غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر متى ستنتقم الضفة لـ"علي"؟

شمس نيوز / عبدالله عبيد

هل ستنتفض الضفة الغربية رداً على حرق الرضيع علي دوابشة؟ وهل سيعيد التاريخ نفسه كما حصل بعد حرق الطفل المقدسي محمد أبو خضير العام الماضي؟ وهل سنرى ردا يرتقي لمستوى الجريمة من قبل المقاومة الفلسطينية؟

تساؤلات عديدة برزت بعد حرق الطفل الرضيع علي دوابشة على يد مستوطنين إرهابيين فجر الجمعة الماضي، في قرية دوما بمدينة نابلس.. بحثا عن تنبؤات لما قد يحصل في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، الذي توعدت منه فصائل المقاومة بالرد على هذه الجريمة.

واستشهد الطفل علي سعد دوابشة فجر الجمعة حرقا، وأصيب والده ووالدته وشقيقه بجراح بالغة، عقب حرق المستوطنين منزلين في قرية دوما جنوب نابلس.

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهاد الرضيع علي سعد دوابشة جريمة بشعة تستدعي ردا استثنائيا من شعبنا ومقاومتنا، مشددة على أن المقاومة ستعرف طريقها السريع لتلقين الاحتلال ومستوطنيه درسًا قاسيًا رادعًا على هذه الجريمة.

آن الأوان

الشاب داوود أبو علي ( 32 عاماً) من مدينة طولكرم أوضح أن الضفة الغربية كل يوم تشهد جريمة جديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وآن الأوان لمجابهة هذا المحتل من خلال انتفاضة شعبية تضم الكل الفلسطيني.

وأشار أبو علي في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن مدن الضفة وقراها لا تعاني اليوم من جرائم المستوطنين "بل منذ احتلالها وهي تعاني من غلاة المستوطنين اليهود، ونحن نرى كل يوم جريمة أبشع من السابقة".

وقال: السنة الماضية كانت جريمة حرق الطفل محمد أبو خضير واليوم حرق الطفل الرضيع علي دوابشة، وقياداتنا صامتة لا تحرك ساكنا"، داعياً المواطنين بالضفة الغربية إلى أن يهبوا ضد المحتل الإسرائيلي دون أي خوف.

ولأن لكل فعل رد فعل، طالب المواطن وائل محسن ( 37 عاماً) من بلدة بيت أمر قضاء الخليل، أهالي الضفة الغربية بالانتقام للطفل دوابشة، مضيفاً " هذا الطفل هو ابن كل فلسطيني وعلينا أن نرد على حرقه بالسكاكين والحرق والدهس وكل ما يخرج منا".

وأضاف محسن لـ"شمس نيوز": إلى متى سنظل نشاهد جرائم المستوطنين بحق أبنائنا وشعبنا، هل نبقى صامتين إلى حين أن نحرق جميعنا أو يتوغل هؤلاء المجرمون داخل بيوتنا؟"، منوهاً إلى أن الضفة برميل بارود سينفجر قريباً، على حد تعبيره.

فصول الجرائم

السؤال الذي يطرح نفسه، متى ستهب الضفة الغربية وتفيق من سباتها العميق رداً على جريمة حرق الطفل وعلى اعتداءات المستوطنين بحق المسجد الأقصى المبارك وعلى الاستيطان الذي تزداد حدته يوماً بعد يوم؟ ليجيب القيادي في حماس، حسن يوسف قائلاً: إن جرائم الاحتلال في الضفة لن تثني الشعب الفلسطيني عن مقاومته.

واعتبر يوسف جريمة إحراق المستوطنين للطفل علي دوابشة في بلدة دوما قرب نابلس جريمة قديمة جديدة يرتكبها الاحتلال من بين عشرات آلاف الجرائم التي نفذها ضد الشعب الفلسطيني.

وبالنسبة للقيادي في الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر عدنان فقد دعا إلى هبّة شعبية في جميع مدن وقرى الضفة الغربية، لمواجهة الاحتلال والاستيطان الذي يتفشى كالسرطان في الضفة، مطالبا الجميع بالتحرك وردع الاحتلال.

وقال عدنان لـ"شمس نيوز": هناك دعوات فلسطينية لمحاكمة إسرائيل أو مقاضاتها في محكمة الجنايات الدولية أو لجان تحقيق، لماذا التحقيق؟ أنشك كفلسطينيين بمن قتل علي دوابشة أو من قتل ياسر عرفات وغيرهم من الشهداء؟ من قتلهم واحد هو الاحتلال".

وأضاف: جرائم الاحتلال تزيد يوما عن آخر ونحن صامتون دون مواجهتها، ولكن آن الأوان لكي نصطف صفاً واحداً لنرد علي هؤلاء المستوطنين أولاً بوحدتنا الوطنية، ومن ثم بمقاومتنا الباسلة".

وكان الجيش والشرطة الإسرائيلية أعلنا عن رفع مستوى التأهب والاستنفار في صفوف قواتها، استعداداً لاحتمال مواجهة عدة سيناريوهات "خطيرة" تتضمّن ردود أفعال فلسطينية غاضبة على قتل طفل فلسطيني رضيع على يد مجموعة من المستوطنين، في قرية دوما قضاء نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، فجر الجمعة (31|7).

ونقل موقع "واللا" الإخباري العبري عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها "إن إمكانية تنفيذ هجوم انتقامي ربما تكون "مسألة وقت فقط، وأن الحدث أمس يتوقع أن يجلب ردود فعل وزيادة في كثافة الهجمات والعمليات بهدف استفزاز إسرائيل"، كما قالت.

ليست جديدة

من جهته، يرى المحلل السياسي عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، أن الجرائم الصهيونية والإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ليست جديدة، مشيراً إلى أن الفلسطينيين بالضفة يعيشون حالة تصعيد دائمة دون توقف.

واستبعد المحلل قاسم خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن يكون هناك انفجارا وشيكا في الضفة الغربية رداً على جرائم المستوطنين، عازياً ذلك لعدم وجود حاضنة مناسبة للانفجار في الضفة.

وقال: البنية التربوية النفسية الأخلاقية القائمة الآن بالضفة تؤهلنا فقط للمزيد من التراجع وليس للانفجار، إذا كنا نريد انفجارا في وجه الاحتلال يجب أن نصنع البيئة الحاضنة وهي تعني إعادة بناء المجتمع الفلسطيني أخلاقياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً".

وأضاف قاسم: إن لم نفعل ذلك سنبقى في هذه الدوامة وتزداد جرائم الصهاينة ضدنا ونبقى نبكي فقط"، على حد وصفه.

 وكان مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، نشر في تقريره الشهري حول الانتهاكات الإسرائيلية، أن خمسة مواطنين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال خلال شهر تموز الماضي.

وأوضح المركز أن الشهداء، هم: محمد الكسبة (17 عاما) من مخيم قلنديا شمال القدس، ومحمد علاونة (21 عاما)، من بلدة برقين غرب مدينة جنين، وفلاح حمد زامل أبو ماريا (53 عاما)، من بيت أمر في الخليل، ومحمود أبو لطيفة (18 عاما)، من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، والرضيع علي سعد دوابشة (عام ونصف العام).