شمس نيوز /عبدالله مغاري
بعد أن خرج رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متبجحاَ ومدعيا, أن الأساليب والسياسات الأمنية التي اتبعتها حكومته على مدار السبعة أشهر الماضية, تمكنت من وقف الانتفاضة, مستندا بادعائه إلى التقارير والإحصائيات التي أشارت إلى انخفاض حدة الأحداث والمواجهات, جاء الرد الفلسطيني على أقاويل نتنياهو بعملية نوعية في القدس المحتلة أمس.
مراقبون لمجريات الميدان اعتبروا عملية القدس, والتي استهدفت حافلة إسرائيلية بعبوة ناسفة, أدت لإصابة نحو عشرين إسرائيليا, نقلة نوعية في انتفاضة القدس سواء كانت العملية بتخطيط فردي أو منظم من قبل الفصائل الفلسطينية, فيما يرى آخرون أن العملية تضع نتنياهو في مأزق جديد أمام جمهوره ,فماذا سيفعل نتنياهو, وماذا يحضر للفلسطينيين, وكيف سيخرج من مأزقه ؟
محللون سياسيون ومتابعون للشأن الإسرائيلي رأوا في أحاديثهم لـ"شمس نيوز" أن طبيعة العملية وهوية الجهة التي تقف خلفها تحدد حجم الرد الإسرائيلي, فيما يرى آخرون أن نتنياهو سيقدم على اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في الضفة والقدس المحتلتين.
طبيعتها تحكم
المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر, يرى أن حجم رد الفعل الإسرائيلي على عملية تفجير الحافلة الإسرائيلية بالقدس أمس, مرهون بتحديد طبيعة العملية, وما إذا كانت فردية أو منظمة, أو تقف خلفها فصائل فلسطينية.
وقال أبو عامر لـ"شمس نيوز": من المبكر الحديث عن نتائج العملية في هذا الوقت, خاصة انه حتى اللحظة لم يتضح ما إذا كانت فردية أم منظمة, وهل دخلت الفصائل في الانتفاضة؟ وهل ستشكل واجهة جديدة للانتفاضة؟ والرد الإسرائيلي يعتمد على اتضاح طبيعة العملية وربما الساعات القادمة توضح ذلك".
وعن الإجراءات الميدانية التي يمكن أن يقوم بها الاحتلال , أشار أبو عامر إلى أن نتنياهو استنفذ كافة الوسائل الأمنية, ولم يترك أي بنك أهداف لدى وزارتي الداخلية والدفاع إلا وهاجمه, لافتا إلى أنه لم يتبق لدى الاحتلال سوى مضاعفة الإجراءات الأمنية وتقطيع أوصال المدن, منوها إلى أن كافة الإجراءات الأمنية لم تفلح في إخماد الانتفاضة .
وزاد بالقول" نتنياهو استنفذ كل ما لديه من وسائل وبنك أهدافه بات فارغاً, فقد منع العمال وسحب الهويات وهدم المنازل, وهو يهدد اليوم بمنع الاسمنت ومنع الميناء, ولكن كل هذه الإجراءات لا تؤتي أكلها, صحيح أنها خفضت من العمليات ولكنها لا تنهيها "
أحادية الجانب
المختص بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة لا يستبعد أن يقوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باتخاذ خطوات أحادية الجانب بالضفة والقدس المحتلتين, بالإضافة إلى محاولة عزل المناطق لضمان عدم الاحتكاك مع الفلسطينيين خلال الفترة القادمة .
وقال جعارة لـ"شمس نيوز" : نتنياهو قال بلسانه أنه لا يستبعد اتخاذ خطوات أحادية الجانب فيما يتعلق بالضفة الغربية لأنه لا يرى بالرئيس أبو مازن شريكا للسلام, لذلك لا يٌستبعد أن يقوم بخطوات تشابه ما فعله شارون بغزة وباراك بجنوب لبنان ".
وأوضح جعارة أن تلك الخطوات قد تتمثل في تثبيت الاستيطان والكتل الاستيطانية الكبرى بالضفة الغربية, بجانب إحاطة المستوطنات بالجدران لمنع أي فلسطيني من التسلل إليها, منوها إلى أن نتنياهو سيزيد من سيطرة قواته الأمنية في مدن الضفة والقدس لتتجاوز الحد الذي العملياتي الموجود حالياً.
وأشار المختص جعارة بأن سياسة نتنياهو الحالية تقوم على سيطرة قواته على الأجزاء المتبقية من مدينة القدس بجانب تثبيت حق اليهود بالدخول لساحات المسجد الأقصى "وهذا ما لم يفعله أي رئيس وزراء إسرائيلي سابق".
إدارة الصراع
وحول نية رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي اتخاذ خطوات جديدة على المستوى السياسي, يشير العضو العربي بالكنيست الإسرائيلي عبدالله أبو معروف, إلى أن نتنياهو يعمل على إدارة الصراع بشكل بطيء دون تقديم أي خطوات سياسية جديدة.
ولفت أبو معروف أن حكومة الاحتلال تهدف في الوقت الحالي إلى الحفاظ على الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية, بالإضافة إلى محاولة كسب الوقت, منوها إلى أن نتنياهو رفض المبادرات السياسية وأخرها المبادرة الفرنسية بتعنت ودعم أمريكيين.
وزاد بالقول: مع كل ما يقوم به نتنياهو، مع الأسف لا يجد من يرده في المنطقة والعالم, بالإضافة إلى أن الوضع الداخلي الفلسطيني يسير كما تريده إسرائيل، مشددا على أن "هناك ضرورة فلسطينية بأن يكون الأداء السياسي والإعلامي الفلسطيني على قدر المسؤولية لمجابهة سياسة حكومة الاحتلال".