غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تتزامن مع ذكرى قتل المستوطنين بالخليل

خبر العمليات الفردية بالضفة.. هل تقود إلى مواجهة واسعة؟

شمس نيوز / عبدالله عبيد

أعادت الهجمات المسلحة الفردية، الهاجس للإسرائيليين، بعد عمليتي إطلاق نار وطعن ناجحتين في رام الله والقدس، بفارق يومين بين الأولى والثانية، وتزامنا مع الذكرى الأولى لخطف وقتل ثلاثة مستوطنين بمدينة الخليل في شهر يونيو (6/2014)، وما نتج عن العملية من هجمات انتقامية للمستوطنين والجيش الإسرائيلي، انتهت بحرق الفتى المقدسي محمد خضير، وثورة مقاومة غزة للرد، ثم اشتعال الحرب التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد".

وقتل مسلح فلسطيني مستوطنا وأصاب آخر، مساء الجمعة (19/6)، بالقرب من المدخل الشمالي لقرية دير بزيع غرب رام الله.

وقالت مصادر إسرائيلية إن المنفذ ترجل من سيارته وصوب النار على مستوطنين كانا يستجمان قرب بركة مياه تسمى "عين بوبين"، ما أسفر عن مقتل أحدهما وإصابة الآخر بجروح متوسطة.

وفي عملية طعن نفذها الشاب ياسر ياسين طروة، من مدينة الخليل، أصيب شرطي إسرائيلي بجراح خطيرة، قرب حي باب العامود بالقدس المحتلة، صباح الأحد (21/6)، وأصيب منفذ الهجوم بصورة حرجة جراء إطلاق النار عليه من قبل جنود جيش الاحتلال.

محللون سياسيون وخبراء عسكريون أرجعوا أسباب ازدياد العمليات المسلحة بالضفة الغربية في هذه الفترة إلى ما تعانيه المنطقة من فراغ سياسي وأمني وعسكري، ووصول الشعب الفلسطيني إلى مرحلة متقدمة من اليأس.

وشدد المحللون والخبراء في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" على أن هذه العمليات جاءت رداً على الغطرسة الإسرائيلية من تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومن حرق الكنائس وأماكن العبادة، والاستيطان ومصادرة الأراضي.

سد الفراغ

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس، د.عبدالستار قاسم، أرجع سبب ازدياد العمليات ضد جنود ومستوطني إسرائيل إلى المعاناة المتواصلة بالضفة الغربية، والفراغ السياسي والأمني والعسكري هناك.

وقال قاسم لـ"شمس نيوز": إسرائيل تصول وتجول في الضفة دون رادع، بمعنى أن فصائل المقاومة غير موجودة فيها"، لافتاً إلى أن هناك أشخاصا وطنيين مخلصين سدوا هذا الفراغ وقاموا بأعمال فردية.

وأضاف: هذه العمليات، وحسب خبرتنا، متفرقة ومتباعدة لا تستطيع أن تتكهن بها، لأنها لا تعبر عن إستراتيجية جهة معينة، وإنما هي خاضعة لمزاجات شخصية، وصاحب الشأن يقرر دون أن يعلن على الجمهور برنامجاً أو إستراتيجية عمل معينة"، مبيّناً أن هذه العمليات محدودة التأثير.

ليست ظاهرة

وأوضح قاسم أن إسرائيل في الغالب لا تأخذ العمليات الفردية على أنها ظاهرة "حتى الشارع الفلسطيني يتعامل معها على أنها حدث عابر"، مستدركاً : لكن ما نأمله من الفصائل الفلسطينية أن تتعلم الدرس من الأعمال الفردية، وتعود لنشاطها الاعتيادي في مواجهة الاحتلال".

وتابع المحلل السياسي: لو كان هناك ظاهرة مقاومة كبيرة، لانتشرت الحواجز بالضفة ولاتخذت إسرائيل الكثير من الإجراءات كالمنع من السفر أو مداهمة البيوت".

مرحلة يأس

من جهته، أكد الخبير في الشؤون العسكرية، يوسف الشرقاوي أن عمليات الضفة الغربية تنم عن أن الشعب الفلسطيني وصل لمرحلة متقدمة من اليأس، مشدداً على أنها جاءت رداً على الغطرسة الإسرائيلية من تدنيس للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وردا على حرق الكنائس وأماكن العبادة، واستمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي.

ورجّح الشرقاوي خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن يلجأ الشعب الفلسطيني لأعمال فردية قد تبدو يائسة في ظل غياب الأفق السياسي، مضيفاً في السياق ذاته: الدم لن يجلب إلا الدم، وهذه العبارة كرة متدحرجة، أي أن الأيام القادمة قد تشهد عمليات كثيرة".

وأردف قائلاً: العمليات الحالية ستجر لعمليات أكبر، وفي توقعاتي ستكون هذه العمليات شبه يومية"، منوهاً إلى أن حكومة نتنياهو ستجر الشعب الإسرائيلي إلى حرب جديدة "حرب لم يكن يتوقعها العدو الصهيوني نظراً للغطرسة الإسرائيلية التي تزداد يوماً بعد يوم"، حسب توقع الخبير العسكري.