غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الطفل المناصرة.. "مش متذكر" لم تشفع لطفولته

شمس نيوز/ عبدالله عبيد

يحاول الاحتلال الإسرائيلي ساعياً إجهاض انتفاضة القدس التي تتمدد في مدن الضفة الغربية، بعد اشتعال نيرانها في مدينة القدس المحتلة، وتصاعد عمليات الطعن التي ينفذها الفلسطينيون، والتي شكلت  كابوسا للمستوطنين الإسرائيليين، ليفرض الاحتلال عقوبات مشددة على من يحاول تنفيذ عمليات طعن.

فإجراءات المستوطنين المتعددة في المسجد الأقصى والاعتداء بالضرب على النساء الفلسطينيات، خلقت حالة غضب كبير لدى الفلسطينيين لم يسلم منها حتى الأطفال، ليستل مهند حلبي سكينه وينفذ عملية طعن بمدينة  القدس، تشتعل بعدها أحداث الانتفاضة حتى يومنا هذا، وغيره الكثير من الأطفال ساروا على نفس النهج.

جيش الاحتلال تعمد استهداف الأطفال الفلسطينيين في انتفاضة "السكاكين"، فهو احتلال لا يفرق بين طفل وامرأة ولا بين حجر وبشراً، لتنشر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوضح طريقة التعامل الوحشي مع الطفل المقدسي أحمد مناصرة وهو ملقى على الأرض مضرجا بدمائه، وسط توجيه عبارات مسيئة له، بالتزامن مع إعدامهم لابن عمه الطفل حسن.

لم تتوقف فصول الجريمة عند هذا الحد، ليظهر شريط فيديو آخر، طريقة تعامل المحققين الإسرائيليين مع الطفل أحمد، بطريقة وحشية، يصرخون في وجهه ويطلبون منه الاعتراف بتهم طعن مستوطنين، وهو لا يزيد على قول: مش متذكر".

تخويف المستوطنين

أحمد مناصرة الطفل الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي لم يتجاوز عمره 13 ربيعاً، يحاول الاحتلال تلفيق تهمة له بطعن مستوطنين، الأمر الذي نفاه عمه أبو أحمد مناصرة ( 47 عاماً) جملة وتفصيلاً.

وأوضح مناصرة خلال اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز"، والذي يقطن في بلدة بيت حنينا بمدينة القدس المحتلة، أن أحمد وحسن ابني شقيقيه لم يذهبا لتنفيذ أي عملية طعن، وإنما ذهبا ليرعبا المستوطنين فقط.

وقال: بحسب كلام أحمد، فإن الشهيد حسن قال له نريد أن نتوجه إلى المستوطنة ونقوم بترعيب المستوطنين وتخويفهم هناك"، معتبراً إجراءات الاحتلال الإسرائيلي العنجهية بحق النساء والأطفال سواء بالقدس أو الضفة أو غزة هي من خلقت حالة من الغضب لدى هؤلاء الأطفال.

طريقة وحشية

بالكاد.. توجه أحمد وحسن إلى مستوطنة قريبة من بلدتهم "بيت حنينا" والتي لا تبعد سوى أمتارا قليلة عن منزلهم، بحسب عمهم أبو أحمد، منوها إلى أن قوات الاحتلال قامت بإطلاق النار عليهما فور وصولهما.

 استشهد حسن على الفور، أما أحمد، فقد عاين الموت أمام ناظريه، وهو ممدداً على الرصيف وجنود الاحتلال يصوبون أسلحتهم الرشاشة نحوه، ويصرخون عليه " موت موت"، وكأنه إرهابي.

وكان الطفل حسن مناصرة (15 عاماً) قد استشهد في 12 أكتوبر، واعتقل ابن عمه أحمد مناصرة (13 عاما) بعد إصابته بجروح خطيرة بالقرب من مستوطنة "بسجات زئيف" شمال مخيم شعفاط في القدس المحتلة.

