غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر في غزة.. الفيسبوك (-18)!!

شمس نيوز/ أحلام الفالح

ظنا منهم بوجود حياة خارج نطاق خيالهم، توفر لهم شيئا من تحقيق الذات، يندفع كثير من الأطفال الفلسطينيين تحت سن الـ15 عاما، إلى إنشاء صفحات لهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والتنافس فيما بينهم للحصول على أكبر قدر ممكن من الأصدقاء والمتابعين ونشر أفكارهم وخواطرهم، والتعرف على العالم الآخر، يتيح لهم ذلك سهولة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

هوس متابعة الفيسبوك يمتد من الكبار والمراهقين إلى الصغار الذين يفتخرون بين أصدقائهم بصفحاتهم الخاصة، لتنتقل العدوى بينهم، وتنتشر صفحات الصغار أينما تضع عينيك على قائمة "أصدقاء قد تعرفهم" أو في قائمة "طلبات الصداقة".

منافسة فيسبوكية

الطفلة سما الملاّك في الثانية عشرة من عمرها، تمتلك صفحة خاصة بها على الفيسبوك، تسأل أصدقاءها وأقاربها باستمرار، ما اسمك على الفيسبوك؟ لإضافته على قائمة الأصدقاء, والمنافسة في تكثير أعدادهم على صفحتها الشخصية.

قالت الملاّك لـ"شمس نيوز" إنها تحب متابعة الفيسبوك باستمرار لأنه يضفي نوعا من التغيير على نمط حياتها، كالابتعاد عن الألعاب التقليدية، ومتابعة صديقاتها، ومشاركتهم الكثير من الصور التي توثق بعض الاحتفالات الخاصة بعائلاتهم، ومشاهدة بعض الصفحات العامة الثقافية والترفيهية؛ وذلك للقضاء على وقت الفراغ".

وأضافت والدة الطفلة سما أنها أنشأت صفحة شخصية خاصة لابنتها على موقع فيسبوك، لإعطائها الحرية والثقة التي تحتاجها هي وإخوتها، وكي لا تحبس أفكارهم التي يريدون مشاركة أصدقائهم بها، مشيرة إلى أن الفيسبوك يحتوي على الكثير من الأمور الإيجابية التي يجب على الوالدين مشاركتها مع أطفالهم.

وذكرت أن ابنتها طالبت بصفحة خاصة لها على الفيسبوك بعد مشاهدة الكثير من أقرانها في العمر يمتلكون صفحات "لذلك أنشأت لها صفحة تتابعها بين فترة وأخرى، وليس طوال الوقت لتنشأ على الثقة التي منحتهم إياها".

واستدركت الوالدة الملّاك بالقول: لكنني أحيانا أجد الفيسبوك يلهي عن الدراسة في حال عدم وضع جدول زمني لضبط الوقت".

توفر وسائل التكنولوجيا في كل منزل، جعل الطفلة فاطمة المبحوح "11 عاماً" تشارك صديقاتها صفحتها الخاصة التي أنشأتها وحدها، قبل أن يكون لوالديها صفحات على فيسبوك، وذلك بعد رؤية العائلة والصديقات يمتلكون صفحات شخصية، وتوفر الانترنت في منزلها شجعها على إنشاء صفحتها.

وأشارت المبحوح إلى أنها تحب أن تمتلك الشيء الذي يمتلكه الكبار، لذلك أنشأت صفحة خاصة بها قبل أن يمتلكها أحد في المنزل، لتتواصل مع الأصدقاء الذين تحبهم، وتبتعد عن الخروج من المنزل للعب مع الصغار".

من جهته قال والد الطفلة فاطمة إنه بعد إنشاء ابنته لصفحتها الشخصية بفترة أنشأ صفحته الخاصة، وأضافها كصديق لمتابعتها من خلال صفحته، وسمح لابنته بالبقاء على الفيسبوك وذلك لترى العالم الافتراضي وتتثقف من خلاله.

وأضاف: لا مانع من أن تجلس ابنتي على الفيسبوك لتسلية نفسها، فهي بحاجة للترفيه، وفي وقت الامتحانات لا ضرر من جلوسها لوقت قصير حتى لا يؤثر على تحصيلها العلمي، لترى كل ما هو جديد على صفحتها الشخصية.

ليس خطأ

المتخصصة التربوية فتحية اللولو، أوضحت بدورها أن امتلاك الأطفال لصفحات خاصة على الفيسبوك ليس خطأ، لأن التواصل يعلمهم اللغة وآداب الحديث "ولكن الخطأ بالاستقلالية التامة للطفل على صفحته الشخصية" بحسب وصفها.

وأكدت اللولو التي تحدثت لـشمس نيوز" ضرورة أن يتابع الأهل أبناءهم ويراقبوا منشوراتهم على الفيسبوك ومكالماتهم الشخصية، والصفحات التي يتابعونها، حتى لا يقعوا في شراك التكنولوجيا، خاصة أن الطفل يحب محاكاة الكبار دون معرفة الإيجابيات والسلبيات لما يريد تقليده.

وأضافت: عند ترك الوالدين أطفالهم دون متابعة سيدمر السلوك التربوي للطفل، ويكتسب مفاهيم تتناقض مع المفاهيم المراد إكسابها له، وسيخرج عن طوع الأهل، محاولاً أن ينفرد بنفسه أكبر وقت ممكن، إضافة إلى تدني مقوماته التحصيلية، وهبوط قدرته على إنجاز المهام.

ونصحت الأهل بمتابعة أطفالهم عند الجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي دون إشعارهم بأنهم مراقبون، وتحديد وقت يجلس فيه الطفل لمتابعة صفحته بحيث لا يتجاوز الساعتين, وإنجاز كافة مهامه المدرسية والمنزلية قبل فتح الفيسبوك.