شمس نيوز / عدسة حسن الجدي
تحت الأرض، هذه المرة على عمق أكبر، لم أستطع حساب عدد الأمتار، لكن خيّل إليّ بأنها أزيد من ثلاثين
"ليست هي المرة الأولى التي أدخل فيها إلى الأنفاق التجارية على الحدود مع مصر في عمل صحفي، لكنني شعرت بأنها كانت الأكثر خطورة" يقول مراسل "شمس نيوز" الذي نزل بصحبة كاميرته فيما يمكن أن نطلق عليه "ما تبقى من أنفاق تجارية على حدود جنوب القطاع".
شرايين الحياة الوحيدة لـ 2 مليون فلسطيني يرزحون تحت نير الحصار الإسرائيلي لأكثر من تسعة أعوام عجاف، غمرتها السلطات المصرية بمياه البحر المالحة لتتأكد من عدم صلاحيتها للعمل مجددا.
ربما ما تبقى لا يتجاوز عدده الـ 20 من أصل 250 نفقا كانت تمد القطاع بمختلف احتياجاته الأساسية من المواد الغذائية وبعض مواد البناء المقطوعة منذ سنين.
وفي العام الماضي قامت السلطات المصرية باتخاذ خطوة غير عادية قامت بموجبها بهدم أكثر من 3000 منزل على الجانب المصري من مدينة رفح لخلق منطقة عازلة من شأنها منع الوصول إلى الأنفاق، قبل أن تبدأ رسميا بشق قناة على طول الحدود وغمرها بمياه البحر المتوسط.
"هذه هي النهاية بالنسبة لنا" قال (س. زعرب) أحد العاملين في الأنفاق، ويبلغ من العمر 25 عاما، قبل أن يضيف "لقمة عيشنا وأمل الحياة الوحيد المتبقي لسكان قطاع غزة بات الآن في طي الماضي تقريبا".