شمس نيوز / عبدالله عبيد
يبتكر جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه وسائل وأدوات جديدة في عمليات إعدام الفلسطينيين، زادت حدتها في الفترة الأخيرة مع استمرار انتفاضة القدس بمدن الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل، في ظل ازدياد عمليات الطعن التي ينفذها الشبان بحق المستوطنين، الأمر الذي دعا إلى سن الكنيست الإسرائيلي قوانين جديدة تتيح لجنود الاحتلال إعدام الفلسطينيين بأي طريقة كانت.
ولم يكتف الجيش الإسرائيلي بقتل وإعدام المشتبه فيهم بتنفيذ عمليات في الميدان، بل طالت إعداماته الأطفال والنساء والشيوخ والمصابين داخل المستشفيات، تماما كأعمال عصابات المافيا التي تقتحم وتنتهك وتقتل وتغتصب.
وكانت قوة خاصة إسرائيلية من وحدة "المستعربين" اقتحمت، فجر الخميس الماضي (12|11)، مستشفى الأهلي في الخليل، وأعدمت الشاب عبد الله عزام الشلالدة (27 عاما)، وقامت باختطاف ابن عمه الجريح عزام عزات الشلالدة (22 عاماً)، وتهديد المرضى والأطباء بإطلاق النار عليهم حال تدخلهم.
دولة مجرمة
قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عدّ اقتحام المستشفيات من قبل الاحتلال الإسرائيلي وإعدام المواطنين الفلسطينيين المصابين خلال انتفاضة القدس "جريمة حرب".
وأكد فارس خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن الأساليب التي ينتهجها المستوطنون والمستعربون في اقتحام المستشفيات، تشبه أساليب العصابات، مشدداً على أن هذا الأمر جريمة يحاسب عليها القانون الدولي.
وأوضح أن إسرائيل دولة مجرمة بالأساس "لذلك منذ وجودها وهي ترتكب المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وبات هذا مكونا أساسيا في سلوك وإجراءات وسياسات الحكومة الإسرائيلية".
واعتبر رئيس نادي الأسير، جريمة إعدام شلالدة "الأخطر في ظل وجود المئات من الجرحى في المستشفيات"، مطالباً منظمة الصحة العالمية بأن تخرج عن مواقفها التي وصفها بـ "الخجولة"، و"تبني موقف حازم حيال القضية".
وكان نادي الأسير، حذّر وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة من نشر أية معلومة فيما يتعلق بأسماء الجرحى في المستشفيات الفلسطينية، إضافة إلى أسماء المعتقلين، مشدداً على ضرورة التأكد من مصادر رسمية أو مقربة من عائلاتهم في حال تعرضهم للاعتقال وعدم نشر أي صور شخصية لهم.
وأوضح النادي أن هذه المطالبة تأتي في ظل الهجمة التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين، وبعد أن تبين وجود حالات اعتقال ساهم فيها نشر مثل هذه المعلومات سواء على وسائل الإعلام من مواقعها الرسمية أو من خلال تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
جريمة مزدوجة
من جهته، يرى الخبير في القانون الدولي، د.حنا عيسى ضرورة توفير الحماية للمستشفيات بقواعد القانون الدولي الإنساني، كما المواطن تحت الاحتلال، لافتاً إلى أن هناك حرمة خاصة للمستشفيات وحق للإنسان في الحياة.
وقال عيسى لـ"شمس نيوز": لهذا السبب إسرائيل انتهكت القانون الدولي والإنساني وكل ما يتعلق بحقوق الإنسان"، موضحاً أنها ارتكبت جريمة استناداً لقواعد القانون الدولي الجنائي.
وأضاف: هي ارتكبت جريمة مزدوجة، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، الأولى من خلال الاعتداء على المستشفى، والثانية بإعدام المواطنين داخل المستشفى بدم بارد".
وشدد عيسى على أن هذه الجريمة تأخذ طابعا دوليا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لانتهاكها لهذه الحالة التي جرت، مطالباً بضرورة التحرك في كل الاتجاهات والمؤسسات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أوضح في بيان تلقت "شمس نيوز" نسخة عنه، أن قوات الاحتلال أقدمت على ثلاث جرائم، بدأت باقتحام المستشفى وإعدام الأسير المحرر عبد الله شلالدة، واختطاف ابن عمه الجريح عزام شلالدة، إلى جانب التنكيل بالمرافقين للجريح.
ودعا قراقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، إلى التنديد في الجريمة التي ارتكبت داخل المشفى في الخليل، كما طالبهم بـ "اتخاذ الإجراءات الكفيلة لوقف هذه الممارسات التي تنتهك كل المعايير الدولية والإنسانية".
فيديو يوضح اقتحام وحدة اسرائيلية خاصة مستشفى الأهلي في الخليل وإعدام فلسطيني واعتقال آخر...