أكَّد مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة د. حسام أبو صفية أنَّ المنظومة الصحية في المنطقة قد انهارت بالكامل في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، والحصار المشدد المفروض على الشمال منذ أكثر من 41 يومًا.
وأوضح د. أبو صفية في تصريحات خاصة لـ"وكالة شمس نيوز الإخبارية" أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، ما يجعل من المستحيل توفير الرعاية اللازمة للمصابين والمحتاجين للرعاية، وهو ما يشكل خطراً على حياتهم، لاسيما في ظل الضغط الكبير والمتزايد لأعداد الجرحى داخل المستشفى، مع إشارته إلى أنَّ الجرحى باتوا يفترشون الأرض والممرات داخل المستشفى، وأنَّ المستشفى يقدم الخدمة بالحد الأدنى فقط.
وقال د. أبو صفية: "إن المستشفى يتعامل مع حالات مأساوية يوميًا، حيث يصل العديد من المصابين في حالات حرجة للغاية من جراء العدوان المستمر"، مشيرًا إلى أن المستشفى بات يعجز عن التدخلات الجراحية اللازمة؛ بسبب نقص الجراحين والمعدات الطبية، وهو ما يعرض حياة الكثيرين منهم للخطر.
وشدد على أنَّ مستشفى كمال عدوان يواجه ضغطًا غير مسبوق، حيث يوجد داخل المستشفى90 مريضًا منومًا، وهناك 30 حالة بحاجة إلى تدخل جراحي دقيق، لافتاً أن نقص الجراحين والمستلزمات الطبية يعيق إمكانية تقديم العلاج في الوقت المناسب.
وأضاف: "الأطباء يضطرون لإجراء عمليات جراحية دون تخصصاتهم لإنقاذ حياة المرضى، ونحن نقوم بتقديم العلاج بالحد الأدنى، بينما الحالات الحرجة تفترش الأرض والممرات في المستشفى."
ولفت إلى أن العديد من الجرحى تحولوا إلى شهداء؛ بسبب عدم القدرة على معالجتهم في الوقت المناسب، نتيجة الضغط الهائل، ونتيجة نقص المستلزمات والمستهلكات الطبية، وعدم وجود وفود طبية، قائلاً: "لا وفود، ولا وقود، ولا ادوية، ولا غذاء، الوضع كارثي جداً داخل المستشفى".
وذكر أنَّ المستشفى بات يضطر لتطبيق نظام المفاضلة بين الحالات الطبية، وهو ما يفاقم الوضع المأساوي ويعرض الكثير من المصابين لخطر الوفاة.
وأوضح أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الغذاء، حيث لا يستطيع المستشفى تقديم الغذاء المناسب للمرضى، وعلى نفس المستوى يفتقر القدرة على الالتزام بتوفير وجبة طعام واحدة للعاملين في المستشفى -يبلغ عددهم 170 كادراً- الذين يعملون على مدار 24 ساعة متواصلة بضغط هائل.
ولتوصيف الوضع المأسوي الذي تعاني منه المنظومة الصحية، أشار إلى أنه يتم تحويل المصابين من وإلى مستشفى كمال عدوان عبر "عربات الكارو" التي تجرها الحيوانات، معلقاً :"هل يعقل ان يحدث هذا في العام 2024!، على مرأى ومسمع المنظمات القانونية والصحية الدولية!".
وفي السياق، أوضح د. أبو صفية إلى أن سوء التغذية أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الأطفال والنساء وكبار السن في شمال غزة، حيث يعاني الكثير منهم من نقص حاد في الغذاء في الوقت، مع إشارته إلى أنَّ المستشفى لا يستطيع مطلقاً تأمين حتى الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للمتواجدين داخل اسواره.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وفيما يخص الوضع في المناطق المحاصرة، أكد د. أبو صفية أن المستشفى يتلقى استغاثات متواصلة من أشخاص عالقين تحت الأنقاض في شمال غزة، حيث لا توجد آليات إنقاذ بسبب نقص في مركبات الإسعاف والدفاع المدني، ما يؤدي إلى وفاة الكثير من العالقين تحت الأنقاض، قائلاً: "الأنقاض تتحول إلى قبور والعديد من الحالات تتحول إلى شهداء، ولا نملك الوسائل اللازمة لإنقاذهم."
وأشار إلى أنَّ هناك مئات الحالات متروكة في الشوارع لا يعرف مصيرهم، مطالباً الجهات الدولية والاممية بالتدخل للحد من الوضع الكارثي في شمال قطاع غزة.
ووجه أبو صفية نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي ومنظمات الصحة العالمية بضرورة التحرك الفوري لرفع الحصار عن شمال قطاع غزة، وتوفير الإمدادات الطبية والغذائية العاجلة، وقال: "الوضع في المستشفى وفي غزة بشكل عام لا يحتمل، نحن بحاجة إلى فرق إنقاذ، مركبات إسعاف، ودفاع مدني، وأدوية لإنقاذ الأرواح."
وناشد أبو صفية زعماء المنطقة المحيطة في فلسطين بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، داعياً جلالة الملك الأردني عبدالله الثاني بضرورة التدخل لإنقاذ الجرحى والمرضى، عبر ادخال الادوية والمعدات اللازمة لإنقاذ الموقف في شمال غزة.