غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: تصاريح العمل الإسرائيلية لن توقف الانتفاضة

شمس نيوز / عبدالله عبيد

بعد أن أوشكت انتفاضة القدس على طي شهرها الرابع، تتوالى خسائر الاحتلال الإسرائيلي على كافة المستويات، بالإضافة إلى فقدان الأمن نتيجة عمليات الطعن والدهس التي ينفذها الشبان الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، فيما تحاول إسرائيل جاهدة وقف هذه الانتفاضة بأي طريقة كانت.

فشل إسرائيل مرارا وتكرارا في وقف انتفاضة القدس الثالثة، دفعها إلى التفكير بتقديم تسهيلات للمواطنين الفلسطينيين لإغرائهم، وذلك من خلال منحهم آلاف التصاريح للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

وكانت الإذاعة العبرية العامة زعمت بأن وزير المالية الإسرائيلي، موشي كحالون عرض على وزير المالية الفلسطينية شكري بشارة، منح عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين تصاريح عمل داخل إسرائيل مقابل استعادة الهدوء.

وجاء العرض الإسرائيلي في أول لقاء يجمع الوزيرين منذ انطلاق انتفاضة القدس في أكتوبر الماضي.

وشارك في الاجتماع  ما يسمى بمنسق عمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية اللواء يؤاف مردخاي، وناقش الطرفان إقامة مشاريع اقتصادية مشتركة.

محاولات كثيرة

المحلل السياسي، د. أحمد رفيق عوض أكد أن محاولات كثيرة ومتعددة تقوم بها إسرائيل منذ احتلالها بقية فلسطين عام 1967، لمقايضة الشعب الفلسطيني على ثوابته.

وقال عوض لـ"شمس نيوز": إسرائيل تقايض على الهدوء هذه المرة من خلال منح الفلسطينيين تصاريح للعمل داخل الأراضي المحتلة" مشيراً إلى أنها تحاول أن تُلهي المواطنين عن القضايا الرئيسية بقضايا ثانوية.

وأضاف: أسلوب المقايضة لتهدئة الأوضاع، حيلة إسرائيلية لإبعاد الناس عن القضايا الرئيسية والمطالبة بالحرية، ودحر الاحتلال والمطالبة بعودة اللاجئين وغيرها من القضايا الفلسطينية المهمة".

ورجّح المحلل عوض أن تنجح السياسة الإسرائيلية بتقديم تصاريح للفلسطينيين مقابل وقف عمليات الطعن والدهس، بشكل لحظي، مستدركاً: ولكن لن تنجح على مستوى إبعاد الشبان الفلسطينيين عن بوصلة الانتفاضة.

وفي أكتوبر الماضي شهدت مناطق فلسطينية مختلفة عمليات طعن، ضد إسرائيليين نتيجة الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين وعلى المسجد الأقصى المبارك، تزايدت وتيرتها في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لتصبح الهاجس الأكبر الذي لم يكن في حسابات منظومة الأمن الإسرائيلية، باعتراف رسمي من قادة حكومة الاحتلال، ما دفع الإسرائيليين لمطالبة حكومتهم بجلب الأمن لهم بأي ثمن.

من تخاطب؟

المحلل السياسي، البروفسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح تساءل قائلاً: من تخاطب إسرائيل كي توقف الحراك الفلسطيني القائم؟.

وأضاف لـ"شمس نيوز": هذا الحراك لا عنوان له ولا قيادة كي يتم مخاطبتها والتعامل معها لوقف الانتفاضة، مقابل تقديم تصاريح للفلسطينيين"، منوهاً إلى أنها لا تخاطب جهة محددة كي تعطي موافقة على أي عرض تقدمه.

وأردف قاسم قائلاً: إذا كانت إسرائيل تخاطب السلطة الفلسطينية، فالسلطة لا تقود الانتفاضة"، مبيّناً أن إسرائيل تلعب بالنار جراء عمليات الطعن والدهس التي أزعجت أمنها.

وأوضح أن التصاريح التي تريد أن تقدمها للمواطنين الفلسطينيين مقابل الهدوء، جاءت بسبب فشل إسرائيل الذريع بعد محاولات عديدة لوأد الانتفاضة.

وقال د.قاسم: إذا أرادت أن تحصل إسرائيل على الهدوء، فعليها أن تعترف بإرهابها واحتلالها لفلسطين، وأن توقف جرائمها ضد المواطنين الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن هذا ليس غريباً على الاحتلال، "فهو معروف عنه بأساليبه المتعددة لتحقيق مصالحه الأمنية".

واستبعد أن تنجح إسرائيل في وقف الانتفاضة من خلال منح التصاريح "لأن الذي يقبل هذه التصاريح ليس من الذين يقومون بهذا الحراك الشعبي ويقاتلون الاحتلال"، لافتاً إلى أن كثيراً من المواطنين أعربوا عن استيائهم من الذين حصلوا وقبلوا بتلك التصاريح مقابل الهدوء.