أشار محللون إسرائيليون، اليوم الأحد، إلى أن "إسرائيل" قد خاطرت بمواجهة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باغتيال القيادي في حركة حماس، رائد سعد، يوم السبت الماضي، وذلك رغم دعوة ترامب الأخيرة لضبط العمليات العسكرية في قطاع غزة، بهدف دعم تقدم خطته للانتقال إلى المرحلة الثانية من إنهاء الحرب.
واعتبر يوآف ليمور، المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن عدم غضب ترامب حتى الآن يمكن تفسيره من جانب إسرائيل كتلميح يسمح لها بمواصلة استهداف المسؤولين في غزة، كما هو الحال في السياسة المتبعة بلبنان. وأشار إلى أن قطر وتركيا قد تسعيان لإقناع ترامب بلجم إسرائيل، مؤكداً أن رد فعل الإدارة الأميركية سيكون مؤشراً حاسماً لسياسة تل أبيب تجاه غزة.
وأوضح ليمور أن إسرائيل تحاول تأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية لأطول فترة ممكنة، خوفاً من تبعات انسحابات إضافية وتغيرات ميدانية جوهرية في القطاع. وفي الوقت ذاته، لم تنجح الإدارة الأميركية بعد في تشكيل قوة دولية تتولى المسؤولية الأمنية في غزة، أو في جمع التمويلات اللازمة من دول الخليج لإعادة إعمار القطاع. كما نقل موقع "واينت" عن مصادر أميركية مطالبتها إسرائيل بتحمل تكاليف إزالة الأنقاض الهائلة التي خلفتها الحرب، بدءاً من منطقة رفح.
ووصف ليمور المأزق الذي تواجهه إسرائيل بأنه "ثلاثة خيارات صعبة": إما استمرار الوضع الراهن مع حكم حماس، أو إقامة هيئة حكم وهمية بإشراف أميركي مع استمرار سيطرة الحركة فعلياً، أو انهيار خطة ترامب ما قد يدفع إسرائيل لاستئناف الحرب وتحمل التكاليف الاقتصادية والضغوط الدولية المترتبة على ذلك.
من جهته، اعتبر عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، أن القضية الأبرز الآن تكمن في رد فعل الولايات المتحدة على اغتيال رائد سعد، خاصة في ظل إعلان ترامب عزمه دفع المرحلة الثانية من خطته الخاصة بغزة. وأوضح هرئيل أن إسرائيل قد تستغل غياب أسرى إسرائيليين لدى حماس لمواصلة استهداف الحركة دون تكبد ثمن سياسي باهظ، مستبعداً حصول تل أبيب على موافقة أميركية مسبقة، لكنه أكد أن إسرائيل ستتصرّف بحذر لتفادي استثارة غضب الإدارة الأميركية.
وأكدت الحكومة الإسرائيلية، عبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أن سعد كان أحد مهندسي هجمات 7 أكتوبر، وعمل مؤخراً على إعادة بناء قدرات حماس وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، ما يعد انتهاكاً واضحاً لوقف إطلاق النار والتزام الحركة بخطة الرئيس ترامب.
