غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في حديث مع "شمس نيوز"

مدير جمعية "قيراطان" يدق ناقوس الخطر: نُكفِّن شهداءنا بثيابهم وقماش الكنب!

غزة بلا أكفان.jpg
شمس نيوز - وليد المصري

دقت جمعية قيراطان الخيرية، المختصة في تغسيل الموتى وتكفينهم، اليوم الأربعاء، ناقوس الخطر الشديد بسبب نقص الأكفان في قطاع غزة، جراء استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، واستمرار جيش الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين منذ أكثر من 434 يوماً.

وقال مدير الجمعية، الشيخ أحمد أبو عيد، لـ"شمس نيوز"، إنه لا يوجد كفن واحد لتكفين الموتى في جنوب قطاع غزة، والوضع الآن في مغاسل الموتى بات صعباً جداً.

وأشار إلى أن "الموتى يُدفَنون، ولا يُكَفَّنون، والمحظوظ منهم من وفَّر له أهله شرشفاً بالياً، أو ثوباً قديماً، إن سَتَرَ رأسه انكشفت رجلاه، وما سوى ذلك يُدفَنُ في ثيابه، وأما النساء خاصة فنحن مضطرون لدفنهِنَّ في ثيابِهِنَّ؛ لأنها أستَرُ لهُنَّ".

ونظراً لهذه الحالة غير المسبوقة، يضطر المغسلون إلى تكفين عدد من الشهداء بالبطانيات أو بقطع من قماش الكنب، كما اضطروا إلى تكفين الشهداء من خلال إعادة ملابسهم عليهم بعد تغسيلهم، وفقاً لما قاله "الشيخ أبو عيد".

وأشار إلى أن ذلك أمرٌ كارثي، ومأساوي بشكل غير مسبوق، إذ إنَّ الاحتلال من خلال حربه العدوانية، يُلاحق الإنسان الفلسطيني حياً من خلال القتل والمجازر وميتاً من خلال عدم إدخال الأكفان ونبش القبور، وهي أمور يعجز العقل البشري عن التعبير عن مدى بشاعتها.

وأوضح أن آخر مرة وصلت فيها الأكفان إلى القطاع عبر المعبر، كان في شهر إبريل/نيسان الماضي، وذلك قُبيل الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح والسيطرة على المعابر وإغلاقها.

وإلى جانب انعدام الأكفان، يُعاني طاقم جمعية قيراطان الخيرية، من نقص الإمكانات اللوجستية: مثل المقصات، وأدوات التنظيف والتعقيم، كما أن سيارات نقل الموتى وصلت إلى حالة يُرثى لها هي الأخرى، بسبب عدم وجود قطع صيانة ومعدات تصليح.

وأهابت الجمعية، "بكل مسلم غيور في عالمنا الإسلامي"، بإسناد القطاع وإمداده بالأكفان والقماش، وقال البيان: "اعلموا أيها المسلمون أنه يجب وجوباً شرعياً على كل مسلم يستطيع إسنادنا ألا يتأخر عن إمدادنا بالأكفان أو القماش؛ لنتمكن من تكفين موتانا؛ ذلك أن تكفين موتى المسلمين فرض كفاية على جميع المسلمين، ونحن عاجزون عنه الآن؛ لعدم وجود القماش في غزة كلِّها، بسبب الحرب والحصار وإغلاق المعابر، فينتقل هذا الفرضُ إلى غيرنا من المسلمين، فإن لم يفعلوا جميعاً أثِم المسلمون أجمعون".

ولفت "الشيخ أبو عيد" إلى أن جمعية "قيراطان" أطلقت مناشدات عدة لتوفير الأكفان وتكريم الموتى، حيث استجاب "مجلس الأمة الكويتي" لهذه الصرخات، وأرسل شاحنة محمَّلة بالأكفان، لكنها لا تزال مُحتجزة في معبر كرم أبو سالم منذ شهر كامل، ولم يسمح الاحتلال بإدخالها.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وتأسست جمعية "قيراطان" الخيرية عام 2015 كمشروع خيري لتغسيل الموتى في المنازل، ثم توسعت في تقديم خدماتها عبر إنشاء مغاسل في جميع مستشفيات قطاع غزة.

وأكد "أبو عيد" أن الجمعية تعمل بشكل مستقل، ولا تتبع أي جهة، وتوفر خدمات تغسيل وتكفين الموتى مجاناً، بجهود فريق متطوع يسعى فقط لخدمة لإكرام الموتى والشهداء، من خلال تجهيزهم وفق الشريعة الإسلامية.