في مشهد يفضح عمق التناقضات والانقسامات داخل أروقة المؤسسة الإسرائيلية، تداولت وسائل إعلام عبرية مقاطع من نقاش ساخن دار في برنامج حواري على القناة 12 الإسرائيلية، كشف عن نية إسرائيل التخلي عن مجموعات مسلحة تدعمها في قطاع غزة، وعلى رأسها ياسر أبو شباب ورفاقه.
خلال النقاش، طرح المحلل السياسي يائير شركي سؤالًا صريحًا:
“ماذا سنفعل بياسر أبو شباب ورفاقه؟”،
فجاءه الرد القاطع من ألون بيتا، جنرال احتياط في وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، قائلًا:
“سنقذفهم ونتخلى عنهم، إنه بلا فائدة. نحن نريد إدارة عربية فلسطينية أكبر من أبو شباب ورفاقه”.
وفي نبرة تهكم واضحة، تابع شركي:
“جربنا عصابة، والآن سننسحب، بعد ساعات سيتم ذبحهم في الميدان”،
فأجابه الجنرال ببرود شديد:
“فليذبحوه. هل حياتنا تعتمد عليه؟ هؤلاء ليسوا جيش لحد”.
أما التصريح الأشد سخرية، فجاء على لسان المحلل أفري غلعاد، الذي قال بسخرية:
“أبو شباب سيتحول إلى أبو كباب قريبًا”.
هذه التصريحات التي بثّت على الهواء مباشرة، تسلط الضوء على السياسات الإسرائيلية القائمة على الاستخدام المؤقت والتخلص من الأدوات المحلية عند انتهاء دورها، وهو ما يعيد إلى الأذهان مصير عملاء “جيش لحد” في جنوب لبنان، الذين تُركوا لمصيرهم بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي عام 2000.
ويرى مراقبون أن هذا الخطاب يعكس تخبط الاحتلال، وفشله في إيجاد أدوات فاعلة في الميدان، في ظل تصاعد العمل المقاوم واستمرار حالة الرفض الشعبي لأي أجندات مشبوهة في غزة والضفة الغربية.
