شمس نيوز / قسم المتابعة
يبدو مستغرباً الاحتفاء الاسرائيلي بعملية إخلاء 17 يهوديا من مكان لجوئهم قرب العاصمة صنعاء، في عملية سرية نفذتها أذرع الوكالة اليهودية العالمية، بحسب ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية.
وقالت الصحفية صباح اليوم "إن عملية الإخلاء للعائلتين اليهوديتين جرت الليلة الماضية ضمن عملية سرية نفذتها أذرع الوكالة اليهودية، ضمن مجموعة عمليات نفذتها منذ شهر مارس الماضي، وبمشاركة من جهات في وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين أمريكيين".
وتأتي هذه العملية في ظل اصدار رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتنياهو قراراً بتأجيل قدوم اليهود الاثيوبين "يهود الفلاشا" الى الكيان الاسرائيلي، والذي لقي ردود فعل غاضبة من اليهود الاثيوبيين داخل الكيان، ووصفوه بالقرار العنصري على خلفية اللون.
وبحسب عمر جعارة مختص في الشئون الإسرائيلية، فإن معدلات الهجرة الى الكيان "شبه معدومة"، وتحاول المؤسسة الاسرائيلية تفعيلها من خلال سياسة "الترهيب والترغيب" والمتبعة منذ زمن بعيد، وعلى ما يبدو فإنه في ظل ما يعيشه اليمن من أوضاع سيئة فإن عيون قادة الاحتلال تتجه لجلب اليهود منه لا سيما مع وجود أعدادٍ كبيرة منهم.
وحول سبب الهالة الاعلامية الاسرائيلية لعملية الاجلاء التي جرت الليلة الماضية، أوضح جعارة أن هناك مشكلة قديمة داخل الثقافة الاسرائيلية اسمها "أطفال اليمن"، وبرزت خلال انشاء دولة الاحتلال على أرض فلسطين عام 1948، حيث تم اختفاء عدد كبير من الأطفال اليهود اليمنيين أثناء مجيئهم لفلسطين، ويُقال بأنه تم تصفيتهم أو قتلهم.
ويشير جعارة الى أنه لم يقدم الى فلسطين أي يهودي إلا من خلال الترهيب والترغيب، وتسائل من الذي وضع القنابل في كرسي اليهودية ببغداد كي يجبر اليهود في العراق للهجرة فيما عرفت بـ "فضيحة نافون"، مبيناً "أن اليمني اليهودي لا يقبل بديلا عن اليمن السعيد لكن الآن هناك محاولات لاجباره للهجرة داخل اسرائيل"، على حد تعبيره.
ويرى بأن "اسرائيل" ليست رغبة يهودية وإنما رغبة استعمارية، فهي ليست يهودية بدليل فقدان أطفال اليمن، وإغلاق الباب على بقية اليهود الفلاشا، وقبول مليون روسي ثلثهم ليسوا يهودا مخالفين بذلك القانون اليهودي، "اذا هي ليست دولة يهودية وإنما دولة اوروبية وتحافظ على سمتها الأوروبية"، وفق قول جعارة.
ويوضح جعارة بأن المؤسسة الاسرائيلية تريد توجيه رسالة ليهود اليمن من خلال عملية الليلة، أن الوصول لإسرائيل آمن وأنها مستعدة لفعل أي شيء مقابل قدومهم اليها، في محاولة لطمس مشكلة الأطفال اليمنيين، في ظل الوضع السياسي والاقتصادي السيئ في اليمن.
اعداد: محمد هنية