غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: عمليات الطعن ستتحول إلى "استشهادية"

شمس نيوز / عبدالله عبيد

تزايدت وتيرة عمليات طعن جنود ومستوطني الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لتصبح الهاجس الأكبر الذي لم يكن في حسابات منظومة الأمن الإسرائيلية، باعتراف رسمي من قادة حكومة الاحتلال، ما دفع الإسرائيليين لمطالبة حكومتهم بجلب الأمن لهم بأي ثمن، وعرّى إسرائيل أمام الرأي العام العالمي.

 واشنطن اعتبرت عمليات الطعن والهجمات المسلحة الأخيرة التي نفذها فلسطينيون في إسرائيل "أعمالا إرهابية"، بينما تجنبت استخدام الوصف نفسه للعمليات المشابهة التي يقوم بها مستوطنون ضد الفلسطينيين.

وشهدت مناطق فلسطينية مختلفة عمليات طعن، ضد إسرائيليين نتيجة الاعتداءات  المتكررة على الفلسطينيين وعلى المسجد الأقصى المبارك.

وقام شاب فلسطيني يوم السبت الماضي بطعن ثلاثة من ضباط الشرطة الإسرائيلية يعملون ضمن القوة الخاصة, بالقرب من باب العامود في القدس، وأصابهم بجراح متفاوتة.

عمليات فردية

متابعون للشأن الإسرائيلي توقعوا خلال أحاديث منفصلة مع "شمس نيوز"، استمرار عمليات الطعن واتساع رقعتها خلال الأيام القادمة؛ مشيرين إلى إمكانية تطورها وتحولها إلى عمليات استشهادية وتفجيرات.

انطوان شلحت، الخبير بالشأن الإسرائيلي أكد أن ازدياد عمليات الطعن بالضفة والقدس والداخل المحتل؛ تأتي تعبيراً عن رفض الفلسطينيين للواقع الذي طال أمده، وهو واقع الاحتلال والذل والتنكيل على الحواجز والحصار والتمدد الاستيطاني.

وأشار شلحت في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن ما يلفت النظر في كل هذه العمليات أنها تأتي على يد شبان في مقتبل العمر، موضحاً أن معظمها -إن لم يكن كلها- عمليات لا تتم وفقاً لأوامر صادرة عن فصائل، وإنما بمبادرات فردية.

وأضاف: هذا ما يمنح الأمل للفلسطينيين ولكل من يناصر القضية الفلسطينية، بأن الشعب الفلسطيني مازال يمتلك قوة كامنة من مقاومة الاحتلال برغم كل الظروف السوداوية التي يعيشها".

ألف حساب

وشدد شلحت على أن إسرائيل تحسب ألف حساب لعمليات الطعن " فمنذ اندلاع هذه العمليات تواجه حكومة الاحتلال أزمة وجدلاً كبيرين وتتعرض لضغوط من الشارع"، منوهاً إلى أن عمليات الطعن قد تتحول لعمليات استشهادية منظمة خلال الأيام القادمة.

وتابع: لا أحبذ العمليات الاستشهادية خصوصاً في المناطق السكنية المعرفة حسب القانون الدولي مدنية، لأنها لا تثير التعاطف مع القضية الفلسطينية"، موضحاً أن هذا يصب في نهاية المطاف في خدمة إسرائيل أكثر منه خدمة للفلسطينيين.

إسرائيل متخوفة

في السياق، يرى المتابع للشأن الإسرائيلي، وديع أبو نصار، أن الجانب الإسرائيلي متخوف وبشكل كبير من عمليات الطعن غير المنظمة، والتي تصدر من جهات فردية، مؤكداً أن تلك العمليات أثارت ذعراً كبيراً لدى الإسرائيليين.

وقال أبو نصار لـ"شمس نيوز": صحيح أن هناك حالة من الذعر والخوف تدب في المجتمع الإسرائيلي من عمليات الطعن التي ينفذها الشبان الفلسطينيون"، مستدركاً: ولكن لا أعتقد أن الهدف الاستراتيجي للفلسطينيين إخافة الإسرائيليين بقدر الرغبة في انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني".

وأضاف: لا أعتقد أن حقوق الفلسطينيين ستأتي بهذه الطريقة فقط، إنما من خلال عمل دؤوب وانتفاضة سلمية شاملة وليس فقط بالاعتماد على عدد محدود من الشبان"، لافتاً إلى الإجراءات العقابية التي تقوم بها إسرائيل ضد آلاف الفلسطينيين بحجة عمليات الطعن وأحداث العنف.

تطور عمليات الطعن

وعن تطور الأحداث من عمليات طعن إلى استشهادية، توقع المتابع للشأن الإسرائيلي تطور تلك العمليات في المرحلة القادمة، مضيفاً: بعض الأنباء تتحدث أن الجبهة الشعبية تقترح تنظيم العمليات بشكل أفضل، بحيث يكون هناك خطة متكاملة من أجل انتفاضة شاملة".

وبحسب أبو نصار، فإن الطريقة الأفضل والأنجع هي "الكفاح السلمي المنظم على مستوى الوطن كله"؛ لنيل حقوق الشعب الفلسطيني، وعدم إظهار الفلسطينيين كأنهم يبحثون عن الدماء، على حد اعتقاده.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون قال في تصريح صحفي: إننا لا نستطيع فعل أي شيء أمام حاملي السكاكين"، واصفا الأوضاع الحالية بـ"سيئة للغاية".

يذكر أن، جنديا إسرائيلي أُصيب صباح اليوم الاحد، جراء انفجار قرب حاجز مستوطنة معاليه ادوميم شرق القدس المحتلة. وزعمت مصادر عبرية، أن سيدة فلسطينية حاولت تفجير نفسها داخل سيارة قرب المستوطنة، ما أدى إلى إصابة جندي بجراح طفيفة، والسيدة الفلسطينية بجراح خطيرة.

ونفت مصادر فلسطينية شاهدة على الحادث الرواية الإسرائيلية، وقالت إن سيارة السيدة الفلسطينية ارتطمت في الرصيف، وحدث انفجار لبلون الحماية أسفر عن إصابتها وإصابة شرطي إسرائيلي كان قد اقترب من سيارتها.

وتشهد الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس -منذ 13 سبتمبر/أيلول الماضي- مواجهات واسعة على خلفية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء عليه.