يتعرض للضرب

في المستشفى، رقد أحمد مقيد اليدين والرجلين على سرير المرض، والأجهزة الطبية تكبله، وتمنعه من تناول الطعام، ليوضح عمه أن الحراس في المستشفى، كانوا يصرخون ويبصقون عليه.

عشرين يوماً قضاها أحمد داخل المستشفى، لتبدأ بعدها الإجراءات القانونية، حيث اتهم بتنفيذ عملية طعن وضبط سلاح أبيض بحوزته، إلا أن التحقيقات تشير إلى أنه لم يذهب لتنفيذ عملية  طعن.

وأضاف المناصرة لـ"شمس نيوز": لأنه طفل لم يعتقل داخل السجون، فهو الآن محتجز بمركز تأهيلي ولكنه شبه معتقل"، موضحاً أنه يتعرض للضرب في هذا المركز من قبل المحققين.

وتأكيداً على حديث عمه، فقد ظهر قبل يومين مقطع فيديو تظهر فيه طريقه التحقيق مع الطفل الأسير أحمد المناصرة، والضابط يصرخ عليه ويوبخه وعلامات الخوف بدت  ظاهرة على عيون الطفل حتى سالت دموعه وشاهدها ملايين الناس عبر مواقع الإعلام والتواصل الاجتماعي.

دقائق من ساعات مرعبة

يشير العم المناصرة إلى أن مقطع الفيديو ما هو إلا بضعة دقائق من ساعات تحقيق مريرة تعرض خلالها أحمد لشتى صنوف التعذيب والتوبيخ والترهيب، حيث كان أحد الجالسين في غرفة التحقيق شخصاً ينظر لأحمد ويضع يده على رقبته وكأنه يقول له سأقطع عنقك".

وبيّن أن الطرق التي يستخدمها الاحتلال ضد الفلسطينيين والأطفال واضحة وضوح الشمس، مطالباً مؤسسات حقوق الإنسان وحقوق الطفل بالضغط على إسرائيل، ووضع حد لإجرامها.

كما وناشد المناصرة السلطة الفلسطينية بأن تقف إلى جانب الأطفال الأسرى والضغط للإفراج عنهم، وأن تتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لإطلاعها على الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، كما ظهر في فيديو إعدام ابني شقيقيه والتحقيق مع الطفل أحمد.

إرهاب نفسي

من جهته، طالب الناشط الحقوقي، صلاح عبدالعاطي، مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتجية "مسارات"، المجتمع الدولي وتحديداً منظمة اليونيسيف والأمم المتحدة، بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي؛ من أجل الإفراج فوراً عن كافة الأطفال المعتقلين وبالأخص الطفل أحمد مناصرة، الذي تم تعذيبه والتنكيل به قبل الاعتقال.

وأكد عبد العاطي في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن نشر الاحتلال الإسرائيلي فيديو مصور يحقق من خلاله مع الطفل مناصرة بصورة وحشية، يدلل على اقترافه انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والإنساني، منوهاً إلى أن الاحتلال مارس بحقه إرهابا نفسيا، يقترب إلى حدود التعذيب بشكل كامل.

وقال: وفق الاتفاقيات الدولية، يعتبر هذا الشكل من التعامل خرقا واضحا وفاضحا للقوانين، ولأحكام اتفاقية حقوق الطفل، ولقواعد وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الأول الذي يلحق بها"، لافتاً إلى توثيق 1800 حالة اعتقال منذ 1 أكتوبر وحتى الآن، 60% منها طالت قاصرين.

وأضاف عبد العاطي: الأسير الطفل مناصرة يعتبر عنواناً للمرحلة، حيث سبق وأصيب بقصد إعدامه بدم بارد والتنكيل به، إلا أن العناية الإلهية هي من أبقته على قيد الحياة، واليوم يمارس بحقه جريمة تعذيب"، مشدداً على أن مسلسل الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ما زال مستمراً.

ونبه الحقوقي الفلسطيني، السلطة برام الله لضرورة أن تستغل الانتهاكات التي اقترفتها إسرائيل ضد الطفل المناصرة وتقدمها لمحكمة الجنايات الدولية.

وتشهد الأراضي الفلسطينية، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة.