شمس نيوز/عبدالله مغاري
ليس فقط الحكومة الإسرائيلية تحمل صفات التطرف, فالمجتمع الإسرائيلي يحمل الصفات ذاتها, وربما أكثر بنسبة تجعله يدعوها إلى مزيد من التطرف, وربما إذا احتاج الأمر بالنسبة إليه أن يقتلعها ويزرع بدلا منها حكومة تتجذر عنصرية وتمتد بخرابها إلى العالم.
بالرغم من أن الحكومة الإسرائيلية يُشهد لها بالتطرف ,إلا أن تطرفها لم يشبع مجتمعها الذي بات يطالبها علنا بأن تزيد من جرعات إجرامها بحق الشعب الفلسطيني , كيف لا وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي الإسرائيلية أن الشارع الإسرائيلي يعتبر ليبرمان الأجدر على قيادة المرحلة.
فمن لا يعرف ليبرمان؟ ذلك اليميني المتطرف والذي لا يسكت لسانه عن دعوات القتل والتنكيل بكل من هو غير يهودي, ليس ذلك فقط، بل تخوين كل إسرائيلي يحمل فكر التعايش السلمي مع الفلسطينيين.
مراقبون للشأن الإسرائيلي رأوا في أحاديث لـ"شمس نيوز" أن المجتمع الإسرائيلي يخلو من التوجهات اليسارية أو اليمينية المتوسطة وأن التوجه الإسرائيلي بات يميل إلى التطرف الشديد، فيما يرى آخرون أن إسرائيل انتقلت إلى مرحلة التطرف الشديد وأن ذلك سيدفع الحكومة الإسرائيلي لحزم أمتعتها في أقرب وقت.
مجتمع متطرف
الخبير بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي يرى أن المجتمع الإسرائيلي خال من التوجهات اليسارية ,أو حتى اليمينية المتوسطة وأن توجهاته الدائمة نحو اليمين المتطرف.
وقال الهندي لـ"شمس نيوز": من الواضح أن المجتمع الإسرائيلي لا توجد فيه توجهات يسارية أو يمينية متوسطة, بل هو مجتمع متطرف يسير وفق أيدلوجيات يمينية متطرفة، أفضل من عبّر عنها ليبرمان ومن ساروا على خطاه".
وأشار الهندي إلى أن التوجه اليميني المتطرف في المجتمع الإسرائيلي ليس نتاج اليوم، بل إن المجتمع الإسرائيلي منذ وجوده وهو ذو توجه يميني متطرف، ليوضح بالقول: لو لاحظنا الانتخابات الإسرائيلية من عام 48 لم تفرز سوى اثنين من رؤساء الوزراء الذين كانوا يعتقدون بضرورة حل القضية الفلسطينية، وليس غريبا التوجه الإسرائيلي المتطرف اليوم".
ولفت الهندي إلى أن التركيبة الحزبية في إسرائيل قائمة على القوى النسبية للمقاعد في كل حزب, وأن ما يملكه ليبرمان من مقاعد تؤهله بأن يدخل الحكومة لا أن يقود إسرائيل.
وتوقع المحلل السياسي أن يتم الضغط على نتنياهو لإدخال المعسكر الصهيوني في الحكم من أجل التخفيف من الضغوطات الدولية والشعبية والرسمية, مستبعدا أن يكون ليبرمان أحد الخيارات المفضلة لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية, ومعربا عن اعتقاده بأن نتنياهو قد يلجأ إليه لتوسيع قاعدته الحزبية في حال فشل في استقطاب المعسكر الصهيوني.
تحريض سياسي
المحلل السياسي المتابع للشأن الإسرائيلي حازم أبو شنب، يرى أن المجتمع الإسرائيلي ينتقل من مرحلة التطرف إلى التطرف الأشد, موضحا أن تحريض القيادة السياسية في إسرائيل على مدار 15 عاما مضت دفعت المجتمع الإسرائيلي إلى تبنى الفكر الإرهابي.
وقال أبو شنب لـ"شمس نيوز": المجتمع الإسرائيلي ينتقل من حالة التطرف إلى التطرف الأكبر، لأن القيادات السياسية على مدار 15 عاما تمارس التحريض على الفلسطينيين وتحث على العنف".
وأشار إلى أن الاستطلاعات الإسرائيلية الأخيرة تؤكد أن المجتمع الإسرائيلي بات في حالة عصيبة تتعارض مع الإنسانية والقانونية, لافتا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال تلقى ضربة قوية نتيجة ممارساته السياسية العنيفة التي تحولت إلى إجراءات ميدانية على الأرض ضد الشعب الفلسطيني.
وتوقع أبو شنب أن يؤدي استمرار انحدار الحالة الأمنية في دولة الاحتلال بهذا الشكل إلى فشل حكومة نتنياهو, عازيا ذلك إلى أن المقومات التي تستند إليها الحكومة الإسرائيلية بدأت تنهار شيئا فشيئا، بسبب الأمور الداخلية الإسرائيلية والهبة الجماهيرية الفلسطينية.
وزاد بالقول: نتنياهو منذ تشكيله الحكومة وهو في حالة من عدم الاستقرار، وأعتقد أن لحظة سقوطه لن تطول".