شمس نيوز/عبدالله مغاري
لا شك أن هناك اختلافا واضحا بين بعض القوى والفصائل وحتى في الشارع الفلسطيني نفسه, حول السبب الرئيس لاشتعال الانتفاضة, فالبعض يرجع سبب انطلاقها إلى خطاب الرئيس عباس والبعض الآخر إلى سكين مهند الحلبي وإعدام هديل الهشلمون.
ومع هذا الاختلاف الواضح يبرز توافق على أن الأحداث الجارية في الميدان, تسير بشكل عفوي وبقرارات فردية من الشبان, دون إدارة سياسية أو حتى ميدانية تشكلها الفصائل أو تتدخل فيها بشكل أو بآخر .
وبالرغم من أن هذه الانتفاضة جاءت في ظروف تختلف عن سابقتيها، إلا أن هناك حناجر فلسطينية بدأت تصدح بضرورة إيجاد إدارة فصائلية للانتفاضة تقودها إلى اتجاهها الصحيح, بالمقابل هناك من يرفض تدخلها ويدعوها إلى ترك القرار بيد الشارع.
مراقبون ومحللون أجمعوا في أحاديث لـ"شمس نيوز" على أن الفصائل لم تتدخل بقوة بعد, وأن هناك ضرورة لتشكيل إدارة للانتفاضة, فيما رأى بعضهم أن الفصائل عاجزة عن التدخل، ويعتقد قسم ثالث أنها تتعامل بعقلانية وحكمة مع مجريات الأحداث.
لم تتدخل بعد
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل يرى أنه من حق الفصائل الفلسطينية المشاركة واستثمار الهبة الجماهيرية ,لافتا إلى أن القوى الفلسطينية لم تدخل وتشارك في الانتفاضة بقوة حتى اللحظة.
وقال عوكل لـ"شمس نيوز": الفصائل لم تنزل بقوة على الخط حتى الآن، طبعا كل طرف من حقه ان يستثمر، ولكن المهم كيفية الاستثمار, البعض يريدها انتفاضة شاملة, والبعض الآخر يريدها غير ذلك".
وأشار الكاتب عوكل إلى أن حماس والجهاد الإسلامي لم تستثمرا الانتفاضة بشكل مباشر ,بالإضافة إلى أنهما لم تدخلا بقوة لا بأعمال عسكرية ولا شعبية حتى الآن, منوها إلى أن دخولهما مرتبط بتطور الأحداث الميدانية.
ولفت عوكل إلى أن الحركتان تحاولان التفكير والتصرف بحكمة وتعملان على إعطاء الأوضاع في الضفة الغربية مجالا لخلق مقومات الاستمرار والتصعيد لوحدها.
وأضاف: في الانتفاضة الثانية حماس دخلت على الخط بعد ثلاثة أو أربعة شهور من بداية الانتفاضة, هناك تروّي وحكمة في الاستثمار, التطوير مرتبط بالأحداث، لا أحد يستبعد أن تتوقف الهبّة بعد أسبوع وتهدأ، وهنا يكون الاستثمار صعبا".
ونوّه الكاتب والمحلل عوكل إلى أن الانتفاضة لم تنطلق بعفوية أو بقرار فردي, بالرغم من أن الأمور بالميدان تسير بعفوية وبقرارات فردية. معتبرا أن الانتفاضة انطلقت بعد يوم واحد من خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن السلطة تستثمر ما يجري باتجاه تدخل دولي يعدل مسار التسوية والمفاوضات بشكل مختلف عن السابق وربطها بفترة زمنية محددة.
وزاد بالقول: إن لم يحدث ذلك، فإن السلطة ستبرئ ذمتها وستتجه إلى الأمم المتحدة نحو تصعيد الاشتباك السياسي والقانوني والشعبي".
عاجزة
المحلل السياسي هاني حبيب يرى أن القوى الفلسطينية بمختلف أشكالها غير قادرة وعاجزة عن استثمار الانتفاضة الفلسطينية، مرجحا أن تدخل الفصائل الانتفاضة الحالية بنفس الطريقة التي دخلت بها الانتفاضتين السابقتين .
وقال حبيب لـ"شمس نيوز: القوى الوطنية وعلى اختلاف أشكالها غير قادرة على استثمار الانتفاضة وعاجزة عن ذلك, ولكن بتجارب الانتفاضتين السابقتين كانت تمر على الانتفاضة بضعة أشهر قبل ان تتمكن الفصائل من استثمارها أو الاستيلاء عليها أو حتى تنظيمها, وهذا ما حدث في انتفاضتين سابقتين".
وأشار حبيب إلى أن ما حدث في الانتفاضتين السابقتين سيحدث في هذه الانتفاضة بالرغم من انها مختلفة بكل المقاييس عن سابقتيها, منوها إلى أن بالرغم من رغبة الفصائل في السيطرة على الانتفاضة، إلا أنها مرتبكة وغير قادرة، بالإضافة لعجز بعضها عن القيام بدورها بما يؤخر دخولها الانتفاضة.
ماذا لو تدخلت؟
وأشار الكاتب والمحلل حبيب إلى أن دخول الفصائل في الانتفاضة قد يؤثر سلبا أو إيجابا، ليوضح بالقول: للفصائل وجهان للتدخل، الوجه الأول سلبي إذا قامت بعسكرة الانتفاضة أو استثمارها لمصلحتها بشكل أو بآخر".
وأضاف: الوجه الإيجابي أن الفصائل لها قدرة تنظيمية نتيجة لخبراتها ونتيجة لقدرتها التنظيمية وهي بإمكانها وبشكل موحد أن تقوم بقيادة هذه الانتفاضة, وتشكيل غرفة عمليات لها والتنسيق بين مختلف أذرعها".
ولفت حبيب إلى ضرورة تشكيل إدارة موحدة للانتفاضة, بالرغم من وجود الانقسام السياسي وأن تتوحد تحت عنوان دعم الانتفاضة وقيادتها.
وفي ذات السياق يتفق الكاتب طلال عوكل مع حبيب على ضرورة أن وجود إدارة للانتفاضة ,مبينا أن الفصائل لم تتقدم لتلك الخطوة حتى اللحظة وتترك الأمر للشباب في الميدان.
ويعزو حبيب عدم قيام الفصائل بتشكيل إدارة حتى اللحظة إلى أنها تنظر إلى المعركة الحالية على أنها تكتيكية وليست أم المعارك -حسب وصفه-.
وزاد بالقول: نمر حماد مستشار الرئيس عباس قال: نحن لا نريد تصعيد الوضع لانتفاضة شاملة, هذا وحده يكفي، هذه الهبّة لها حدود سياسية وحدود في الحركة".