غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الأردن يخشى من مفاوضات سرية قائمة بين السلطة و"إسرائيل"

شمس نيوز - وكالات

لم ينته بعد الحديث والجدل في أكثر من مكان سياسي رفيع في رام الله عاصمة الحكم بالنسبة للسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس "أبو مازن"، حول تصريحات رئيس الوزراء الأردني الأخيرة التي عبر خلالها في جلسة مغلقة في مجلس النواب، عن خشيته من أن تفاجأ بلاده بـ مفاوضات‬ إسرائيلية فلسطينية سرية‬ تفضي إلى اتفاق سماه "هزيلا" على غرار‫‏ أوسلو‬.

تلك التصريحات التي نفيت على الفور فلسطينيا من أكثر من مسؤول، لم تقنع الكثير من الشركاء في منظمة التحرير الفلسطينية، ففي مدينة رام الله جرت خلال اليومين الماضيين لقاءات غير رسمية بين قادة فلسطينيين مشاركين في أطر المنظمة، جرى خلالها الحديث عن شكوك لديهم بوجود "قناة سرية" للمفاوضات مع إسرائيل‬، هي من دفعت النسور للإدلاء بهذه التصريحات، خاصة وأن العلاقات على مستوى السياسة وأمور التفاوض والتحرك الدولي بخصوص الملف السياسي الفلسطيني تشهد توترا وخلافا بين الأردن ‬والسلطة الفلسطينية، منذ التقدم في ديسمبر الماضي بالمشروع الفلسطيني لمجلس الأمن.

من ضمن ما جرى بحثه بشكل غير رسمي وفي جلسات خاصة، اطلعت "رأي اليوم" على كثير من تفاصيلها، فقد طرح أحد قادة التنظميات الكبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية تساؤلا، عن سر النفي الفلسطيني المباشر للتصريحات التي نقلت عن النسور، رغم عدم قيام أي جهة أردنية أو مقربة من النسور بالأمر، وكذلك عن السبب الذي دفع رجل بوزن النسور لما يمثله من مكانة رسمية في الأردن للإدلاء بهذه التصريحات في جلسة مغلقة كان يعرف أن فحواها سينقل إلى الرئيس أبو مازن.

مجمل التخوفات التي استند إليها الحديث كانت تثير شكوك حول وجود قناة اتصال ومفاوضات سرية، ربما تدفع للتوصل إلى الاتفاق الذي حذر منه النسور، فمفاوضات الفلسطينيين والإسرائيليين التي سبقت التوقيع في البيت الأبيض على اتفاق أوسلو، كانت في مجملها سرية، حتى أن الإدارة الأمريكية وقتها لم تكن تعلم بكل تفاصيلها، وفوجئت بموافقة الطرفين في النرويج على نصوص الاتفاق الذي أصرت واشنطن أن يوقع عندها.

ذلك الحديث الفلسطيني الجانبي يرى أصحابه أن ما يؤكده ليس فقط لجوء ساسة المقاطعة إلى التبرع بنفي تصريحات النسور، وإنما أيضا بنفيهم وجود مفاوضات سرية مع إسرائيل، وكأن أمر من هذا القبيل يتم في الخفاء.

وكشفت تقارير صحفية صدرت في إسرائيل أن القول انه يخشى من تفاجؤ بلاده بمفاوضات إسرائيلية فلسطينية سرية تفضي إلى اتفاق "هزيل" على غرار أوسلو، وذلك أمام النواب الذين خصصوا جلساتهم لبحث خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأوضح رداً على أسئلة النواب الكثيرة في ما إذا كان الأردن في صورة المفاوضات الجارية، قوله أن لا معلومات ما إذا كانت هناك تجاوزات، مؤكدا على الرئيس أبو مازن وكبير المفاوضين صائب عريقات تعهدا بإطلاع الأردن على كل ما يدور داخل غرف المفاوضات وانه لن يتم تقديم اي اقتراح الى الجانب الاسرائيلي قبل اطلاع الأردن عليه.

يذكر في هذا الموضوع أن عباس زكي العضو في لجنة حركة فتح المركزية كان أول من نفى تصريحات النسور، وقال "لا تصدر عن النسور بسبب موقعه ومركزه، إضافة إلى الاحترام الكبير الذي يحظى به الرئيس محمود عباس لدى القيادة الأردنية".

زكي كذلك قال انه لا يوجد اي أرضية للتوصل لاتفاق مع الجانب الاسرائيلي، وأن الحكومة الاسرائيلية الجديدة هي حكومة تصفية للقضية الفلسطينية وليست حكومة تسوية بالتالي فإنه لا وجود لأي انفراج سياسي كي تصدر مثل هكذا تصريحات.

محمود الهباش الذي يشغل منصب مستشار أبو مازن الديني وأحد المقربين من الرئيس، تبرع هو الآخر رغم عدم اختصاصه بالإعلان عن عدم وجود أي مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، والتأكيد أن كل شيء متوقف.

ومن باب الإعلان على عدم العمل فلسطينيا بشكل سري، قال انهم في السلطة يتحركون في داخل الإطار العربي، وتحدث عن وجود اتصال وتنسيق مستمرين بين القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية وفي القلب منها الأردن.

الهباش أيضا قال إن الأردن مطلع باستمرار على آخر المستجدات وكافة القضايا والملفات، من خلال اللقاءات المتواصلة التي تعقد بين الملك عبد الله والرئيس أبومازن.

ومن باب بعث رسائل الاطمئنان للأردن الذي لا يريد أن يهمش بأي حل سياسي مستقبلا قال الهباش "لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق من دون المعرفة والمشورة المسبقة مع الجانب العربي، وفي مقدمته الأردن".

المصدر: صحيفة رأي اليوم