يرى إياد القرا، الكاتب والمحلل السياسي، أن الهجوم النوعي الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في بيت حانون -ادى لمقتل خمسة إسرائيليين- يحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز البُعد العسكري، ويأتي في توقيت سياسي بالغ الحساسية بالنسبة للاحتلال.
ويؤكد القرا أن تزامن العملية مع زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن يحمل في طياته رسالة واضحة، مفادها أن المقاومة قادرة على فرض إيقاعها الخاص، حتى في لحظة يسعى فيها الاحتلال لتسويق "الهدوء النسبي" أمام الإدارة الأمريكية. ويضيف: "الصفعة جاءت من غزة، وأمام البيت الأبيض، لتقول إن الميدان لا يزال مفتوحًا، والمقاومة لم تُكسر".
يشير القرا إلى أن العملية تأتي بعد عملية مركبة في خانيونس، ما يدل على أن المقاومة ليست في موقع الدفاع كما يروّج الاحتلال، بل ما زالت تحتفظ بزمام المبادرة، وتعمل على استنزاف العدو بطريقة مدروسة.
ويضيف القرا: "الاحتلال زعم مرارًا أنه مسح بيت حانون عن الخريطة، لكن العملية تؤكد أن هذا الخطاب لا يتجاوز كونه دعاية فارغة. الميدان قال كلمته من قلب بيت حانون، وأثبت فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية".
وحول التداعيات داخل إسرائيل، يرى القرا أن "العملية تزيد من عمق الخلافات بين المؤسسة العسكرية والحكومة السياسية، في ظل التوتر بين نتنياهو ورئيس الأركان. وهذا الشرخ قد ينعكس في القرارات الميدانية والتفاوضية على حد سواء".
كما يرى أن فشل منظومة "عربات جدعون"، والتي تعتبر من أكثر أدوات الاحتلال تطورًا، في رصد التحرك أو منع الاختراق، يعكس خللاً أمنيًا حقيقيًا، ويشكّل نكسة لمنظومة الردع التي يراهن عليها الاحتلال.
ويتابع القرا: "في اليوم ذاته الذي تحدّث فيه غالانت عن إقامة منطقة عازلة شمال غزة، جاءت العملية لتنسف هذا المخطط، وتؤكد أن المقاومة قادرة على الوصول إلى أي نقطة تشاء".
ويختم القرا بالقول: "في الوقت الذي يستعد فيه الاحتلال للإفراج عن أسرى ضمن صفقة محتملة، يخسر في المقابل 8 جنود في ضربة واحدة. هذه الخسارة البشرية ستكون لها انعكاسات قاسية على الجبهة الداخلية، وعلى طاولة التفاوض".
