شمس نيوز / عبدالله عبيد
ليس غريباً حينما نرى في طرقات قطاع غزة أو الضفة المحتلة أيضاً، الأعلام الجزائرية بجانب الفلسطينية ترفرف خفاقة، ففي كثير من المناسبات سواء وطنية أو شعبية أو حتى رياضية، يُدمج العلمان تعبيراً عن صدق المشاعر والمحبة والعروبة، والتشابه العريق في المأساة والوجع العميق، وظروف استعمار فرنسي وصهيوني مارسا قسوة على كلا الشعبين بشكل لم تشهده شعوب أخرى.
فمنذ الانتفاضة الأولى ومروراً بالثانية، وبعدها ثلاثة حروب على قطاع غزة، وما تزال الجزائر الشقيقة تقف إلى جانب فلسطين قلباً وقالباً، وفي انتفاضة القدس الثالثة التي لا تزال مستمرة في مدن الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، الجزائريون حاضرون في كل مكان بالعالم تعبيراً عن تأييدهم للقضية الفلسطينية وانتفاضهم الخالدة.
صفحات عديدة ظهرت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دولة الجزائر تؤكد دعمها الكامل للفلسطينيين في انتفاضة القدس، نُشرت خلالها العديد من الصور والرسومات التي تظهر فيها خارطة وعلم فلسطين، ومن هذه الصفحات " جزائري عاشق فلسطيني، من قلب الجزائر إلى فلسطين"، ناهيك عن المظاهرات والمسيرات التي ينظمها نشطاء جزائريون دعما للانتفاضة.
وبرغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع مئات الفلسطينيين المقيمين هناك إلى جانب السكان الجزائريين، من التظاهر أمام السفارة الفلسطينية وفي أغلب المدن الجزائرية، تنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها أشقاؤهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورفع المتظاهرون من النساء والطلبة والأطفال شعاراتٍ تندد بسياسة الاحتلال الإسرائيلي، خاصّة مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى الذي تسعى إليه دولة الاحتلال.
نعشق فلسطين
الناشط الشبابي " خالد بوسمرة" من العاصمة الجزائرية، يؤكد على دعم شعبه المتواصل للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى تفعيل العديد من النشاطات، لتنبيه أحرار العالم لخطورة الوضع الذي يعيشه أبناء القدس.
وقال بوسمرة لـ"شمس نيوز": نعشق فلسطين من قلوبنا، وكما انتصرت الجزائر وانسحب الاستعمار الفرنسي منها، سيندحر الاحتلال الإسرائيلي أيضاً من فلسطين"، متمنياً أن يزور فلسطين ويشارك الشبان الفلسطينيين انتفاضتهم.
وبيّن أن الجزائر كلها شيبا وشبابا ونساءً وأطفالاً تدعم الفلسطينيين وتؤيدهم في تلك الانتفاضة "التي ستظهر الحق وتبطل الباطل، وستدحر الاحتلال بإذن الله"، بحسب قوله.
وتخرج العديد من المظاهرات في بعض الدول العربية والغربية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل استمرار انتفاضة القدس، الرافضة للاعتداءات والعدوان الإسرائيلي على القدس والمسجد الأقصى ومدن الضفة المحتلة.
ضرورة ملحة
الإعلامية الجزائرية أحلام حجازي، أعربت عن تأييدها التام والكامل لانتفاضة القدس ، موضحة أنها مع الشعب الفلسطيني المظلوم من أجل استرجاع حقوقه المغصوبة.
وشددت حجازي في حديثها مع مراسل "شمس نيوز"، على أن انتفاضة القدس ضرورة ملحة في هذه الأوقات بالنسبة للشعب الفلسطيني، مبيّنة أن توسيع المستوطنات في الضفة المحتلة "أمر كارثي"، يدلل على سرقة إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وقالت: لا بد علينا كشعوب عربية أن نقف مع الفلسطينيين في حربهم وصراعهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالأخص في هذه الانتفاضة التي سينتصر فيها الشعب الفلسطيني المظلوم.
ولفتت إلى أنها كإعلامية تقوم بمساندة الشعب الفلسطيني في انتفاضة القدس، من خلال تأمين التغطية الإعلامية، ونقل وقائع الانتفاضة أولاً بأول، سواء على الفيس بوك أو عبر القناة التي تعمل لحسابها.
وشارك مئات الفلسطينيين في العاصمة الجزائرية ' الجزائر ' بالتزامن مع القدس ليغنوا "موطني" من ساحة الشهداء بالجزائر، ليلتف من حولهم عشرات الجزائريين من الأطفال والرجال والنساء تعبيرا عن تضامنهم مع فلسطين والحق الفلسطيني المقدس.
موقف ثابت
من جهته، أكد عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، سعيد بوبريكة أن انتفاضة القدس ما هي إلا سلسلة طويلة ستنتفض بين الفينة والأخرى للدفاع عن المقدسات، مشدداً على ضرورة دعم الشعوب العربية والإسلامية لهذه الانتفاضة المباركة.
وأشار بوبريكة لـ"شمس نيوز"، من الجزائر العاصمة إلى أن موقف الشعب الجزائري ثابت ودائم في نصرة القضية الفلسطينية، لافتاً إلى التفاعل الكبير في الجزائر مع القضية الفلسطينية، على مستوى النخبة المثقفة والشباب والأئمة والنساء والرجال.
وقال: نحن في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين نظمنا هذا الشهر "نوفمبر" شهر الثورة الجزائرية كله لنصرة القضية الفلسطينية، تحت شعار "على خطى نوفمبر الأقصى يتحرر".
وأوضح بوبريكة، أن الجزائر تشهد نشاطات متنوعة كثيرة من محاضرات وندوات ودورات وتوزيع مطويات، ومعارض متنقلة لتعريف الأمة بالقضية الفلسطينية.
يذكر أن الجزائر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية، وافتتاح أول مكتب للمنظمة عام 1965، وعيّن سعيد السبع كأول مدير للمكتب بعد انتصار الثورة الجزائرية، حتى إعلان الاستقلال الفلسطيني في 15 نوفمبر كان أيضا في الجزائر .