شمس نيوز/عبدالله مغاري
يصول ويجول الصحفيون الإسرائيليون في مخيمات وقرى وبلدات الضفة المحتلة, تحت غطاء الحريات الإعلامية ونقل الحقائق, تلك الحقائق التي يمنع الاحتلال الصحفيين الفلسطينيين من نقلها, ويستهدف الطواقم الإعلامية الفلسطينية وحتى الأجنبية في كل المناطق, لوأد الأخبار التي تظهر الإجرام الإسرائيلي الذي طال الحجر والبشر والشجر.
الصحفيون الإسرائيليون يعملون بحرية تامة في مناطق السلطة الفلسطينية, ويصلون إلى كافة المناطق ويقابلون شخصيات فلسطينية, الأمر الذي بات يرفضه الكثير من الإعلاميين والمختصين وحتى الجمهور الفلسطيني نفسه, الذي يرى أن الصحفي الإسرائيلي أداة في يد الاحتلال.
السلطة الفلسطينية تبرر سماحها لهم بالعمل، من منطلق أنهم القناة التي يصل بها الفلسطينيون للرأي العام الإسرائيلي, فيما ترى حماس أن هؤلاء يضرون أكثر ما ينفعون، لذلك منعت عملهم في قطاع غزة بعد حكمها بعامين تقريبا.
يحتالون
المواطن أحمد السويطي من سكان الخليل يؤكد أن الصحفيين الإسرائيليين لا يفصحون عن هوياتهم في كثير من الأحيان، ويتعاملون على أنهم فلسطينيون كونهم يجيدون العربية.
وقال "السويطي لـ"شمس نيوز":هم يتكلمون العربية بطلاقة ويقومون بعمل المقابلات مع المواطنين دون الإفصاح عن هوياتهم في كثير من الأوقات, وفي بعض الأحيان يقولون إنهم يعملون لصالح صحف عربية أو حتى أجنبية, ولكن الناس يرفضون الحديث معهم بمجرد اكتشاف أمرهم".
ولفت السويطي إلى أن الصحفيين الإسرائيليين يحاولون الحصول على معلومات عن بعض الأمور الأمنية أو يسألون عن بعض الأحداث ويحاولون الاستفسار عنها.
ويرفض سكان الضفة والقدس المحتلتين الحديث والتعامل مع الصحفيين الإسرائيليين لتزييفهم الحقائق وتشويه صورة الفلسطيني من جهة ,ولمحاولتهم الحصول على معلومات تستفيد منها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من جهة أخرى.
وكان فيديو نشره الإعلام العبري أظهر فشل صحفي إسرائيلي بإجراء مقابلات مع الفلسطينيين في الضفة بعد رفضهم التعامل معه كونهم ينظرون إليه على أنه أداة للاحتلال .
يجب منعهم
الخبير الإعلامي وأستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش، يشير إلى إن الصحفيين الإسرائيليين الذين يعملون في الضفة المحتلة, يقومون بتزييف الحقائق وتشويهها ونقلها بطريقة تتناسب مع السياسة الإسرائيلية .
وقال الأقطش لـ"شمس نيوز :الصحفيون الإسرائيليون لا يأتون لنقل الحقائق بل يقوون بتشويهها ويقدمونها كما تريدها السياسة الإسرائيلية، وبالتأكيد يقدمون معلومات أمنية للأجهزة الإسرائيلية".
ولفت الخبير الأقطش إلى أنه بالرغم من وجود كتاب وصحفيين إسرائيليين يكتبون ضد الحكومة الإسرائيلية وينتقدونها ويبرزون جانبا من معاناة الفلسطينيين ,إلا أنهم ينتقدون من باب تفكيرهم بمستقبل إسرائيل وحرصهم على صناعة مستقبل أفضل للمواطن الإسرائيلي وليس حبا لنا، بحسب تعبيره .
وزاد بالقول: النقد ليس هدفه خدمة الفلسطينيين، فهو ينتقد ويقول إن هذه السياسة ستؤدي إلى مزيد من العنف، هو ينتقد لأنه يعرف أن المستقبل لن يكون له".
وأكد الأقطش على ضرورة معاملة الصحفي الإسرائيلي كما يعامل الاحتلال الصحفي الفلسطيني "بمعنى أنه كما يمنع الصحفي الفلسطيني وتسحب هويته يعامل الإسرائيلي هكذا" ,لافتا إلى أن هناك مطالبات من نقابة الصحفيين ومن الصحفيين أنفسهم بضرورة منع الإعلام الإسرائيلي من التغطية في الأراضي الفلسطينية، إلا أن السلطة لم تكترث لتلك المطالب حتى الآن.
وأردف بالقول: يجب ألا تفتح الأبواب لهم, أكيد مناطق السلطة الفلسطينية مفتوحة وبالتالي هي مباحة، لا تستطيع السلطة أن تمنع وصولهم, ولكن الأصل أن يمنعوا ويعاملوا بالمثل".
فرصة نادرة
الخبير الأمني والاستراتيجي محمود العجرمي، يؤكد على أن الصحفيين الإسرائيليين الذين يعملون في المناطق الفلسطينية يزودون الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بمواد إعلامية تساعدهم في اعتقال النشطاء والشبان المنتفضين.
وقال العجرمي لـ"شمس نيوز": وجود الصحفيين الإسرائيليين في المخيمات والقرى الفلسطينية فرصة نادرة للاحتلال ليقوموا بنقل ما يرون بالصوت والصورة للأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بما يفيدها باعتقال الشبان والنشطاء".
وأشار الخبير الأمني إلى إن هناك معلومات تشير إلى وجود علاقات بين صحفيين إسرائيليين وصحفيين وكتاب في الإعلام الرسمي ,لافتا إلى أن هذه العلاقات وثيقة وتدخل في إطار المؤتمرات المشتركة، وتشكل خطورة مزدوجة، حسب قوله .
ولفت العجرمي إلى أنه من الجوانب الأمنية يحق لأي طرف منع إعلام الطرف الآخر من العمل على أرضه, مبينا أن القوانين والأنظمة تمنع حظر الصحفيين الذين يعملون بموضوعية وحيادية,مشيرا إلى أن مراسلي الإعلام الإسرائيلي يقومون بتشويه الحقائق وتزييفها.
وزاد بالقول: الصحفي يجب أن يكون محايدا، والصحفي الذي يتجاوز الحيادية ويصبح أداة حربية، يكون جزء من الخصم, وفي حركات التحرر والثورات يمنع إعلام الطرف الآخر من العمل".
وأشار العجرمي إلى أن هناك ضرورة أمنية بمنع الصحفيين الإسرائيليين من العمل في المناطق الفلسطينية من خلال قرارات رسمية أو إعلان بعض أسماء الصحفيين الإسرائيليين الذين يخدمون الاحتلال "بمعنى إرسال تحذير مسبق لهم على الأقل".