يؤثر الاكتئاب على ما يقرب من 350 مليون شخص في العالم، ومن المتوقع أن يكون من ثاني أسباب التدهور الصحي بحلول عام 2020، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويحذر باحثون من خطورة الأمر ويرون أنه يحتاج إلى المزيد من الدراسات.
ونقلت ميل أونلاين، البريطانية، أن البرنامج الغذائي يلعب دورا مهما في مسألة الاكتئاب، ويتضمن استهلاك الفواكه والخضروات والأسماك والحبوب، التي من المعتقد أن تكون لها تأثيرات.
ولكن لا توجد دراسات تابعت المركبات الشخصية، وتربط بين السمك وخطورة الاكتئاب، التي بقيت مسألة مختلفا فيه؛ وهو ما قاله البروفيسور دونقفينق زانق، من كلية الطب بجامعة شاندونق بالصين، مضيفا أن دراسات كثيرة قامت بتحقيقات حول علاقة الطعام بالاكتئاب.
زد على ذلك أن تحليلات علمية كشفت مؤخرا أن النموذج الغذائي الصحي المرتبط بتناول الفواكه والخضراوات والأسماك والحبوب يرتبط بشكل كبير بعملية التقليل من خطر الاكتئاب؛ غير أنه ليس من الواضح بعد ما هي المكونات الغذائية تحديدا المسؤولة عن تأثيرات الحماية.
وقال البروفيسور زانق إن السمك، وهو مصدر مهم للأحماض الدهنية غير المشبعة n-3 PUFAs، التي تلعب دورا مهما في تركيب وعمل الدماغ والخلايا العصبية، يعتبر مرتبطا بالاكتئاب حسب مجموعة دراسات، بينما هناك دراسات أخرى لم تجد أي علاقة بين استهلاك السمك والأمراض العقلية.
وهناك دراسة جديدة تابعت جميع الأبحاث في العالم، التي تختبر هذه العلاقة، ونشرت بين عامي 2001 و2014؛ فوجدت أن الدراسات الأوروبية فقط هي التي رأت وجود علاقة بين الاستهلاك الكثير للسمك والخطر الأقل للاكتئاب.
ويعتقد البروفيسور زانق أن أكل السمك من الممكن أن يكون مفيدا في منع الاكتئاب، لكن الأمر يحتاج إلى دراسات أكثر لمعرفة إن كانت العلاقة بين أكل السمك والاكتئاب قد تتغير بحسب نوع السمك.
وأشار زانق إلى أن الآلية البيولوجية الدقيقة التي تبين أن كثرة تناول السمك تقلل من الاكتئاب غير مفهومة بشكل كامل.
وقال إن n-3 PUFAs قد تغير تركيب الدماغ وتعدل نشاط هرمون السيروتونين، المرتبط بالسعادة ومادة الدوبامين، التي تؤثر على الأحاسيس والسلوكيات؛ مضيفا: "البروتين العالي الجودة والفيتامينات والمعادن من الممكن أن تكون لها تأثيرات حماية على الاكتئاب".
وتقول ميل أونلاين إن الاستهلاك العالي للسمك قد يكون مرتبطا بالتغذية الصحية والوضع الغذائي الأفضل، وهو ما يمكن أن يسهم في تخفيض خطر الاكتئاب. وهناك آليات معينة تتطلب دراسات أكثر وأوسع للتأكد.