شمس نيوز/عمّان
توفي فجر اليوم الأحد (26|7) في العاصمة الأردنية عمان، القيادي في جماعة "الإخوان المسلمين" الشيخ عبد المنعم أبو الزنط، إثر أزمة صحية ألّمت به وأودت بحياته عن عمر ناهز الـ 77 عاماً.
وينحدر الشيخ أبو زنط، من عائلة فلسطينية أصولها من مدينة نابلس، وقد عاصر احتلال فلسطين عام 1948 وهو فتى لا يتجاوز الـ 11 من العمر، واعتلى المنابر خطيباً منذ عمر الـ 16، والتحق بصفوف جماعة "الإخوان المسلمين" بداية عام 1952.
درس الشيخ أبو زنط تعليمه الأساسي في مدارس نابلس وزار دمشق وعمره 17 عاماً، حيث التقى هناك بالعلامة مصطفى السباعي وحاول الالتحاق بجامعة دمشق إلا أن صغر سنه حال دون ذلك، فأشار عليه السباعي بأن يلتحق بالأزهر الشريف، حيث درس هناك العلوم الشرعية وتتلمذ على يدي كبار علماء المسلمين لمدة تسعة أعوام.
تأثّر أبو زنط بنهج الإمام حسن البنا (مؤسس حركة الإخوان المسلمين) ودعوته الإصلاحيّة، والتزم أفكاره ومنهجه الدعوي، ولقي المفكّر الإسلامي سيّد قطب، ورافق كثيراً من تلامذته، كما أنه اعتقل في مصر عام 1962 بسبب نشاطه في صفوف طلبة الأزهر، وجرى ترحيله من البلاد آنذاك، وعاد إليها ثانية حيث أعيد اعتقاله في عام 1965.
بعد اعتقاله في مصر تم ابعاده عن القاهرة، وتنقّل بين بيروت ودمشق، حتى توجّه إلى العراق لإكمال دراسة العلوم الإسلاميّة في جامعة بغداد، وبعد تخرجه التحق بجامعة لاهور بباكستان ونال درجة درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية.
في نكسة عام 1967 عاد الشيخ أبو زنط إلى الأردن بعد استكمال دراسته، وحاول الوصول إلى مسقط رأسه في نابلس ولم يجد لذلك سبيلاً حتى اضطر لدخول فلسطين المحتلة تسللاً عبر نهر الأردن حتى وصل إلى مشارف مدينة نابلس، فلاحقته دورية عسكرية إسرائيلية واعتقلته وقامت بإبعاده إلى الأردن "معصوب العينين".
وكان ممّن تتلمذ على يدي الشيخ أبو زنط أحمد هليل الذي يشغل منصب قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية.
وفي عام 1969، شغل أبو زنط منصب أول مرشد ديني للأمن العام في الأردن، غير أنه تعرّض لضغوط كثيرة أسفرت عن استقالته من المنصب والانتقال للعمل في الكويت لمدة ثمانية أعوام، عاد عقبها (عام 1981) للأردن واستقر فيها وبرز كرمز من رموز المعارضة وقيادياً في جماعة "الإخوان المسلمين"، وانتخب في مجلس النوّاب ثلاث مرّات منذ عام 1989 حتى عام 2007؛ فحصد أعلى الأصوات من حيث النسب عام 1989 ثم حصل على أعلى الأصوات مطلقاً في برلمان عام 1993، انفرد بحجب الثقة عن حكومة مضر بدران خلافا لرأي كتلة الحركة الإسلامية، وكان من أركان الكتلة الإسلاميّة في البرلمان الأردني، وداعية تصحيح للمسار بتحقيق الأمن السياسي والأمن الاقتصادي والأمن التشريعي والأمن الأخلاقي، ثم دخل البرلمان بشكل مستقل.
و يعتبر الشيخ ابو زنط من كبار علماء بلاد الشام، وهو داعية إسلامي بارز، وكان عضوا في مجلس النوّاب الأردني عدّة مرات، وعضو "المؤتمر الإسلامي الشعبي" في بغداد، ومن الأعضاء المؤسّسين لحزب "جبهة العمل الإسلامي" الذي انبثق عن جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن.