدث لإرساء ما يلي:

- عدم منح نتنياهو نشوة هذا الإنجاز، وكذلك الأجهزة الأمنية وخاصة الشاباك، وإظهاره على أنه إنجاز خالص للجيش، من خلال التركيز على أنه تم قتله أثناء عمل ميداني إعتيادي من قبل قوة مشاة عادية أي أنه إنجاز خالص للجيش لا يشترك فيه معه أحد وأنه جاء في سياق عملياته اليومية التي يناور فيها بمدينة رفح.

- الرغبة في التوجه نحو خلق مسار سياسي يوظف من خلاله الضغط العسكري لتحصيل إنجاز سياسي، من خلال زيادة ضغط الشارع الصهيوني والطبقة السياسية على نتنياهو لكي يتوجه الى صفقة، يحتاجها الجيش.

ثالثاً: مآلات إستشهاد السنوار، سياسياً/

- نتنياهو سيزيد من تغوله ومن رفع وتيرة التصعيد في غزة، وكذلك في لبنان، والمنطقة.

- الإصرار على توجيه ضربة إلى إيران مع إحتمالية تأخيرها عدة أيام ليستثمر حدث مقتل السنوار، لكن بتقديري لن يتأخر الرد عن نهاية الشهر الجاري وربما في حدود الخامس والعشرين منه.

- سيحاول العدو تكثيف الجهود الميدانية نحو القدرة على إحداث خرق يفضي إلى إحراز تقدم لقواته برياً داخل الحدود اللبنانية، وهذا أيضاً سيتحول إلى كمائن موت لدباباته وجنوده، كما تحدث سابقاً سيد المقاومة موجهاً كلامه لقادة الإحتلال قائلاً: (لن تبقى لكم دبابات) في حال دخلتم برياً إلى لبنان، ونحن قريبون جداً من تحقيق ذلك.

- سيعيش الإحتلال لأيام نشوة النصر، وسرعان ما سيتلاشى ذلك بعد أيام قليلة، حينما يرى أن المقاومة لم تضعف سياسياً ولم تغير من ثوابتها، وكذلك مستمرة في تحقيق ضربات في الميدان،  فحركات المقاومة لديها مناعة لمفاعيل الإغتيالات، ولديها تجربة واسعة معها أثبتت أنها زادتها جذرية وإصرار على مواصلة الخط الذي أستشهد من أجله القائد السابق ليأتي من خلفه بعناد أكبر وبأس أشد.

- تحت ضغط الميدان من حزب الله على الجبهة الشمالية، وبعد الرد الإيراني القوي على الهجوم الإسرائيلي المرتقب، وتحت ذريعة قتل السنوار والقضاء على بنية حماس سيبدأ المسار السياسي بالتشكل والذي سيكون بداية نهاية الحرب.

أختم بالقول أنه حينما يرتقي الشهداء القادة أمثال السنوار وقبله هنية والسيد نصرالله ومن قبلهم الشيخ ياسين والدكتور الشقاقي، وأبوعلي مصطفى والسيد عباس الموسوي، هم في أبجديات حركات المقاومة قد قضوا بالطريقة المُثلى التي يجب أن ينهوا مسيرتهم فيها، وهي بشارة من بشارات النصر الآتي حتماً بحول الله، وأن حامل اللواء الجديد سيأتي أكثر عنفواناً وإصراراً ممن سبقه، حيث روى حينما سُأل ذات مرة الشهيد عمادمغنية حول ماذا لو إغتالت "إسرائيل" السيد نصر الله أجابهم (بكونوا قتلوا العاقل يلي فينا)، في إشارة إلى أن الصف الثاني والثالث والرابع، إلخ،، أكثر تشبثاً بخط المقاومة الذي مضى عليه الأمناء العامين والقادة المستهدفين، لذلك يقيناً هذه الدماء لابد أن تزهر نصرا.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".