غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

إنذار أمريكي لتل أبيب: مبعوث ترامب يصل لاختبار الجاهزية للمرحلة الأخطر في غزة

ترامب و نتنياهو.jpg
شمس نيوز - وكالات


 

تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية زيارة بالغة الحساسية يقوم بها المبعوث الأمريكي توم باراك الى "تل أبيب"، في توقيت وصفته مصادر دبلوماسية بأنه غير عابر، ويعكس نفاد صبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء تعثر الانتقال إلى المرحلة التالية من الخطة الأمريكية المتعلقة بقطاع غزة.

ووفق هيئة البث العبرية، من المقرر أن يلتقي باراك، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وعددًا من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، في محاولة لتقييم مدى استعداد "تل أبيب" للتقدم نحو المرحلة الثانية في قطاع غزة، في ظل ضغط أمريكي متزايد.

وتأتي الزيارة على خلفية تطورات إقليمية متشابكة، أبرزها الساحة اللبنانية. إذ إن جيش الاحتلال يواصل عملياته ضد بنى حزب الله العسكرية في جنوب لبنان، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى منع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية واسعة.

ومن وجهة نظر إسرائيلية، يعكس هذا الواقع أزمة بنيوية في الدولة اللبنانية، التي تتحدث بلغة السيادة في المحافل الدولية، لكنها تعجز، أو تمتنع، عن فرض سلطتها الفعلية على التنظيم المسلح.

وفي هذا المشهد، يحمل باراك رسالة أمريكية واضحة: ضبط النفس الإسرائيلي لا يمكن أن يكون أحادي الجانب. واشنطن تتوقع خطوات عملية من بيروت، تشمل تعزيز سيطرة الجيش اللبناني في الجنوب، وتقليص حرية عمل حزب الله، وتحمل مسؤولية أمنية حقيقية. في المقابل، تشدد "إسرائيل" على أنها لن تكتفي بتصريحات سياسية أو إدانات بعيدة، طالما أن التهديد الأمني على حدودها الشمالية مستمر.

قطاع غزة جوهر الزيارة:

غير أن جوهر الزيارة يتمحور حول قطاع غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، والتي يفترض أن تستبدل وقف إطلاق النار المؤقت والهش بترتيبات أمنية وسياسية أكثر استقرارًا. الخطة الأمريكية تتضمن إقامة قوة استقرار دولية بقيادة أمريكية، هدفها تفكيك القدرات العسكرية لحركة حماس تدريجيًا، وخلق بديل سلطوي في القطاع.

وهنا تبرز إحدى نقاط الخلاف المركزية بين اسرائيل والولايات المتحدة، والمتمثلة في الدور التركي. فالسفير باراك يرى أن تركيا يجب أن تكون جزءًا من قوة الاستقرار، نظرًا لقدراتها العسكرية ونفوذها في غزة، بينما تعتبر إسرائيل ذلك خطًا أحمر، إذ ترى أن أي طرف يحتفظ بعلاقات مع حماس لا يمكن أن يُصنف كقوة استقرار، وأن إشراكه قد يقوض جوهر الخطة.

وحسب مصادر سياسية، لا يُنظر إلى زيارة باراك على أنها زيارة بروتوكولية عادية، بل خطوة تحضيرية مباشرة للقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب. السفير الأمريكي يصل ومعه "ساعة رملية" ومهمة محددة: فحص استعداد "إسرائيل" للانتقال إلى المرحلة التالية، وتحديد حدود مرونتها، خاصة في ملف غزة والقوة الدولية.

بالنسبة لـ "إسرائيل"، يشكل هذا التطور اختبارًا دقيقًا لكيفية القبول بمسار سياسي دون التفريط بالثوابت الأمنية. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فباراك مكلف بتحديد ما إذا كان نتنياهو شريكًا يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة، أم زعيمًا يفضل إبقاء الساحات مفتوحة. المؤشرات الأولى ستتضح خلال الزيارة، فيما يُتوقع أن تُحسم الصورة الكاملة لاحقًا على طاولة ترامب.