شمس نيوز / عبدالله عبيد
تعددت جولات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدولية والعربية الآونة الأخيرة، بهدف التحرك على كافة المستويات والأصعدة لحشد مواقف ضد سياسة الاحتلال التي تضرب بعرض الحائط جميع القوانين والأعراف، بالتزامن مع الإجراءات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني من تهويد واستيطان وإعدام وهدم بيوت واعتقال.
خلال الشهر الأخير زار عباس العاصمة الاندونيسية "جاكرتا" لحضور مؤتمر القمة الإسلامي، ومن ثم طار إلى باريس وموسكو فبرلين وبعدها ستحط رحاله في بعض العواصم العربية، أما ما خفي فلا تترجمه النتائج.
وفي زيارته لموسكو قبل حوالي يومين، خرج المتحدث باسم الرئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل أبو ردينة خلال مرافقته وفد الرئيس، عبر شاشة "فلسطين الرسمية" بتصريحات قال فيها، إنه خلال الأيام والأسابيع القريبة المقبلة "ستكون هناك مواقف سياسية واضحة ستخرج عن المألوف"، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية أمام مفترق طرق.
ويرافق رئيس السلطة في هذه الزيارة كل من: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ووزير الخارجية رياض المالكي، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس السفير مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي.
حشد الدعم
القيادي في حركة فتح، فيصل أبو شهلا أكد لـ"شمس نيوز" أن التحرك السياسي لأبو مازن في الساحة الدولية بدأ من خلال مشاركته في القمة الإسلامية بأندونيسيا، "حيث حصلت القضية الفلسطينية على دعم كبير هناك"، مشيراً إلى أن الزيارة الثانية كانت لباريس.
وذكر أبو شهلا أن عباس التقى الرئيس أولاند للحديث عن الأفكار الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، بهدف حل القضية الفلسطينية على أساس حدود الرابع من يونيو عام 1967، وبجدول زمني محدد، مضيفاً " وإن لم تستجب إسرائيل لهذا المؤتمر فستعترف فرنسا وتطالب الدول الأوروبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية كأمر واقع".
وتابع: أيضاً كانت له زيارة إلى روسيا وأكد الموقف الروسي تأييده للحق الفلسطيني، " حيث تمثل روسيا قوة دولية على الساحة ولها قبولها".
وأشار القيادي في فتح إلى أن تحركات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ستنتهي نهاية شهر إبريل الجاري، موضحاً أن الهدف من الزيارة المكوكية لعباس ترسيخ المواقف الفلسطينية في المرحلة القادمة.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يماطل في ردوده التي تنتظرها منه قيادة السلطة الفلسطينية، بشأن اقتحاماته للمناطق المصنفة (A)، وممارساته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك موقف دولي وداخلي، لإلزام إسرائيل عند حدودها.
إفلاس السلطة
وفي ظل الحديث عن تحركات السلطة الفلسطينية لمنع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياساته تجاه الفلسطينيين، أهمها (تكثيف الاستيطان واقتحام مناطق تعرف بـ(A) تابعة للسلطة في الضفة الغربية)، هل من الممكن أن تردع هذه التحركات الحكومة الإسرائيلية، أم أن نتنياهو سيدير ظهره كما العادة ضارباً بعرض الحائط ما سيجنيه عباس من تلك الزيارات؟
ليجيب عن هذين السؤالين، علاء الريماوي، مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، قائلاً، بأن إسرائيل تحسب حساب الحالة الفلسطينية ككل، سواء في قطاع غزة أو الانتفاضة القائمة في الضفة الغربية والقدس، ويرى بأن الأوضاع السياسية تسير كلها في اتجاه التفجير "ممكن أن تُحدث دائرة من تصاعد الأمور".
وبحسب الريماوي فإن الاحتلال الإسرائيلي قد وصل إلى قناعة بأن السلطة الفلسطينية قد أفلست ولا يمكن لها القيام بخطوات إستراتيجية، لافتاً النظر خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن إسرائيل تحاول أن "تهندس مبادرة تعيد الأمور لمجرى الأمل وإرضاء الحالة السلطوية في الضفة".
وقال: السلطة تدير الصراع على ذات المنهجية الفاشلة، وعلى تركيب الفشل في التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي"، مبيّنًا أن المساحة الدولية الآن لا تحتمل الدخول في مفاوضات عميقة لأن إسرائيل ليس لديها استعداد لهذا الأمر، ولا حتى السلطة لديها أوراق كثيرة للدفع بهذا المفهوم في ظل الانقسام"، على حد تعبيره.
مساندةً للاحتلال
ولتحقيق إنجازات، ذكر الخبير بالشأن الإسرائيلي أنه لا بد من توفير أربعة بنود "أولها وحدة وطنية تواجه الاحتلال وهذا الأمر لا زال غائباً، وثانياً ما يتعلق بالبناء السياسي لحركة فتح وتغيير الأجندة القائمة على أحادية التفكير وهذا لن يتم ويبدو أنه صعب".
وأضاف "والبحث عن بديل وخيارات لانسداد الأفق السياسي هو رؤية سياسية جامعة، الأمر الذي لم يتم حتى الآن، والبند الرابع شكل المؤسسة، حيث لا بد أن يُعاد النظر في هذه القضية، وإن واجهنا إسرائيل بهذه البنود فإننا قادرون على إحداث تغيير، أما في استمرار الحالة القائمة فإنه من الصعب إحداث تغيير"، حسب وجهة نظره.
ويرى الريماوي أن نتنياهو يعتبر الحالة الفلسطينية (السلطة) مساندة للاحتلال، من خلال ضبط الأمن والتعاطي معها في ملفات أمنية اقتصادية، وليس الحديث عن أفق يؤدي إلى بناء دولة".
وكان رئيس السلطة أبو مازن، أكد في مقابلة صحفية أمس الثلاثاء أن التنسيق الأمني مع "إسرائيل" يسير على ما يرام، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمكنت بالتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبكفاءة عالية من اعتقال ثلاثة شبان من رام الله كانوا يخططون لتنفيذ "عملية إرهابية"!