قائمة الموقع

يغطون أطفالهم بأكياس الدقيق.. النازحون يسابقون الزمن: خيامنا مهترئة والبرد ينخر أجسادنا!

2024-10-31T14:04:00+02:00
شمس نيوز - خالد الشرباصي

بإبرةٍ اعتلاها الصدأ، ينشغل النازح "أبو فاطمة حجازي"، بخياطة ثقوب خيمته المهترئة، في إحدى مخيمات الإيواء بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ويَرقعَها -قدر المستطاع- بالخيط وقطع من القماش والنايلون، بينما يسند منتصفها بخشبةٍ عريضة؛ ويُناور لتثبيت زواياها؛ خشيةً من وقوعها بفعل الرياح الشديدة، مع اقتراب دخول فصل الشتاء في قطاع غزة، والذي يحل ضيفاً "ثقيلاً" هذا العام؛  بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة منذ أكثر من عام ونيِّف (منذ السابع من أكتوبر 2023م). 

من شدة الجهد وتكبده المشقة في ضبط أركان خيمته ورقعها، مسح "حجازي"، قطرات العرق التي ملأت جبينه، -رغم البرد-، وقال لمراسل "شمس نيوز": "هذه الخيمة صامدة منذ أكثر من عام كامل، ولكنها اليوم اهترأت وتآكلت وأعمل على رقعها، بسبب عدم توفر الخيام والشوادر؛ نتيجة سيطرة الاحتلال على المعبر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية". 

توقف "حجازي" لهنيهة من الزمن أخذ خلالها نفساً عميقاً، قبل أن يجمع بعضاً من العلب الفارغة في كيس فارغٍ، من محيط مخيم الإيواء، ويستخدمها مُنهكاً لإنشاء خط "مسار" على أطراف الخيمة؛ منعاً لتسرب مياه الأمطار داخلها.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

غير بعيدةٍ عنه، تُعاني النازحة "أم أنس المشهراوي"، الأمَّرين داخل خيمتها التي يتسلل الهواء إليها من كل حدب وصوب، تُحاول تغطية بعض أطفالها ببقايا أغطية حصلت عليها بشق الأنفس، بينما تغطي البعض الآخر بـ"أكياس الدقيق"!. 

تستذكر "المشهراي" أثناء حديثها مع مراسل "شمس نيوز"، محاولاتها "البائسة" لسد الثغرات في خيمتها، وتقول: "أي ثغرة لدخول الهواء يعني أن إصابة أطفالي بالإنفلونزا ". 

ومع اقتراب حلول فصل الشتاء، يُعبِّر النازحون عن مخاوف كبيرة من غرق خيامهم التي تفتقر إلى مقومات الصمود أمام الظروف الجوية القاسية، مما يزيد من احتمالية تسرب المياه، إضافةً إلى نقص الإمدادات الضرورية كالبطانيات والملابس الشتوية، والتي فقدوها بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنازلهم وتدمير البنى التحتية في بقطاع غزة؛ مما يفاقم معاناتهم ويثقل كاهلهم.

النازح "أبو أحمد الصواف" قام بتعديل "ميل" دورة المياه "الحمام" بجانب خيمته، آخذاً بعين الاعتبار تجمع الأمطار في قناة التصريف، خصوصاً وأن الخيمة لا يمكنها تحمل كمية الأمطار المحتملة هذا العام.

ويشكو "الصواف" من شروط الحصول على خيام وشوادر من الجمعيات والمؤسسات الإنسانية؛ كونها تكاد لا يستفيد منها سوى القليل من الناس: "الشوادر تُوزَّع على الأسرى المكنة من 11 شخصاً فأكثر، وهذا معيار غير صائب؛ لأننا جميعاً نعاني بسبب الحرب وتداعياتها". 

ولليوم الـ391 توالياً، تتواصل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، في ظل استمرار نسف المباني على رؤوس ساكنيها واستهداف المدنيين في مختلف أنحاء القطاع، وإغلاق المعابر، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، في استهانة بقرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى وقف الحرب على غزة بشكل فوري. 

وبحسب آخر إحصائية، أعلنت وزارة الصحة بغزة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 43,163 شهيداً، و101,510 مصاباً، في ظل استهداف المستشفيات وتدميرها واعتقال عدد كبير من الأطباء والكادر الطبي.

اخترنا لكم: بالفيديو صرخات ممرضة وهي توثق مجزرة في جباليا: "مش قادرة أسعف"!

اخبار ذات صلة