غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أشاد بوفاء المقاومة وبسالتها

منفذ عملية الثأر لعائلة دوابشة لـ"شمس نيوز": "طوفان الأقصى" جددت العزائم والهمم لدى الأسرى.. والسجون تخلو من الحياة!

الأسير المحرر والمُبعد إلى غزة زيد زياد عامر
شمس نيوز - خاص

أكد الأسير المحرر والمُبعد إلى غزة زيد زياد عامر، أن معركة “طوفان الأقصى” جاءت لتجدد العزائم والهمم في السجون، ومثَّلت بارقة أمل لكل الأسرى خلف القضبان. 

ويستذكر المحرر عامر، في حديثه لـ”شمس نيوز”، اللحظات الأولى للمعركة في السابع من أكتوبر 2023م، حيث ملأت الفرحة السجون كافة، “ورأيتُ لأول مرة الابتسامة على وجوه الأسرى ذوي المؤبدات والأحكام العالية الذين قضوا سنين طويلة جداً من أعمارهم في السجون، وشكَّلت (المعركة) لهم بارقة أمل عظيمة رغم التضييق المعاناة والوجع داخل السجون. 

والأسير عامر، من مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، اعتقلته قوات الاحتلال في العام 2014م، وحكمت عليه “مؤبدين و30 عاماً”، على خلفية تنفيذ عملية “إيتمار” رداً على حرق عائلة دوابشة على يد مستوطنين صهاينة، وأمضى منهن 9 سنوات ونصف، قبل أن يفرج عنه في صفقة تبادل بين المقاومة بغزة والاحتلال الإسرائيلي في العام 2025م. 

وتمكَّن المحرر عامر، في عمليته البطولية، من تصفية وقتل ضابط إسرائيلي وزوجته، وتَرَك أطفالهم دون أن يمسَّهم، وذلك العمل -كما يقول-: “أحدث صدى إعلامي كبير في الرأي العام العبري والعالمي، وأظهر بشكل جلي لا لبس فيه إنسانية الشعب والمقاوم الفلسطيني، وليس كما يفعل الاحتلال الهمجي الذي يستهدف الأطفال والرضع الشيوخ والنساء والشباب بلا أي اعتبار”.  

وأوضح أن العملية كانت ثأراً لدماء أبناء شعبنا وخصوصاً عائلة دوابشة، ودفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال،  “فكما عهِدَنا شعبنا بأن مقاومتنا في كل مكان هي السباقة دوماً للرد والأخذ بالثأر واستعادة الأرض، ولن تفرط بحقوقنا”.

وإثر “طوفان الأقصى” تصاعدت حدة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى، ووصف المُحرَّر المبعد إلى غزة، سجونَ الاحتلال بعد السابع من أكتوبر بأنها “مكان بلا حياة” و”جحيم جهنم”، فقد شنَّ الكيان الصهيوني هجمة همجية على الأسرى، وتعاملت معهم إدارة مصلحة السجون بردة فعل مروعة وشرسة. 

وأضاف: “ عندما تحصل أي عملية أو حدث أو خسائر في صفوف جنود الاحتلال وآلياته في قطاع غزة أو الضفة الغربية كانت ردة فعل الاحتلال واضحة وصريحة وعنيفة جداً ضد الأسرى، من ضرب، وتنكيل، وتعذيب، واقتحامات، وسحب الأغطية والفراش، والحرمان من العلاج، حتى الحرمان من الأكل، وباتت السجون مجاعات حقيقية. 

بالمقارنة مع ذلك، أشار المحرر عامر إلى الفرق بين تعامل المقاومة في غزة مع أسرى العدو لديها أو أطفالهم،  وبين تعامل الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين، إذ بيَّن أن الأولى (المقاومة) تعاملت بإنسانية وفق أخلاق الإسلام وتعاليم رسولنا الكريم، في حين تعامل الأخير (الاحتلال) بنزعة صهيونية تخلو من تلك الإنسانية أو حقوق الإنسان. 

وتعليقاً على ردود الأفعال الحادة التي واكبت خروجه وتحرره من السجون، والتي شنتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي وصفته بـ”الإرهابي الملطخة يده بالدماء”، يرى المحرر عامر “أنها ردة فعل طبيعية، فهذا الكيان لا يتمثل إلا بالعنف وعدم الإنسانية والإجرام والقتل، وهم من بدأوا في حرق أطفالنا والقتل والإجرام بحق أهلنا وشعبنا”. 

وعن شعور الإبعاد، شدد عامر على أن "الأسرى الذين خرجوا إلى غزة لم يُنفَوا، أو يُبعدوا في الشق الآخر من الوطن، بل نحن في وطننا وعلى أرضنا فلسطين، وغزة هي جزء أصيل من هذا الوطن، وبإذن الله عائدون منتصرون فاتحون". 

وأشاد ببسالة المقاومة الفلسطينية ووفائها لقضيتها وقضية الأسرى، لافتاً إلى أن الأسرى على يقين بأن المقاومة لن تخذلهم ولن تتركهم، وستُبيِّض السجون، ويُطلق سراح جميع الأسرى، وبالوحدة الوطنية سيزول الكيان الصهيوني ونكنسه عن أرضنا.

وأكمل المحرر عامر، دراسته في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الأمة بغزة، وهو متزوج، ولديه من الأطفال بنت، وولدان كانا نتاج نطف مهربة من داخل السجون.

وتنسم الأسير زيد عامر عبير الحرية في صفقة تبادل أبرمتها المقاومة بغزة مع الاحتلال الإسرائيلي ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، والذي وُقِّع بين الطرفين في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة قطرية مصرية أميركية.