غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ليس من عاداتنا وتقاليدنا

"سرقة الطحين".. هندسة إسرائيلية لتجويع سكان غزة وتعطيل الاغاثة

سرقوا طحين الغلابة
شمس نيوز - خاص

في مشهد يخالف كل العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية والدينية والوطنية تعرضت شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى السرقة من قبل مجموعة من اللصوص والعصابات المسلحة، في وقت تعصف فيه المجاعة بكل مكونات وفئات المجتمع في قطاع غزة بعدما منعت قوات الاحتلال إدخال أية شاحنة منذ نحو 80 يومًا.

وخلال الساعات الماضية وُثِقت مشاهد ميدانية وتقارير صحفية هجوم اللصوص والعصابات المسلحة على بعض الشاحنات كما وثقت حالات السرقة من الشبان والمواطنين، أثناء مرورهم عبر شاطئ البحر لا سيما في منطقة "فش فرش" غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بينما تعيش مئات الآلاف من الأسر الفلسطينية في غزة المجاعة الفاحشة.

وسمحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة المجرم بنيامين نتنياهو، إدخال عدد من شاحنات المساعدات الإغاثية لقطاع غزة يوم الاثنين (19 مايو/أيار 2025) بعد منع إدخال أي شاحنة في الثاني من مارس الماضي، ما تسبب بتفشي المجاعة بين سكان قطاع غزة.

وكان مكتب الإعلام الحكومي في غزة أكد أن القطاع بحاجة من 500 إلى 550 شاحنة يوميًا محملة بالمساعدات لمعالجة الأزمة الإنسانية التي أحدثها جيش الاحتلال وتسببت بوفاة عدد من الأطفال جراء سوء التغذية.

 

مجزرة عناصر تأمين الشاحنات

وسبق سرقة الشاحنات من "اللصوص والحرامية" اليوم السبت (24 مايو/أيار 2025) مجزرة مروعة بحق عناصر ومتطوعي تأمين الشاحنات مساء يوم الخميس الماضي (22 مايو/أيار 2025) على مفترق "رمزون" دير البلح، إذ استشهد 6 عناصر ومتطوعي تأمين الشاحنات.

وفي تفاصيل المجزرة المروعة فقد تجمع عدد كبير من اللصوص وسارقي شاحنات المساعدات في ساعات المساء على دوار رمزون دير البلح، في تلك اللحظة حاول بعض عناصر التأمين تفريقهم من المنطقة؛ إلا أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت عناصر التأمين لأكثر من نصف ساعة حيث منعت اسعافهم عبر سيارات الإسعاف بإطلاق رصاص كواد كابتر ما أدى لاستشهاد 6 من فرق التأمين والمتطوعين أبرزهم الأسير المحرر وسام خليل أبو سمرة (أبو الفهد)، الذي تصدى للمهاجمين بشكل مباشر.

 

غضب يجتاح "منصات التواصل"

الناشط طارق مصلح، نشر عبر منصته الخاصة في "الفيسبوك" صورة لحشد كبير من الناس وهم يحملون على أكتفاهم أكياس الطحين جنوب قطاع غزة وعلق عليها بالقول: "كلُّ من أكلَ بالباطل، سيجوعُ بالحق، حصة شمال غزة من الطحين تسرق".

بينما كتب محمد عقل "أبو رياض" عبر صفحته الخاصة: "طحين مغمس بالموت والدم، أنا متفق معك، إنه ما عندك طحين ومحتاج الطحين حقك، لكن الي مش حقك انك تسرق عدد كبير من المساعدات الي هي حق للجميع، والي مش من حقك انك تستولي علي سيارة المساعدات الإنسانية.

وأضاف أبو رياض الذي يشعر بألم وحسرة كبيرة لما جرى من سرقة لأكياس الطحين: "مش كل الناس معها مصاري تشتري منك يا سيادة اللص كيس طحين ب1400 شيكل، وما حدا يقولي ما تكتب، علشان احنا الي حاسين بما يفعله تجار الموت واللصوص، وقطاعين الطرقات.

 

وفي السياق قال الناشط صالح ساق الله: "اقسم بالله العظيم كنت بشارع السلام بدير البلح ومرقت مقاطير طحين والناس بتجري وراها كان ثمن كيس الطحين 2000 شيقل وأكثر كان ابني معي ووقع قدامي مشطاحين طحين بعاد عني مترين وضلت المقطورة ماشية اقسم بالله ما اخدت ولا كيس ولا قربت على الطحين وما بسجل على نفسي اخد طحين سرقة قوت ناس ثانية".

