غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"غزة تموت عطشاً".. حياة على حافة الجفاف!

غزة تموت عطشاً
شمس نيوز - مصطفى حمودة / إسلام سلمان

لم يعد العطش في غزة مجرّد حالة موسمية عابرة، بل تحول إلى كابوس يومي يطارد أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار، فبين مياه ملوثة، ومحطات تحلية مشلولة، وبنية تحتية مدمّرة، باتت قطرة الماء حلمًا مهددًا، ورفاهية لا ينالها الجميع.

 

 أكثر من 90% من المياه الجوفية ملوثة

تعاني غزة من أزمة مياه مركبة، إذ تجاوزت نسبة تلوث المياه الجوفية حاجز الـ90%، ما حوّل المياه نفسها إلى مصدر للأمراض بدلًا من الحياة.

يقول خليل (42 عامًا)، وهو رب أسرة نازحة تقيم في مدرسة تابعة لوكالة الأونروا: "نملأ الجالونات من مسجد بعيد، نمشي نصف ساعة تحت الشمس، الماء مالح وطعمه غريب، والأطفال يعانون دائمًا من الإسهال والحرارة."

 ويضيف بأسى: "كأننا نعيش في صحراء، رغم أننا على شاطئ البحر."

غياب وسائل التعقيم وتكرار التلوث أدّيا إلى تفشي أمراض الجهاز الهضمي والجلدي، خاصة بين الأطفال وكبار السن، في ظل شحّ حاد بالأدوية والرعاية الصحية.

 

تحلية تحت رحمة الكهرباء

تمتلك غزة عددًا من محطات تحلية المياه، إلا أن معظمها يعاني من شلل شبه دائم نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود.

تقول ندى الجلاد، متطوعة في جمعية محلية تُعنى بتوزيع المياه: "نوصل المياه لبعض الأحياء، لكن الكميات لا تكفي، وبعض العائلات لا تحصل على الماء إلا مرة كل عشرة أيام أو أسبوعين."

 وتوضح أن الخزانات فوق أسطح المنازل أصبحت ملوّثة بسبب الغبار وغياب الأغطية، فضلًا عن تأثير القصف.

 

البنية التحتية.. ضحية متكررة

الحرب الأخيرة دمّرت أجزاءً واسعة من شبكات المياه والصرف الصحي، ما جعل إيصال المياه إلى المنازل أمرًا بالغ الصعوبة.

يقول المهندس سامي مقداد من بلدية غزة: "نحاول إصلاح ما نستطيع، لكن القصف دمّر المحطات الرئيسية، والأنابيب مهترئة، وقطع الغيار غير متوفرة بسبب الحصار."

ويحذر من كارثة صحية في بعض المناطق الساحلية حيث تختلط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.

 

 مياه البحر.. بين الحاجة والخطر

مع انسداد البدائل، لجأ بعض السكان لاستخدام مياه البحر للاستحمام أو غسل الملابس، رغم تحذيرات وزارة الصحة من نسب التلوث العالية فيها.

تقول أم أحمد (51 عامًا) من مخيم الشاطئ: "نأخذ الماء من البحر للغسيل، لا يوجد بديل. حتى غسل الأطفال أصبح رفاهية."

وتؤكد أن أفراد أسرتها تعرضوا مرارًا لطفح جلدي بسبب استخدام هذه المياه".

 

خطر استراتيجي يهدد الوجود

يرى الخبير الدكتور عبد الكريم شحادة أن أزمة المياه تتجاوز البُعد الإنساني لتصبح تهديدًا استراتيجيًا لاستقرار غزة.

ويقول:"حين يصبح الوصول للماء مرهقًا أو مستحيلًا، تبدأ الهجرة وتنهار الحياة الاقتصادية والاجتماعية."

 ويضيف أن الحلول المؤقتة مثل الصهاريج أو محطات التحلية غير كافية، مؤكدًا أن استمرار الحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية يضع غزة على حافة "أزمة وجود"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لفرض حلول جذرية.