غزة / شمس نيوز
اعداد: صلاح سكيك
الطموح الفلسطيني لا يتوقف والاختراعات الهندسية في غزة المحاصرة تبدع يومًا بعد يوم، فالعقل الفلسطيني يحمل تحدٍ وعنفوان لا مثيل لهما رغم ما يعانيه من ويلات وقلة إمكانيات.
(Router CNC Machine): هي آلة تحكم رقمي تتصل بجهاز الحاسوب وتقوم بالنقش والحفر على الخشب والمعادن والجبس لتخرج العديد من الأشكال والزخارف الفنية.
طريقة عمل الآلة
تتحرك الآلة بثلاثة محاور رئيسية وهي (الأجزاء الميكانيكية- الدوائر الكهربائية - الجزء البرمجي), وتجمع بين 4 تخصصات هندسية وهي الهندسة الميكانيكية والهندسة الإلكترونية وهندسة التحكم وهندسة الحاسوب بالإضافة للبرمجة.
الآلة تقوم بعمل الديكورات والنقش الإسلامي في المساجد والبيوت، وايضا تدخل في مجال الواجهات الدعائية والإعلانية البلاستيكية الموجودة على أبواب المحال التجارية.
إصرار غزاوي
ويقول المهندس محمد نعيم: بعد سنة و4 شهور من الجهد والتعب تمكنّا من انجاز الآلة حيث كانت مشروع تخرجنا في جامعة الأزهر.
ويضيف بأن تكلفة الجهاز قاربت مبلغ الـ 4 آلاف دولار، وتمويل المشروع كان ذاتيًا، فبعد محاولات كثيرة لإيجاد ممول للمشروع تقدمنا لمؤسسات احتضان المشاريع، لكن تلك المؤسسات لا تقدم مبالغ كبيرة لمثل هذه الاختراعات.
يلتقط نعيم أنفاسه لثوانِ ثم يكمل لمراسل "شمس نيوز": الغريب في الأمر بعد هذا التعب والجهد المتواصل قيام الاحتلال بقصف الجهاز خلال الحرب الأخيرة ودُمّر بشكلٍ كامل، ما استدعى إعادة ترميمه مرة أخرى من الصفر، وبالفعل قمنا بإعادة تصنيع الآلة واستعدنا حلمنا من جديد، وهنا تكمن قوة الشاب الفلسطيني" بحسب نعيم .
تكلفة اقل وكفاءة عالية
بينما يرى المهندس سليمان حمادة، أن ما يميز مشروعه هو تصميم وتصنيع آلة بشكل كامل وبتكلفة اقل وكفاءة عالية في ظل الحصار المفروض على غزة، مقارنة بأسعار الآلات الموجودة في الخارج .
وأشار حمادة إلى انه يمكن الاستفادة من المشروع من خلال مسارين، حيث يعتبر مشروعًا تجاريًا ناجحًا لشركات التصميم والهندسة، وأيضًا شركات الأخشاب والديكور، بالإضافة للمسار العلمي حيث يمثل مشروعًا تعليميًا للجامعات والكليات التقنية والهندسية التي تنشط في ذات المجال.
أما الشاب محمد مصطفى فذكر أن الآلة واجهت عدة عقبات قبل انجازها بالشكل الكامل، فبالإضافة للقصف الذي تعرضت له، لم نجد موادًا لتصنيعها، ما أدى لتأخر انجازها، ناهيك عن المصاريف الكبيرة التي صرفت لإتمامها، "نحن بالأصل شباب جامعيين وليس لدينا دخلًا ماديّاً".
يذكر بأن جامعة الأزهر طلبت من المهندسين الثلاثة صناعة آلة أخرى حتى يتم استخدامها داخل مختبراتها لتعليم الطلاب طريقة استخدامها والعمل عليها.