وعن آخر ما قالته له من كلمات قبل وفاته يسكت الرجل ليلتقط أنفاسه ثم يقول بنبرة باكية: "لا إلى إلا الله محمد رسول الله... كانت قريبة جداً لقلبي والتواصل بيننا لم ينقطع أبداً وكانت تخبرني برغبتها في رؤيتي وزوجتي وبناتي فور انتهاء الحرب".

ويضيف: "كانت تقول لي: اشتقت يا خال، هذا آخر ما سمعته منها قبل رحيلها في الحادية عشر من مساء ليلة أمس الجمعة عندما قُصف المنزل المجاور لها بالبراميل المتفجرة كتمهيد ميداني لاستهداف مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي، ثم قُصفت المنازل المجاورة لهما ما أدى لمقتل 33 مدنياً من سكان هذه المنازل كانت من بينهم محاسن، فضلاً عن إصابة 70 آخرين من بينهم أفراد عائلتها".

واختتم الخطيب موجها كلمة لكل من سيستخدم المادة العلمية التي أتاحتها محاسن بالمجان قبل مقتلها قائلا: "اذكروها بالخير واطلبوا لها الرحمة واسلكوا سلوكها في العطاء وفي ترجمة محبتها للناس لأعمال تخلد ذكراكم بعد الرحيل مثلما فعلت".