شمس نيوز/ عبدالله عبيد
رغم المحاولات الكثيرة التي تقوم بها جهات عدة لوأد انتفاضة القدس إلا أنها ما زالت مستمرة، حيث دخلت شهرها الخامس دون احتوائها أو الالتفاف عليها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومعاونيه من أجهزة أمن السلطة التي أعلنت أنها أحبطت العديد من العمليات الفدائية التي خطط لها شبان فلسطينيون ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
ولا يتوقع الجيش الإسرائيلي نهاية قريبة لعمليات الطعن والدهس التي ينفذها فلسطينيون منذ اندلاع انتفاضة القدس.
وبحسب محللين إسرائيليين فإن الهجمات الفردية تشكل تحديا كبيرا، وإن كانوا لا يرونها بخطورة انتفاضة الأقصى السابقة.
ونقلت صحيفة معاريف عن قائد كتيبة "شاكيد" التابعة للواء "جفعاتي" المسؤول عن بعض مناطق الضفة الغربية إيال شويمر قوله: إن هناك معوقات تحول دون إحباط الجيش لعمليات فلسطينية، وفي مقدمتها عدم توفر معلومات استخبارية مسبقة عن منفذيها".
وأضاف أن المنفذ يخرج من بيته ولا تعرف عائلته وجهته فيأخذ سكين المطبخ أو يشتري واحدة من السوق ليستهدف إسرائيليا أو أكثر فيكون الهجوم بالتالي مباغتا".
استمرار الانتفاضة
محللون سياسيون أكدوا خلال أحاديثهم لـ"شمس نيوز"، استمرار انتفاضة القدس وتطورها في المرحلة القادمة، مشددين على أن محاولات وأدها ستفشل.
وقال المحلل السياسي، د. إبراهيم أبراش إن "الانتفاضة الآن دخلت في الروتين، يعني عمل روتيني نفس النمط ونفس الأسلوب، وربما حتى نفس المناطق، ولم يتم تطوير العمل وتوسيع مجاله إلى مناطق أخرى".
وأضاف متحدثا لـ"شمس نيوز": لكن مجرد تنفيذ الشباب الفلسطينيين عمليات الطعن والدهس بشكل متواصل، فإن ذلك يدلل على أن هناك استمرارية وإرادة وتصميم، خصوصاً في القدس والخليل، وفي المناطق التي يتواجد فيها كثافة استيطانية".
وعن دور الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، أشار أبراش إلى أن الفصائل لا زالت عند موقفها، "بمعنى أنها تبارك وتدعم وتؤيد"، مستدركاً: لكن يبدو أنها مترددة في أن تنخرط انخراطاً واسعاً في هذه الانتفاضة".
تدخّل الفصائل
وبحسب المحلل السياسي، فإن البعض متخوف من أن تؤول أمور الانتفاضة إلى ما آلت إليه الانتفاضة السابقة، عندما تم عسكرتها وتم الاشتغال بطريقة فصائلية بدون إستراتيجية ودون رؤية، مشدداً على أن هذا الأمر ساعد إسرائيل في أن تحاصر الانتفاضة في نهاية الأمر.
وتوقع أن تدخل القوى والفصائل الفلسطينية بالعمل الميداني، إذا ما تمت المصالحة ووضع إستراتيجية وطنية للمقاومة، لافتاً إلى أنه في حال أخذت انتفاضة القدس طابع العسكرة الفصائلية في ظل الانقسام، فإن هناك تخوفات من أن يؤدي تدخل التنظيمات إلى تعميق الخلاف ليأخذ صبغة عسكرية"، على حد قوله.
وحول استمرار عمليات الطعن والدهس رغم الإجراءات الإسرائيلية لقمعها وإعلان السلطة إحباط عشرات الهجمات، أكد د. أبراش أنه في ظل وجود احتلال توجد إرادة المقاومة، ولا يستطيع أحد أن يدين أو ينتقد هؤلاء الشباب لأنهم يقومون بمقاومة الاحتلال.
وأوضح أن من يرفض الانتفاضة أو ينتقد ما يقوم به الشباب عليه أن يعطيهم بديلاً، مبيّناً أن إسرائيل ما زالت تزداد تغولاً في إرهابها واستيطانها، وليس أمام الشباب إلا أن يمقاوموا الاحتلال.
وأظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني أجراه مركز وطن للدراسات والبحوث في الربع الأول من عام 2016م بعنوان "اتجاهات آراء الفلسطينيين حول انتفاضة القدس والحصار على غزة" أن نسبة 67.4% غير راضين عن التنسيق الأمني مع الاحتلال وأن نسبة 31.7 %راضون عن التنسيق ونسبة 0.9% لا رأي لهم.
وحول ما تم التصريح به مؤخراً عن إحباط عمليات خلال انتفاضة القدس من قبل السلطة الفلسطينية أجاب نسبة 76.2% بأنهم غير راضين عن هذه التصريحات ونسبة 20.6% أجابوا أنهم راضون ونسبة 3.2% لا رأي لهم، كما اعتبر 51.1% من العينة أن الوصف الصحيح لما يجري في الأراضي الفلسطينية هو انتفاضة القدس في حين أن 39.6 % منهم يصفونها بهبة جماهيرية و7.9% يصفونها بالثورة وأن نسبة 1.4% لهم مسميات أخرى.
تختلف عن سابقتها
من جهته، يرى المحلل السياسي، د. سمير عوض أن انتفاضة القدس تختلف عن الانتفاضات السابقة. وقال لـ"شمس نيوز": هي ليست انتفاضة جماهيرية يشارك فيها كل الشعب مثل الانتفاضة الأولى "الحجارة" ولا انتفاضة عنيفة ومسلحة كالانتفاضة الثانية".
وأضاف عوض: إنما هي انتفاضة كل الشعب الفلسطيني والكل مرتبط فيها، والعدد الكبير للشهداء الفلسطينيين والذين معظمهم أطفال، يدلل على استمرارية هذه الانتفاضة وتطورها خلال الأيام القادمة"، منوهاً إلى أن الفصائل الفلسطينية كافة منخرطة بشكل أو بآخر بالانتفاضة.
وأوضح أن الشهداء الذين قضوا خلال انتفاضة القدس أغلبهم ينتمون لفصائل فلسطينية، لافتاً إلى أن الفصائل الفلسطينية تريد شكلاً آخر للانخراط في الانتفاضة، لأنه -بحسب اعتقاده- فإن الفصائل مراقبة ومعروفه عند الاحتلال، فشكل الانتفاضة يتوجب وجود شكل آخر مختلف في العمل الوطني".
وكان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، قال أول أمس الأحد، خلال كلمة في حفل جماهيري، بمدينة اسطنبول، تحت عنوان “اليوم العالمي لنصرة الأقصى وبيت المقدس" إنه "لا بد من إعلان فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ووقف التنسيق الأمني مع العدو، واعتماد المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح، عندها فقط تنجز المصالح الفلسطينية”.
وأضاف: نلتقي اليوم على واقع انتفاضة القدس، لنؤكد أن هنالك شعبا مقاوما متحدياً كل الصعوبات ليواجه العدو في ظل الظروف الصعبة، وهو لا يدافع عن نفسه فقط، بل عن حضارة الأمة، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم"، مشدداً على وجوب تفعيل الانتفاضة والالتفاف حولها، وليس حول تحسين التنسيق الأمني مع العدو". بحسب د. الهندي.