غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالفيديو والصور رائد أبو العطا.. يخترق حاجز الخوف ليعيش فوق ركام منزله المدمر 

شمس نيوز - مطر الزق

"إنت مجنون!!؟، كيف عايش فوق الردم وسقف الباطون مائل، وما فيه اي شيء يحميك ويحمي أطفالك؟"، تساءل أبو خالد مندهشاً ومصدوماً عندما شاهد جاره الشاب رائد أبو العطا وقد نصب خيمته فوق ركام منزله المكون من 6 طبقات تحولت جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي إلى ركام لا تصلح للعيش مطلقاً.

لم يتمكن رائد وأشقائه الخمسة من استصلاح أي شيء من ممتلكاتهم التي دفنت تحت طبقات الباطون، وباتوا في ظروف صعبة كغيرهم من الآلاف المهدمة بيوتهم جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.

تشتت الأخوة الخمسة بين العيش في مدارس النزوح وأقاربهم، غير أن رائد أصرَّ وزوجته وأطفاله للعيش فوق ركام المنزل رغم خطر انهيار ما تبقى من ركامه في أي لحظة لعدم صلاحيته مطلقا للإيواء.

منزل رائد أبو العطا فوق الأنقاض - تدمير منازل - قصف  (3).jpeg

واجه رائد صعوبات كبيرة لتصليح ما تبقى من ركام منزله، حيث شرع بازالة أحد الأعمد العالقة التي سرعان ما انهارت وفي اللحظة الأخيرة قبل اصطدامها به نجا بأعجوبة سوى من بعض الخدوش والجروح في يديه وظهره.

يرفض رائد العيش في خيمة داخل مدرسة للإيواء إذ قال لمراسل "شمس نيوز": "هناك ذل وإهانة ولا أستطيع تحمل تلك الحياة التي عشتها عام ونيف في دير البلح خلال عمليات النزوح".

يعتقد رائد أن نزوحه للجنوب كان خطأ كبيرا إلا أنه استدرك قوله: "فقط عشان الأطفال هم الي دفعوني للنزوح؛ لكن في حال عادت الحرب لن أخرج من منزلي ابدا، جربنا الذل ولن نعود اليه مهما كلفنا ذلك من ثمن".

منزل رائد أبو العطا فوق الأنقاض - تدمير منازل - قصف  (1).jpeg

يعود رائد إلى محاولة تثبيت الركام مستعينا ببعض الحجارة من أجل دعم طبقة الباطون العلوية خشية من انهيارها المفاجئ، من جانبه الأيمن يصرخ محمد نجل رائد "ديربالك يا بابا الرمل قاعد بنهار" بسرعة ثبت رائد الحجارة وعاد لينظر بعيون الحسرة والأسى على الواقع المر لما فعله وهو يردد: "الحمد لله قربنا ننتهي".

ساعات بل أيام مرت كلمح البصر أنهى خلالها رائد تثبيت طبقت الباطون بطريقة بدائية جدا -قد تنهار في أي لحظة- وشرع بتثبيت خيمته وبعض الشوادر الممزقة التي لا تقيه حر الشمس وبرد الشتاء ولا طلقات طائرة كواد كابتر التي تطلق نيرانها بشكل دئم صوب تلة المنطار شرق حي الشجاعية.

تمكن رائد من انهاء عمله؛ إلا أنه وجد نفسه مضطرا للصعود إلى خيمته بحذر شديد خاصة وأن طبقة الباطون المائلة.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

الخطر يحوم حول رائد وأطفاله الخمسة أكبرهم (9 أعوام وأصغرهم عامين ونصف) يقول: "أنا أشعر بالخوف الشديد على نفسي وأطفالي لكن لا يوجد حل لأعيش بكرامة سوى في هذا المكان".

وتغيب عند رائد وعائلته أجواء شهر رمضان المبارك، حيث قال: "قبل الحرب كنت وزوجتي نصنع الحلويات ونبيعها عبر الانترنت للناس وكان دخلنا جيد ومنه نشتري زينة رمضان ومأكولاته لكن اليوم لا دخل لنا ابدا ونحاول العيش على تكايا أهل الخير".

منزل رائد أبو العطا فوق الأنقاض - تدمير منازل - قصف  (2).jpeg

"في الأعوام الماضية كنت أزين المنزل بكل طبقاته الست بانارة جميلة لكن اليوم لا استطيع إنارة خيمتي" يقول رائد بألم يعتصر قلبه.

يفرض رائد وغيره آلاف المواطنين الذين عاشوا فوق منازلهم المدمرة أنموذجا في الصبر والصمود للتغلب على واقع مأساوي يعيشه الغزيون منذ بداية حرب الابادة الجماعية.

وفي نظرة دهشة وخوف يقول أبو خالد لمراسلنا: "أخشى أن تنهار طبقت المنزل بشكل مفاجئ على رائد وأسرته، ودائما أنصحه بايجاد مكان لكنه يصر على العيش في منزله دون أن يتدخل أحد بحياته".