غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بين الجوع والسرطان.. غزيون يشعلون نار الموت لطهي الطعام

بدائل غاز الطهي .. الطعام .. نار للطهي
شمس نيوز - خاص

رغم منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال غاز الطهي لقطاع غزة منذ نحو 4 شهور، فإن النازحين قسرا اضطروا لاستخدام البدائل من مواد "بلاستيكية وخشبية" تبعث بأدخنة سامة لطهي القليل من الطعام؛ لأطفالهم المجوعين.

 

وبعد الارتفاع المجنون على سعر كيلو الخشب لنحو (12 شيكل) أجبر غالبية النازحين للبحث عن المواد البلاستيكية في الطرقات وتحت ركام المنازل والأبراج المدمرة وبين أكوام القمامة.

 

يركض الطفل باسل ياسين ممزق الثياب وحافي القدمين فوق أكوام القمامة المكدسة في سوق فراس الشعبي بمدينة غزة، باحثا عن مواد بلاستيكية، إذ يقول لمراسل "شمس نيوز": "أبحث عن شيئ يشعل النار لأمي".

 

يكمل الطفل (14 عاما) حديثه وهو يبكي من شدة الجوع: "لا يوجد لدنيا قدرة مالية لشراء الخشب، فنلجأ للبحث عن بلاستيك سواء نايلون أو خراطيم تالفة، أو أوراق بالية ممتلئة بالقمامة".

 

وعن خطورة استخدامها يشير الطفل إلى أن والدته تسعل كثيرا من رائحة النار وما تصدره من مواد سامة، مبينا أنه لا يوجد بديل لاشعال النار وطهي الطعام سوى البلاستيك.

 

حال الشاب خالد عبدو لا يختلف كثيرا عن الطفل ياسين سوى أنه يبحث عن النايلون وخراطيم المياه المبعثرة في الطرقات وبين الركام، يقول لمراسل "شمس نيوز": "الاحتلال منع ادخال الغاز منذ عودة حرب الإبادة في الثالث من مارس الماضي وهو ما سبب ازمة كبيرة للعائلات الغزية النازحة".

 

يحاول الشاب اسناد نفسه والوقوف بشكل سليم على قدميه، ثم يعود موضحا "استمرار اغلاق المعابر ومنع ادخال الغاز والطعام كسر ظهورنا، فأنا أخرج يوميا من الصباح لأجمع النايلون والأوراق المبعثرة في الطرقات من أجل طهي الطعام لأطفالي المجوعين".

 

يدرك الشاب عبدو خطورة حرق المواد البلاستيكية على صحة زوجته واطفاله يقول: "لا يوجد بديل لاستخدام البلاستيك والنايلون لطهي الطعام، ولم نعد نملك الصحة فقد انهارت قوانا كلها وننتظر الموت".

 

وفي أحد مخيمات النزوح قرب سوق فراس الشعبي تجلس أم محمد ريحان بين أعمدة الدخان المتصاعدة من موقد النار، محاولة طهي القليل من الطعام لأطفالها مستخدمة بعض الأوراق والبلاستيك والنايلون.

 

وبجسد هزيل مرهق ووجه شاحب تضيف السيدة ريحان ل "شمس نيوز" ويحيط حولها أطفالها: "أجلس ساعات طويلة على موقد النار لطهي الطعام، وأنا أدرك خطورة استخدام البلاستيك والنايلون؛ لكن لا يوجد بديل مطلقا".

 

تشير ريحان وقد أصابها الإحباط: "هذه ليست حياة، نعيش في مأساة حقيقية منذ عام و10 شهور لا استقرار لا أمن ولا أمان، لا يوجد طعام ولا ماء ولا دواء، نتنقل من مكان لأخر كلما اشتد القصف واقترب الجيش من مكان نزوحنا".

 

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أصدر بيانا قال فيها: "إن المئات في قطاع غزة أصيبوا بأمراض الجهاز التنفسي، بسبب الغازات السامة المنبعثة من إشعالهم النيران لإعداد الطعام".

 

وحذر المكتب من تزايد تسجيل إصابات بسرطان الرئة، جراء تفاقم أزمة غاز الطهي وانقطاعه.

 

أما جهاز الدفاع المدني، فقد قال في بيان سابق له: "إنَّ منع غاز الطهي ينذر بأزمة صحية وبيئية وإنسانية؛ إذ إنَّ إشعال النار بواسطة الحطب والفحم والمواد البلاستيكية، والذي ينبعث منهم غازات سامة، أدى إلى زيادة أعداد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي".