شمس نيوز / القدس المحتلة
قال البروفيسور الحاخام دانيال هرشكوفتش رئيس جامعة بار ايلان الاسرائيلية في مقال مناهض لفرض مقاطعة اكاديمية على اسرائيل، في ملحق اكاديمي نشرته صحيفة «هآرتس» امس : «لقد تحدثوا الى ما قبل حوالي عام او اقل من ذلك عن «المقاطعة الاكاديمية الهادئة» في جامعات الولايات المتحدة للمؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية، وتحدث باحثون ومحاضرون عن زملاء لهم في جامعات العالم، يتعاونون في ابحاث مشتركة لكنهم يمتنعون عن حضور مؤتمرات علمية في اسرائيل، كما تحدثوا عن زملاء يتهربون من الحديث معهم او اقامة علاقات معهم. ويسود انطباع الآن بأن المقاطعة الهادئة او الخفية اصبحت تتحول اليوم الى مقاطعة علنية وحتى مستفحلة.
واضاف: صوت اعضاء جمعية الانثروبولوجيين الاميركية بأغلبية كبيرة تأييدا للمقاطعة الاكاديمية لاسرائيل، ووقع ١٧٠ باحثا ايطاليا على مقاطعة معهد التخنيون الاسرائيلي ومؤسسات اكاديمية اسرائيلية اخرى، وتؤيد منظمات طلابية في الخارج المقاطعة وتزداد هذه الظاهرة اتساعا.
واعتبر ان من الصعب المبالغة بخطورة تأثير المقاطعة على الاكاديمية الاسرائيلية، اذ مع اتساع حجم المقاطعة ستلحق اضرار بالابحاث، وسيجد الباحثون صعوبة بالعثور على منصات لعرض مقالاتهم، كما سيجد الطلاب في المجالات المتقدمة صعوبة بالاندماج في مجالات دراساتهم.
وقال: ترتكز المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل وكذلك نشاطات حركة المقاطعة «بي، دي، اس» على ذرائع سياسية لكن تفوح منها رائحة قوية من اللاسامية وغير نادر العثور على نشطاء مقاطعة يهود وحتى اسرائيليين في جامعات العالم، وعلى سبيل المثال المحاضر الاسرائيلي الذي اوضح لمراسل التلفزيون الاسرائيلي (القناة العاشرة) بأنه يحارب الاحتلال المستمر منذ ٧٠ عاما، اي منذ اقامة اسرائيل التي تعتبر بنظره دولة محتلة مرفوضة. كما ساهمت ايضا جامعة بار ايلان بصناعة الكراهية الذاتية، ومن الذين برزوا في هذا المجال محاضر سابق وباحث دراسات تلمودية معروف.
وقال البروفيسور هيرسوكوفيتش : «يتعلق جانب آخر في صناعة المقاطعة الدولية بمحاضرين اسرائيليين يدعون وينشطون في مجال فرض المقاطعة الاكاديمية على اسرائيل، اي على المؤسسات التي يعملون فيها، وهنا ايضا وكما هو عليه الوضع في الخارج، لا علاقة لدعوات المقاطعة بالاكاديمية بل ترتكز الدعوات على مطالب سياسية.
وتابع :«تثار هنا معضلة غير بسيطة: هل يسمح للجامعات، او هل يتوجب عليها العمل ضد محاضريها الذين يدعون الى مقاطعتها؟ يطالب نشطاء المقاطعة ولكونهم اكاديميين بفرض مقاطعة اكاديمية كاملة، ما ان نشاطات هؤلاء كأكاديميين اسرائيليين لها وزن كبير، ومن الصعب التصديق بأن مؤسسة اسرائيلية ستسمح للعاملين فيها بالعمل في البلاد والخارج من اجل تخريب نشاطاتها، لكن من جهة ثانية من الصعب فرض حظر على التعبير عن الآراء في اوساط اعضاء الاكاديمية الاسرائيلية».
واضاف يبدو ان جسم هذا الموضوع غير واضح لنشطاء المقاطعة. وكما ذكر لا توجد اي علاقة بين النشاطات من اجل فرض مقاطعة على الاكاديمية الاسرائيلية وبين الاكاديمية نفسها اذ ان جميع هذه النشاطات سياسية، ان الفيزيائيين الذين وقعوا على عريضة لفرض مقاطعة اكاديمية استهدفوا اجبار الدولة على تبني سياسة تعتبر هي السياسة الصحيحة بنظرهم.
ويشار الى ان المؤسسات الاميركية هي التي بدأت باتخاذ خطوات حقيقية ضد مقاطعة اسرائيل، اذ عرضت مبادرات في الكونغرس ومجلس الشيوخ في ولاية نيويورك، استهدفت سن قوانين تفرض عقوبات على المؤسسات التي تفرض مقاطعة على اسرائيل وصحيح انه ليس بالامكان الاشتباه بفقدان الولايات المتحدة لقيمها الديمقراطية، بل بالامكان الافتراض بأنهم اصبحوا اقل تخوفا من المس بصورتهم الديمقراطية.
ولا يقتصر الامر على الاميركيين اذ وقعت مجموعة تتكون من 37 من الحاصلين على جائزة نوبل على عريضة مناهضة لمقاطعة اسرائيل، واكدوا بأن المقاطعة الاكاديمية والثقافية تتناقض مع مبادىء حرية التعبير الاكاديمي والعلمي.
وقال: «يحق لنا كرؤساء للاكاديمية الاسرائيلية القول علنا وبحزم لن نقف مكتوفي الايدي حيال المقاطعة في مؤسساتنا. لدينا اسباب تدعو الى القلق، اذ تحولت مقاطعة الجامعات الاسرائيلية الى موضة كما تحولت الى علنية، ويؤدي تأييد محاضرين يهود واسرائيليين للمقاطعة الى اعفائها من تهمة اللاسامية».
