غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر مؤتمر لتوحيد التقويم الهجري.. هل ينهي الاختلافات الإسلامية حول مطالع الشهور؟

مع بداية شهر رمضان ونهايته، تظهر الخلافات بين الدول العربية والإسلامية، حول بداية الشهر ونهايته ويوم عيد الفطر، وأيضًا يوم وقفة عرفة، وما يتسبب من إرباك للحجيج، وحتى الآن فشلت الجهود لتوحيد التقاويم الهجرية، والاتفاق على جهة شرعية تحدد مطالع وبدايات الشهور الهجرية، وتنهي الخلافات، وإذا كانت بعض الدول حسمت أمرها وأخذت بالحساب الفلكي وحلت المسألة، ومنها المجلس الأوربي للإفتاء، فإن هناك العديد من الدول العربية التي ترفض اعتماد الحساب الفلكي، وتصر على الرؤية مستندة إلى نصوص الحديث النبوي “صوموا لرؤيته”، فالأصل الرؤية ولا غيرها.

رئاسة الشؤون الدينية التركية، تعتزم عقد مؤتمر تحت عنوان “توحيد الأشهر القمرية والتقويم الهجري الدولي”، بهدف توحيد الأمة الإسلامية في بدايات الأشهر الهجرية ودراسة توحيد التقويم الهجري، وتحديد أيام المناسبات الدينية مثل بداية شهر رمضان والأعياد (الفطر والأضحى) بين المسلمين، وذلك في شهر أذار/مارس عام 2016.

واعتبرت الشؤون الدينية أن الاختلافات في بداية شهر رمضان، في بعض البلدان الإسلامية وحتى في داخل بعض المدن، وما ينتج عن ذلك من اختلاف أيام الأعياد، مخالفة لروح الإسلام، وانطلاقًا من ذلك قررت عقد اجتماع شامل دعت إليه علماء دين وفلك وأصحاب القرار في البلدان الإسلامية، لمعالجة القضية.

ومن المنتظر أن يناقش المؤتمر مقترحات وتقاويم للوصول إلى نتائج علمية، إضافة إلى عرض ثلاثة بحوث مفصلة في الجوانب الشرعية والفلكية والاجتماعية الاقتصادية، تتضمن خلاصة مواد النقاش، ومن المزمع أن تقوم لجنة علمية مشكلة من خبراء في الفقه والفلك، وعلماء، واختصاصيين في مواضيع تحديد الأشهر القمرية والتقويم الهجري، بتقديم مقترحات بخصوص توحيد بدايات الأشهر القمرية، في ضوء أهداف ومحاور المؤتمر.

وسيجري ترجمة المؤتمر إلى سبع لغات هي التركية، والعربية، والإنكليزية، والأسبانية، والألمانية، والفرنسية، والروسية، على أن يكون الأمين العام للمؤتمر واللجنة العلمية، البروفسور الدكتور “ياووز أونال”، عضو المجلس الأعلى للشؤون الدينية، مكلفًا باستلام المشروعات والمقترحات وإحالتها إلى أعضاء اللجنة العلمية ومتابعة عملها والتنسيق بين أعضائها.

“تحديد أوائل الشهور القمرية.. رؤية علمية شرعية” كتاب للمؤرخ الدكتور مصطفى عبد الباسط أحمد رئيس “منظمة التعليم الإسلامي” و”الأكاديمية الإسلامية للبحث العلمي” بولاية بنسلفينيا الأميركية، يقدم رؤية علمية، حيث دعا إلى التخلي عن منهج رؤية الهلال، وهو منهج ظني غير منضبط، واستبداله بمنهج الحساب الفلكي اليقيني في تحديد أوائل وخواتم الشهور القمرية.

وتتلخص رؤية الدكتور عبد الباسط في أمرين: أولهما: التمييز بين الغاية وهي العبادة وبين الوسيلة وهي الرؤية، فليست رؤية الهلال بالأمر التعبدي حتى يستحق كل هذا الجدل والاهتمام، وإنما هي وسيلة ظرفية تدخل في باب العاديات، وشدد المؤلف على ألا تكون كيفية تحديد بداية الشهور القمرية قضية تنازع أو خلاف بين المسلمين، إذ لا نزاع أصلاً بشأن الجوانب التعبدية للقضية، ألا وهي النسك والشعائر المرتبطة بها، كوجوب صوم شهر رمضان لمن يدركه الشهر، أو وجوب الزكاة بحلول الحول، وأداء مناسك الحج في أشهر معلومات، وقال إن “رؤية الهلال مجرد رخصة لعجز الناس في العصر النبوي عن استخدام الحساب الفلكي المعقد، كما بينه الحديث: “نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب”، وهي رخصة تزول بزوال علتها.

وأما تحديد متى تبدأ الشهور على وجه اليقين فهذه مسألة علمية تتفاوت قدرات الناس في إمكانية تحديدها بتفاوت علومهم ومعارفهم، التي تتفاوت بدورها من قوم إلى قوم، ومن عصر إلى عصر، ونظير هذا الأمر –يقول المؤلف- تحديد اتجاه القبلة على سطح الأرض، إذ لا نزاع بين المسلمين في وجوب تولية الوجه شطر المسجد الحرام في الصلاة. وأما تحديد جهة القبلة وكيفية تحديدها على سطح الأرض الكُرَويّ فهذه مسألة علمية يبينها المختصون، ويتفاوت الناس حولها دقة وخطأ بحسب علمهم وجهدهم.

وثانيهما: أن رؤية الهلال مجرد رخصة لعجز الناس في العصر النبوي عن استخدام الحساب الفلكي المعقد، كما بينه الحديث: “نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب”. وهي رخصة تزول بزوال علتها، فالنصوص الشرعية وجَّهت إلى اعتماد الحساب لمعرفة منازل الشمس والقمر، وجاءت الرخصة بالتوجيه إلى الرؤية والمشاهدة لمن يجهل الحساب، وقد أصبح العمل بهذه الرخصة منتفيًا في حق الناس جميعًا اليوم لعلمنا القطعي بالحساب، وليسر وسائل الاتصال التي تنقل المعلومات إلى أهل الأرض جميعًا، ومما يزكي هذا الطرح أن من بين علماء السلف في عصر التابعين من ذهب إلى أن الأخذ بالحساب هو خطاب الشارع لأهل العلم به، وأن المشاهدة أو إتمام الشهر ثلاثين هي في حق العامة.