وفي منشور آخر اتهم ساق الله المتنفذين في منظمة الغذاء العالمي وبعض أصحاب المخابز بسرقة الطحين، كاتبًا: "لصوص منظمة الغذاء العالمي واصحاب المخابز سرقوا الطحين وباعوه بالأسواق بأسعار خيالية".

وأرفق ساق الله خلال منشوره مقطع فيديو لبيع أكياس الطحين على المفترقات بأسعار مرتفعة، مشيرًا إلى أن هذا الطحين الذي دخل من المعابر يباع بالأسواق وأكبر دليل على ان منظمة الغذاء العالمي واصحاب المخابز هم الذين سرقوا الطحين وباعوه بالأسواق أن هذا الطحين مخصص للمخابز ولم يوزع على المواطنين كيف وصل للتجار والباعة في الشوارع وبهذه الكميات".

فيما نشر علاء الفرا حوارًا دار بينه وبين أحد اللصوص -سارقي الطحين- أثناء محاولته شراء كيس طحين لعدم توفره في خيمته النازحة، إذ كتب: "رحت أشتري كيس طحين عند فش فرش لقيته يُباع ب 1000 شيكل، دار حوار بيني وبين الحرامي، قلت له:-  300 شيكل؟، قال :- لا ولله بيخسر معي وعليا اكتر من هيك، قلت له: منتا سارقة قبل شوية ببلاش، قال:- لا ولله بيخسر معي، الحرامي صار يخسر لما يبيع الكيس تقريباً ب 100$، مع العلم أكثر من نصف شهر لا نملك الطحين".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

إدانات لسرقة الشاحنات

واستنكرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، يوم أمس الجمعة، قيام مجموعة من قطاع الطرق، بسرقة شاحنات تحمل الدقيق للأهالي في قطاع غزة.

وقالت الشبكة، في تصريح صحفي: "إن مجموعة من قطاع الطرق المسلحين، تحت حماية الاحتلال الإسرائيلي، قامت بالسطو على قافلة تضم 17 شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي على طريق صلاح الدين، وسرقة طعام الأطفال والعائلات التي تعاني من قسوة الجوع، علماً بأن تلك الشاحنات كان من المفترض أن ترسل إلى المخابز في محافظتي غزة والشمال.

وأدانت الشبكة قصف الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من فرق تأمين المساعدات وسط القطاع، مما أدى استشهاد وإصابة عدد منهم، وهذا يؤكد أن الاحتلال يوفر غطاءً لجرائم السطو والسرقة.

ودعت الشبكة، كافة قطاعات شعبنا الفلسطيني، خاصة العائلات والعشائر، للتصدي لهذه الظاهرة الخارجة عن عادات وتقاليد شعبنا.

الفارس الشهم

وتعرضت شاحنات عملية "الفارس الشهم 3" المحملة بالطحين ولوازم تشغيل المخابز إلى المخازن للسرقة، إذ تمكنت من إدخال 24 شاحنة من أصل 103، ولم يصل إلى مخازن عملية الفارس الشهم سوى حمولة شاحنة واحدة فقط

وأوضحت أن السبب في سرقتها يعود إلى إصرار جيش الاحتلال الإسرائيلي على فرض مسارات عبور غير آمنة، تعرّضت خلالها الشاحنات لأعمال نهب وسرقة، داخل المنطقة “المصنفة حمراء” الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، مما أدى إلى فقدان معظم حمولتها.

وأعربت عملية الفارس الشهم 3 عن بالغ أسفها وإدانتها الشديدة لهذه الاعتداءات، التي تحرم سكان قطاع غزة من حقهم المشروع في الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية الأساسية، وتؤكد أن استمرار عرقلة الجهود الإغاثية لنحو 2.3 مليون مدني في القطاع يُنذر بتفاقم خطير في الكارثة الإنسانية.

في ذات الوقت نشرت جميع العائلات الفلسطينية في غزة بيانات تندد وتستنكر سرقة شاحنات المساعدات، مؤكدة أنها سترفع الغطاء العائلي والعشائري عن اللصوص من أبنائها في حال ثبت ذلك يقينًا.

ودعت العائلات الفلسطينية الجهات الأمنية وعناصر تأمين المساعدات للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بسرقة قوت أبناء شعبنا الفلسطيني المحاصر منذ نحو 80 يومًا.