غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تراجع كبير في التجنيد.. الحرب على غزة ترهق الاحتلال

جيش الاحتلال في غزة
شمس نيوز - متابعة

كشف ضباط في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن وجود تراجع كبير في عدد جنود الاحتياط الممتثلين للخدمة، إلى درجة اختفاء سرايا بكاملها، بسبب عدم قدرتهم على الاستمرار في الحرب، أو لتراجع المجنّدين بنحو 30% في بعض الألوية.

وحذر محللون عسكريون وجنود احتياط في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من استنزاف متزايد للجيش مع قرب عودة القتال في قطاع غزة، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" التي نقلت عن مصادر أن "حرب إسرائيل اللانهائية ترهق الجيش الإسرائيلي إلى أقصى حد".

وقالت الصحيفة، نقلا عن المحللين وجنود الاحتياط، إن "هناك خيبة أمل من أهداف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة الذين استبعدوا إنهاء القتال رغم الضغط الشعبي المتواصل للتوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى المتبقين لدى المقاومة في قطاع غزة".

ونقلت عن عاموس هرئيل، محلل الشؤون الدفاعية في صحيفة "هآرتس"، قوله إنه "للمرة الأولى منذ بداية الحرب قد يكون هناك احتمال لعدم التحاق بعض جنود الاحتياط بالخدمة"، مضيفا أن "هذه المشكلة قد تتفاقم إذا لم يكن هناك إجماع بشأن الحرب".

وقالت عائلات لجنود احتياط "إسرائيليين" للصحيفة، إن "اتفاق جنود الاحتياط مع الجيش كان يقضي بالخدمة 30 يوماً في السنة، لكن قيل لهم أن يستعدوا لـ5 سنوات من القتال العنيف".

وحسب مسؤولين عسكريين "إسرائيليين" التقتهم "فايننشال تايمز"، فإن "هناك حاجة لـ 10 آلاف جندي إضافي، خاصة ألوية جديدة من المدرعات والمشاة، لتعزيز الدفاع والحفاظ على مناطق عازلة داخل قطاع غزة إلى أجل غير مسمى".

وتشير نتائج استطلاع رأي أجراه "منتدى زوجات جنود الاحتياط" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن "نحو 80% من المستجيبين انخفضت دوافعهم للخدمة منذ بداية الحرب، بسبب عدم تجنيد اليهود المتدينين "الحريديم" والصعوبات الشخصية".

وبحسب المنتدى، "لم يلتحق سوى بضع مئات من الرجال "الحريديم" بالجيش خلال العام الماضي، من بين أكثر من 10 آلاف أمر تجنيد أرسلها الجيش"، وفقا للأرقام الرسمية.

وقال العديد من جنود الاحتياط إنه "من النادر أن يغادر جندي احتياط وحدته بالكامل، إلا أنهم الآن أكثر عرضة للتغيب عن التدريب أو الخدمة العملياتية لأسباب شخصية".

وقال ضابط احتياط متمركز منذ أشهر قرب غزة إن معدل الإبلاغ عن التجنيد في بعض وحدات الاحتياط أصبح أقل من النصف.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن مصادر إسرائيلية قولها إن جنود الاحتياط قد يعلقون خدمتهم إذا شعروا بأنهم يضحون بأنفسهم لتحقيق أهداف اليمين المتطرف، والمتمثلة في إعادة بناء المستوطنات في غزة وطرد جميع الفلسطينيين.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، تم طرد ضابط مخابرات وطيار "إسرائيلييْن" بعد إعلانهما تعليق خدمتهما الاحتياطية وأنهما لن يشاركا في حرب "لا تخدم مصلحة شعب إسرائيل".

وحسب الأرقام المعلنة من جيش الاحتلال، قُتل أكثر من 800 جندي وجُرح نحو 6 آلاف منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن بعض المحللين يرون أن الرقم الأخير يرتفع عند مراعاة الصحة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة.

من ناحيتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية اليوم الخميس، عن ضابط كبير في لواء احتياط تابع لوحدة المدرعات، والذي قد يبدأ جولة جديدة من القتال في قطاع غزة، قوله إنه "على الرغم من تجدد القتال، إلا أن اللواء لا يستطيع ملء الصفوف".

وأوضح الضابط أنه "يواجه انخفاضاً بنسبة 30% في الموارد البشرية في اللواء"، وقال: "هناك صعوبة كبيرة في التجنيد للاحتياط. نشعر بذلك في كل مكالمة هاتفية نجريها. الوضع ليس كما كان قبل عام".

وتابع قائلا: "في تشكيل القوة الكاملة، أحتاج إلى 15 ضابطاً للقيام بأنشطة على نحو يتيح أيضاً تسريحاً (للاستراحة) طبيعياً للجميع. في الوقت الحالي، أسبوعين قبل بدء العمل بالكاد لدي خمسة ضباط، وإذا لم أحضر خمسة آخرين، فستكون هناك مشكلة كبيرة".

وأكد أن هناك سرايا كاملة لم تعد موجودة في تشكيل اللواء، لأنه ليس لديهم قائد سرية ونائب قائد سرية.

وأضاف: "إذا لم أتمكن من إحضار أشخاص، فسوف أتوجه بأقل عدد. خوفي هو أن كل من يأتي سوف يعمل لساعات طويلة وبعد فترة سيقول إنه لا يستطيع الاستمرار على هذا النحو وسيغادر أيضاً. هناك مشكلة كبيرة هنا يجب الانتباه إليها".

وأشار ضباط آخرون إلى صعوبة تجنيد جنود لجولات القتال القادمة، وحذّروا من أن هذا حدث يجب التعامل معه بشكل عاجل وجاد.

وأوضح أحدهم أن هناك انخفاضا في حجم القوى البشرية، وهناك مشكلة في تجنيد الاحتياط بعد ما يقرب من عام ونصف من العمليات المكثّفة.

وقال الضباط للصحيفة إن معدلات التجنيد في الاحتياط التي تتراوح بين 50% و70% أصبحت أمراً استثنائياً، مشيرين إلى أن العبء يتزايد على الجنود.

ولفت قائد كتيبة، شارك في جولتين من حرب الإبادة على قطاع غزة وانتقل في الآونة الأخيرة إلى الضفة الغربية، إلى صعوبات مشابهة.

وقال للصحيفة إن "هناك ضائقة حقيقية. ليس من السهل القتال لفترة طويلة كهذه. هناك دافع مرتفع، لكننا نتفهم الناس، فهذا وضع معقّد للغاية. نرى انخفاضاً في معدلات التجنيد من جولة إلى أخرى.. لا يمكننا لومهم. هؤلاء أناس تركوا كل شيء ويقاتلون منذ 300 يوم وأحياناً أكثر".

وأشارت الصحيفة إلى أنه وبسبب الضغط على جنود الاحتياط وانخفاض معدلات الامتثال في الألوية والكتائب، أجبر الجيش على اتخاذ تدابير استثنائية للتعامل مع الأزمة من خلال تقديم "إغراءات" لجنود الاحتياط.

ويقضي جندي الاحتياط، وفق هذا النظام، أسبوعاً في الخدمة العسكرية، ثم أسبوعاً كاملاً في منزله، براتب كامل على نفقة الجيش.

لكن بعض الضباط يرون أن هذه الخطوات، "تضعف نموذج جيش الشعب، وتقوّض قيمه، وتستبدل دوافع التجنيد لدى من يخدمون، من دافع المساهمة، والصهيونية، والفخر، باعتبارات اقتصادية"، على حد تعبيرهم.

وقال قائد وحدة ميدانية في قوات الاحتياط: "من الجيد أن الدولة تدعم جنود الاحتياط ماليًا، لكن هذا صحيح لبضعة أشهر من الحرب. عندما تستمر الحرب للعام الثاني، دون أن ننتبه، يصبح معظم جنود الجيش الإسرائيلي موظفين براتب شهري".