شمس نيوز/بيروت
أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، على ضرورة استمرار انتفاضة القدس وتطويرها واعتماد مصطلح الانتفاضة وليس "الهبة" لأنها تهدف إلى التقليل مما يجري، مفضلاً استخدام مصطلح "انتفاضة القدس".
وشدد النخالة خلال كلمة له في المؤتمر العربي العام لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في بيروت، صباح اليوم الجمعة (20/11)، على الطابع الشعبي للانتفاضة وفسح المجال للشباب والابتعاد عن المزاحمة الفصائلية لها.
ودعا إلى وضع هدف محدد للانتفاضة، وأنه يجب عدم حصره في منع الاحتلال من تقسم المسجد الأقصى، بل رفع السقف ليكون الهدف هو التحرير من الاحتلال ودحره عن الضفة الغربية والقدس المحتلة بلا قيد أو شرط.
وأكد على ضرورة الإجماع على فشل بل سقوط خيار التسوية كأحد أسباب الانتفاضة وحشد الشعب لتبني خيار الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال "الإسرائيلي".
وأشار، إلى ضرورة التمييز بين موقف السلطة الفلسطينية وموقف حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والانفتاح والتنسيق مع "فتح" في كل المجالات وبلا حدود.
كما أكد على شمولية الانتفاضة في فلسطين وكل فلسطين وعدم عزل غزة عن الانتفاضة، وعدم الالتفات لحملات التشكيك في جدوى الانتفاضة التي تطلقها أطراف عدة. ودعا للعمل على استنهاض وتحريك الشارع العربي والإسلامي للتفاعل مع قضية القدس والأقصى وإعادة الاهتمام في القضية الفلسطينية في الإطار العربي والإسلامي والدولي برغم ما يجري.
كما دعا إلى وقف الاندفاع غير المبرر نحو إسرائيل من قبل بعض الأطراف العربية ووقف التطبيع المعلن والمتسترة، وخاصة الدعوة لزيارة الأقصى تحت حراب الاحتلال.
وشدد على ضرورة العمل لتوفير الدعم اللازم للشعب الفلسطيني خاصة المنازل المدمرة في القدس ومنازل منفذي العمليات الفدائية.
وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي :" إن هذا المؤتمر ينعقد والمنطقة تمر بظروف لم تشهدها من قبل حيث دمنا المسفوح، وهو ما يستدعي منا جميعا ان نرفع الصوت عاليا في مواجهة الموت والدمار وفي مواجهة التوحش الذي يحاصرنا ويحاصر أحلامنا ويقتل الأبرياء حيث ما وصلت يداه.
وعبر عن رفضه لما يجري في المنطقة العربية من استنزاف لطاقات الأمة وإمكانياتها وتصويبها في الاتجاه الصحيح.
وأضاف، من فلسطين إلى بيروت عاصم المقاومة التي تحتضن هذا المؤتمر كما عودتنا دوما، وكما احتضنت المقاومة عبر عقود طويلة ومازالت، فهي التي فتحت بوابة الانتصارات على المشروع الصهيوني عام 2000 ـ وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر عام 2006.
وجندت كل خبراتها لدعم المقاومة بلا حدود، موجهاً التحية للبنان الشقيق ومقاومته من شعب فلسطين المقاوم.
وتابع، من بيروت ها هي فلسطين حاضرة في انتفاضتها الباسلة مرة أخرى، فلسطين التي لم تخيب آمال أحد ولم تخذل أحد في هذه الظروف الصعبة يثبت الشعب الفلسطيني كما عودنا خلال أكثر من قرن من الكفاح أن على أرض فلسطين ما يستحق الحياة، وان شعب فلسطين أكثر من يستحق هذه الحياة، وان عليها أيضا ما يستحق الفداء بالروح والدم انه المسجد الأقصى الذي تستهدفه "إسرائيل" بكل الوسائل والمكائد والقوة.
وأردف قائلاً :" نعيش الآن في زمن يهودية الدولة التي لن يكتمل إلا ببناء الهيكل المزعوم، وهذا ما يدفعنا لفهم ما يجري في فلسطين الآن من انتفاضة مباركة، وضعت الاحتلال في مأزق كبير، كما وضعت مرة أخرى قضية فلسطين كسبب رئيس لما يجري في العالم من صراعات.
لافتاً إلى أن العالم اعتقد أن قضية فلسطين أصبحت من الماضي، خرج الشعب الفلسطيني منتفضا على الاحتلال، بعد وصول التسوية إلى طريق مسدود.
وأوضح، أن جيل الشباب الشجاع خرج وأخذ زمام المبادرة وقرر مواجهة المحتل متخذاً من القدس عنواناً.
وأكد على أن الشعب الفلسطيني يثبت مرة أخرى انه دوماً مستعد للتضحية من أجل قضيته العادلة في مواجهة الاتفاقيات الموقعة مع العدو وخيار المفاوضات الفاشلة والكارثية لأكثر من عشرين عاما بحجة انعدام البديل، موضحاً ان الشباب الفلسطيني اليوم يرسمون الطريق البديل.
وأشار إلى ان الانتفاضة اليوم صمدت واستمرت وتقترب من تجاوز شهرها الثاني بثبات، وأفشلت مشروع تقسيم الأقصى، وستستمر حتى تحقيق هدفها الأوسع وهو تحرير الأرض. مؤكداً أن التحرير ليس مستحيلاً وفوق طاقة الانتفاضة، لان من أجبر الاحتلال على الرحيل من غزة ولبنان هي المقاومة والانتفاضة ستجبره على الرحيل من الضفة والقدس.
وأوضح، أن هذه الانتفاضة التي أعادت القضية لطليعتها بعد أن نسيها الكثيرون وانشغلوا عنها، وضعت الحكومة الإسرائيلية في مأزق كبير يجب أن نحافظ عليها، والتصدي لكل محاولات احتوائها. مشدداً على ضرورة أن يتوحد الكل الفلسطيني خلفها لضمان استمرارها وديمومتها.
وأشار، إلى أن اكبر التحديات التي تواجهها الانتفاضة ، هو ضعف التفاعل العربي الرسمي وللأسف الشعبي مع هذه الانتفاضة المباركة.