شمس نيوز/ أحلام الفالح
لا زالت الأوضاع الاقتصادية الصعبة تلقي بظلالها الثقيلة على سكان قطاع غزة المحاصر منذ ثمانية أعوام، حتى باتت مختلف مناحي الحياة شبه معدومة، وانعكس ذلك على حركة البيع والشراء في الأسواق، حتى باتت موائد الغزيين تخلو من أصنافا كثيرة من المكملات والأطعمة، واقتصر الشراء فقط على أصحاب الدخل الجيد، وقليل ما هم!!
"كل يوم والتاني بناكل عدس" جملة بدأ بها المواطن عبد الحميد الشاعر، المتعطل عن العمل، ويعيل أسرة من سبعة أشخاص.
الشاعر اشتكي خلال حديثه لـ"شمس نيوز" الفقر والجوع، وقلة ذات اليد، ليؤكد أن روتين الطعام اليومي كاد يقتصر على فتات الخبز، وبعض أنواع الحبوب، مثل العدس والأرز.
وأضاف بالقول: عايشين على باب الله، مساعدات من هنا ومن هناك.. أحاول إحضار فاكهة أو لحمة لأبنائي، ولو مرة في الشهر، فهم يشتهون هذه المأكولات عندما يرونها في المحلات". وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي "من سيء إلى أسوأ" في ظل إغلاق المعابر وتجريف الأنفاق وزيادة البطالة وغلاء الأسعار والمنتجات الغذائية في الأسواق".
"الطلبات تلاحقني"
من جانبه، أعرب المواطن عماد قشطة عن تذمره لما آلت إليه الأوضاع المعيشية في غزة، قشطة هو أب لثمانية أشخاص، ويعمل آذنا في مدرسة حكومية، ولا يسعفه الراتب المتقطع الذي يحصل عليه في توفير كل متطلبات الأسرة.
وقال قشطة إنه كان يوفر من الراتب الشهري 500 شيكل للمواد الغذائية قبل تدهور الوضع الاقتصادي في حين لا يستطيع توفير 200 شيكل للمواد الغذائية في الوقت الحالي، فاضطر إلى الاستغناء عن كثير من أنواع الطعام، خاصة اللحمة الطازجة والفواكه والاقتصار على "فتات العيش".
وأضاف: العائلة تلاحقني بالطلبات الأساسية التي يحتاجونها عند الراتب الشهري وأتمنى أن ألبي لهم ما يريدون من أساسيات، ولكن دون فائدة.. الراتب قليل لا يكفي احتياجات المنزل الضرورية حيث يذهب ما بين طعام وغاز ودواء، وفي حال مرض أحدنا يزداد الضغط علينا".
وأشار إلى أنه يتمنى أن يتغير الوضع إلى الأحسن وينتهي الحصار، وتحل مشاكل الرواتب حلا جذريا، للقضاء على الفقر المدقع الذي يأكل من أجساد الشعب الغزي، بحسب وصفه.
الإقبال ضعيف
تاجر الخضار والفاكهة ياسر الحلو، أوضح أن حركة البيع والشراء باتت في حال موت سريري، لضعف إقبال المواطنين على شراء كثير من أصناف الخضار والفاكهة.
وقال لـ"شمس نيوز": الزبائن لا يشترون من الخضار إلا ما يسد جوعهم ليوم واحد فقط، ولا يقبل كثيرون على شراء الفاكهة، خاصة الأصناف مرتفعة الثمن".
وتابع الحلو بالقول: المواطنون يلجأون لشراء القوت اليومي من الخضار الضرورية كالبصل والبطاطا والبندورة، في حين لا يشترون الفاكهة بسبب انتشار الفقر بين المواطنين، وأدى ذلك إلى قلة المعروض من الفاكهة في المحلات والأسواق.
ونوَّه إلى أن حركة البيع اليومية يجب أن تتجاوز 2000 شيكل حتى ينجح العمل، ويحق البائع دخلا يسد هو الآخر فيه رمقه ورمق أبنائه، ويستطيع توفير احتياجات منزله، "ولكن في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية انخفضت نسبة البيع والدخل، فاضطررنا لتقليل المعروض" بحسب التاجر الحلو.
ويعاني قطاع غزة الساحلي الذي تبلغ مساحته 360 كيلومتر مربع، حصارا إسرائيليا منذ العام 2006، عقب سيطرة حركة حماس الحكم بعد طرد سلطة حركة فتح بالقوة.
وإلى جانب الحصار الإسرائيلي، تغلق مصر معبر رفح، المنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى الخارج، وتمنع حركة تنقل الأفراد والبضائع، إلى جانب تدمير الأنفاق الحدودية التي ظلت حتى وقت قريب توفر لقطاع غزة كثيرا من أنواع البضائع.
وتتذرع السلطات المصرية بتردي الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء التي تنشط فيها جماعات مسلحة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، لإغراق منطقة الحدود بمياه البحر، الأمر الذي أدى إلى تدمير كافة الأنفاق.