شمس نيوز / عبدالله عبيد
تهويد القدس، وسلبها الطابع الإسلامي، حلم إسرائيل المتجدد على مر تاريخ الدولة اليهودية، وهذا ما بدا واضحاً من الإجراءات التعسفية المستمرة والمتزايدة بحق المدينة المقدسة، فإسرائيل لا تكف عن محاولة بسط سيطرتها على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، بعد أن بدأت فعلياً بتقسيمه زمانياً ومن ثم العمل على التقسيم المكاني، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن بعد انطلاق انتفاضة القدس الثالثة، لينتفض شباب القدس والضفة والداخل المحتل بمساندة الغزيين في وجه الاحتلال وممارساته.
وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" يحاول امتصاص موجة الانتفاضة، من خلال لقاءات عقدها مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة الأردنية "عمان"، للتوصل لاتفاق يقود إلى تهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكن فيما يخص القدس، فقد كشف كيري عن اتفاق أردني إسرائيلي على اتخاذ تدابير جديدة بخصوص المسجد الأقصى"، مشيراً إلى لقاء قريب بين الجانبين لتعزيز الإجراءات الأمنية في المسجد الأقصى.
وأوضح، أن نتنياهو "وافق على مراقبة الأقصى بالكاميرات على مدار الساعة، والسماح للمسلمين بالصلاة في المسجد، ولغير المسلمين بالزيارة فقط".
مصلحة إسرائيل
نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، اعتبر وضع كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى شرقي القدس المحتلة يصب في "مصلحة" (إسرائيل)، موضحاً أن "الكاميرات ستستخدم أولا، لدحض الادعاءات بأن (إسرائيل) تقوم بخرق الوضع الراهن، وثانيا لإظهار من أين تأتي الاستفزازات بالفعل ومنعها مسبقا"، على حد تعبيره.
ويشهد المسجد الأقصى ومحيطه توترا كبيرا منذ أسابيع نتيجة تواصل اقتحامات المستوطنين اليهود بحماية شرطة الاحتلال.
وكان وزير خارجية السلطة الفلسطينية، رياض المالكي حذّر من كاميرات المراقبة بالقدس، مشيراً إلى أن الفلسطينيين أمام فخ جديد بعد الاتفاق الأردني الإسرائيلي.
قبول شراكة
خطيب وإمام المسجد الأقصى، عكرمة صبري أكد أن الموافقة على تركيب كاميرات مراقبة إسرائيلية في المسجد الأقصى وساحاته بإشراف مشترك من الأوقاف الإسلامية والسلطات الإسرائيلية، يعبّر عن "قبول شراكة" الاحتلال في إدارة المسجد والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، وهو ما وصفه بـ"الأمر الخطير".
وقال صبري لـ"شمس نيوز": "الذي يريد التهدئة في الأراضي الفلسطينية عليه أن يوقف أسباب التوتر، وهي الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ومنع المرأة المسلمة من دخوله".
وأضاف: الاحتلال منع الأوقاف الإسلامية من تركيب كاميرات، وهذا يدل على أن الشرطة الإسرائيلية تريد أن تكون شريكاً حقيقياً في إدارة المسجد الأقصى"، لافتاً إلى أن مبادرة الأوقاف من خلال تركيب الكاميرات كشفت نوايا الاحتلال في السيطرة على الأقصى.
ويرى صبري أن قدوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة "جاء لإنقاذ نتنياهو من أزمته، التي وضعه فيها الشبان الفلسطينيون، حين أعلنوا الانتفاض على ممارسات الاحتلال".
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، قالت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، أزالت كاميرات مراقبة نصبتها الأوقاف صباح أمس الاثنين الماضي، قرب باب المغاربة في المسجد الأقصى.
واستنكر مدير الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ عزام الخطيب التميمي، هذا الإجراء من قبل قوات الاحتلال، مشيرا إلى أنه يأتي في إطار التضليل وطمس الحقائق.
انتهاك الحرمات
من جهته، ذكر الخبير المقدسي د. حسن خاطر، أن سلطات الاحتلال تعمل على نصب كاميرات مراقبة في المدينة المقدسة، وذلك لإخراج المقدسيين منها، بواسطة هذه الوسائل الحديثة، والتي تهدف لابتزاز وانتهاك الحرمات الشخصية والفردية.
وقال خاطر لـ"شمس نيوز": لم يعد المواطن المقدسي حراً في حركته أو في وقفته أو أي تصرف يمكن أن يقوم به داخل المدينة، لأن سلطات الاحتلال ترصد كل هذه الحركات بشكل دقيق ومقصود"، مشيراً إلى أن نصب تلك الكاميرات يعني أن الاحتلال شريك في إدارة القدس والأقصى.
ورجح الخبير المقدسي عدم نجاح هذا المشروع " كاميرات المراقبة" بالأقصى، "لأن الفلسطينيين والمقدسيين لن يقبلوا به أبداً "وكثيرا ما فشل الاحتلال في نصب كاميرات بالقدس، بفضل رفض المقدسيين لها"، على حد تعبيره.
وعبرت حركة حماس عن رفضها لفكرة نشر كاميرات مراقبة في ساحات المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي، إن التسريبات حول موافقة بعض الأطراف على وضع الاحتلال كاميرات مراقبة في ساحات المسجد الأقصى "خطيرة".