شمس نيوز/عبدالله مغاري
تشير التقارير والإحصائيات الصادرة مؤخراَ إلى تراجع حدة الأحداث والمواجهات المندلعة في الضفة والقدس المحتلتين, بجانب انخفاض نسبة عمليات الطعن والدهس, التي ينفذها الشباب المنتفض ضد سياسة الاحتلال الإسرائيلي المعتمدة على القمع والتنكيل بحق كل ما هو فلسطيني.
هذا التراجع في العمليات الفردية, والتي كانت شرارة انطلاقة انتفاضة القدس مطلع أكتوبر الماضي, جعل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخرج متبجحاَ ومدعيا, أن الأساليب والسياسات الأمنية التي اتبعتها حكومته على مدار السبعة أشهر الماضية تمكنت من وقف الانتفاضة, وكأنه يعلن الانتصار أمام جمهوره.
مع هذا الانخفاض الملحوظ ,هل يمكن القول أن الانتفاضة انتهت وتوقفت, وأن حكومة الاحتلال التي اعترفت في بداية الأمر أن العمليات الفلسطينية هي قرارات فردية لا يمكن تتبعها ووقفها, تمكنت من إخماد لهيبها ووأد روح التضحية لدى الشبان.
مراقبون رأوا في حديثهم لـ"شمس نيوز" أن سياسة الحكومة الإسرائيلية لم تتمكن من إخماد لهيب الانتفاضة, وأن نتنياهو يحاول انتهاز فرصة انخفاض العمليات لكسب جمهوره, فيما يرى آخرون أن الانتفاضة مستمرة, وأن طبيعتها الخاصة تجعل من الصعب الحكم عليها بالموت.
نتنياهو كاذب
المختص بالشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة يرى أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يكذب على جمهوره بإدعائه أن حكومته وبأساليبها الأمنية, تمكنت من إيقاف انتفاضة القدس, والحد من العمليات الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين.
وقال جعارة لـ"شمس نيوز": نتنياهو صرح بتمكنه خفض العمليات بفعل أساليب حكومته, ولكن بالحقيقة الاحتلال استخدم نفس الأساليب منذ الأيام الأولى للأحداث ولم ينجح بوقف الانتفاضة , ما الذي استجد من الوسائل؟, هل استخدم ما لم يستخدمه في شهر أكتوبر, إذا استخدم وسائل جديدة ممكن إن نقول انه نجح ولكن بالواقع هو لم ينجح".
وأوضح المختص جعارة إلى أن تصريحات نتنياهو إدانة له, من مبدأ أنه إذا كانت أساليب حكومتك قادرة على وقف الانتفاضة, لما لم توقفها منذ البداية, مشيرا إلى أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال موجهة للجمهور الإسرائيلي وتهدف لزيادة شعبيته .
ولفت إلى أنه من الممكن أن يكون الإعلام الإسرائيلي اتبع سياسةً تلاعب خلالها في أعداد العمليات الفلسطينية أو سلط الأضواء على الناجحة منها فقط, لافتا إلى أن هذه السياسة معروفة عند الإعلام العبري, كونه يعمل على دعم النظام الحاكم.
مستمرة
الخبير المقدسي حسن خاطر يرى أن خاصية الانتفاضة الحالية بأنها تعبير شعبي عشوائي وليست نتاج تخطيط سياسي أو فصائلي معين, يجعل من الصعب أن يحكم عليها احد بالانتهاء,بالإضافة إلى أنه من الصعب توقع الأحداث التي تجري.
وقال خاطر لـ"شمس نيوز" المشهد غير واضح المعالم لا يستطيع احدا معرفة ما هو القادم, لان هذه الانتفاضة تعبير شعبي , وهي حوار مع الاحتلال, هذا الشعب الذي يجري تفاوضا بطريقته مع الاحتلال, كلما ارتفعت حدة التصعيد الإسرائيلي ارتفعت حدة الرد الفلسطيني ".
وأشار الخبير خاطر إلى أن الأحداث الميدانية مرتبطة بما يفهمه الشارع ويقرره تجاه الجرائم الإسرائيلية, لافتا إلى أن الشباب المنتفض يفاجئ الجميع بمواقف وتحديات, يعجز عن مواجهتها الاحتلال وتظهر زيف مزاعمه مضيفا "الأمور مستمرة على ما هي عليه طالما الاحتلال موجود, ومتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني, الأيام مليئة بالمفاجئات".
الاحباط يزيدها
في ذات الوقت، يرى البعض بأن الإحباط الذي أصاب الشباب الفلسطيني لعدم تمكن أي جهة من ترجمة تضحياتهم لانجازات سياسية, أدى إلى انخفاض نسبة العمليات, وعلى النقيض، يشير الخبير المقدسي خاطر إلى أن الإحباط السياسي الذي يمر فيه الشباب قد يزيد من حدة الأحداث ولا يقللها.
وأوضح خاطر أن الإحباط عنصر أساسي ومغذي لتصعيد الأحداث كونه يعني أن الأمور وصلت لطريق مسدود, وأن المتنفس الشعبي هو الحل, مشيرا إلى أن الإحباط يصعد الانتفاضة مثله مثل جرائم الاحتلال وتنكر المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية.
وزاد بالقول " الانتفاضة تتغذى على الإحباط واليأس, عكس ما تتغذى عليه القيادة السياسية والفصائل, لان الانتفاضة بالأساس استجابة وتحدي لكل الأشياء التي عجز الجميع عن القيام بها, لذلك لا أظن أن الإحباط يؤدي إلى وقفها, هي خارجة عن كل النصوص والضوابط التي تدخل في سياق العمل التنظيمي والسياسي ".