أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الإثنين، استشهاد ثلة من قياداتها ورموزها: "أبو عبيدة"، محمد السنوار، محمد شبانة، رائد سعد، و"أبو عمر السوري".
وفي بيان للناطق الجديد باسم القسام، نعت الكتائب محمد السنوار (أبو إبراهيم)، قائد أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام/ ومحمد شبانة (أبو أنس)، قائد لواء رفح في كتائب القسام/ والقائد الكبير حكم العيسى (أبو عمر)/ ورائد سعد (أبو معاذ)، قائد ركن التصنيع في كتائب القسام/ والناطق باسم كتائب القسام (أبو عبيدة).

ونعت كتائب القسام، بشكل رسمي، الناطق الرسمي باسمها "أبو عبيدة"؛ حذيفة سمير الكحلوت "أبو إبراهيم"، شهيدًا إثر عملية اغتيال إسرائيلية، بعد خرق الاحتلال للتهدئة.

وقالت كتائب القسام، في خطاب عسكري بثته عبر صفحتها الرسمية على منصة "تيليغرام"، إن أبو عبيدة والقادة الشهداء ارتقوا في ساحات المعركة والمقعد القتالية.
وحيّا الناطق الجديد باسم "القسام"، أهل غزة. منوهًا إلى أنهم "يُقاسون اليوم ضنك العيش وبرد الشتاء، بخيام بالية وبيوت متصدعة وأجساد متعبة. مُشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني؛ "أنتم المجد وفاتحة التاريخ المجيد".
وأردف: "يا له من فخر وشرف أن تختلط دماء المجاهدين مع دماء أهليهم، وأن يتوسط القادة وعائلاتهم صفوف المضحين بكل ما يملكون، فنحن منكم وأنتم منا، قدمنا معاً بنفوس راضية أغلى ما نملك استجابة لنداء ربنا وطمعاً فيما عنده".
وشددت كتائب القسام على أن "طوفان الأقصى جاء ليصحح المسار ويعيد روح المقاومة إلى الأمة". مُجددة التأكيد على أن "التوصل إلى اتفاق وقف الحرب جاء ثمرة لتضحيات شعبنا وبطولات مقاومته".
وأوضحت: "منذُ توقفِ الحربِ، تجاوزت انتهاكات العدو كلَّ الخطوطِ الحمراء، بينما المقاومة أدت ما عليها منَ التزامات، وتعاملتْ بمُنتهى المسئوليةِ، مراعاةً لمصالحِ أبناءِ شعبنا، وتفويتاً للفرصةِ على الاحتلال".
واستدركت: "نؤكد أنّ حقَّنا بالردِّ على جرائِمِ الاحتلال، هو حقٌ أصيلٌ ومكفول، ونحنُ ندعو كلَّ المعنيينَ، لإلجامِ الاحتلالِ ووقفِ عدوانهِ، وإجبارِه على الالتزامِ بما تمَّ الاتفاقُ عليه".
وأوردت: "نهيبُ بكلِّ من يُهمُهُ الأمرُ، أنْ يعملَ على نزعِ سلاحِ الاحتلالِ الفتاك، الذي استُخدِمَ ولا يزال في إبادةِ أهلِنا، والعدوانِ على دُولِ المنطقة، بدلاً من الانشغالِ ببنادقِ الفِلَسطينيينَ الخفيفة، التي يحاولُ العدوُ أن يتخِذَها حُجةً واهِيةً، لتخريبِ اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار".
وتابع الخطاب: "شعبُنا يدافعُ عن نفسهِ، ولن يتخلى عن سلاحِه طالما بقيَ الاحتلالُ، ولن يستسلم ولو قاتَلَ بأظافِره، ولكُم في رفحَ ورجالِها الأبطالِ الأشداء، الذينَ فَضّلُوا الشهادةَ على الاستسلام، خيرُ شاهدٍ ودليل".
وكانت دولة الاحتلال، قد أعلنت يوم 30 آب/ أغسطس 2025، اغتيال الناطق باسم كتائب القسام؛ الجناح العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، في غارة على مدينة غزة.
وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الجيش أخفق في اغتيال "أبو عبيدة" في محاولتين سابقتين منذ بداية الحرب (العدوانية المستمرة) على غزة في الـ 7 من أكتوبر 2023.
رمز المقاومة منذ 19 عاما..
يعد "أبو عبيدة" أو "الملثم"، كما يلقبه كثيرون، رمزا للمقاومة الفلسطينية منذ ظهوره البارز لأول مرة في 25 يونيو/ حزيران 2006.
وفي 25 يونيو 2006، برز أبو عبيدة لأول مرة ليعلن تنفيذ المقاومة عملية "الوهم المتبدد" شرق مدينة رفح، والتي أدت لقتْل جنديين إسرائيليين وجرح اثنين آخرين وأسر الجندي جلعاد شاليط.
وقد لفت الأنظار منذ ظهوره عام 2006 بثباته وطلاقته وقدرته على اختزال المعلومات والأفكار، لكن حضوره هذه الأيام بدا كبيرا، بحجم الإنجاز العسكري الذي تحقق يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتجاوز أبو عبيدة في شعبيته حواجز كثيرة، فهو يحظى بمتابعة في الوطن العربي والعالم الإسلامي وفي أميركا اللاتينية وآسيا وأوروبا، وينظر إليه هناك كصوت للمقاومة والقضية الفلسطينية.
يتابعه أكثر من 600 ألف على حسابه في تيليغرام؛ الذي أنشأه عام 2020، وليس لديه أي حسابات عبر مواقع التواصل الأخرى، وحين يُغرد، فإن أكثر من نصف مليون شخص يقرؤون خلال دقائق معدودة ما كتب.
تخمينات إسرائيلية..
عام 2014، وبعيد عملية "العصف المأكول"، أفادت تقارير إسرائيلية بأن أبو عبيدة هو نفسه شخص يسمى حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، ونشرت صورة له بوجه مكشوف في محاولة دعائية لتشويه صورته.
وتشير التخمينات الإسرائيلية إلى أن أبو عبيدة بدأ الظهور في وسائل الإعلام منذ عام 2002 كأحد كبار نشطاء كتائب القسام الميدانيين. وبعد عام 2006 أصبح المتحدث الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وتقول المصادر الإسرائيلية أيضا إن أبو عبيدة ينحدر من قرية "نعليا" في غزة، التي احتلتها "إسرائيل" عام 1948، وظل يعيش في جباليا شمال شرقي غزة.
تعرض منزل "أبو عبيدة" للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة أعوام 2008 و2012 و2014، ومرة أخرى خلال معركة "طوفان الأقصى".
ووفق التقرير الذي نشره موقع "يديعوت أحرنوت" في 25 يوليو/ تموز 2014، يتبين أن "أبو عبيدة" لديه وقت للدراسة، إذ حاز عام 2013 درجة الماجستير من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة عن عمله حول موضوع "الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام" كما يعد درجة الدكتوراه في نفس السياق.
