غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "ديما ولينا" بقايا حنان قهرت السجان !!

شمس نيوز / عبدالله عبيد

تعيش الأسيرة الفلسطينية أسوأ الظروف داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يفرق بين امرأة ورجل أو طفلٍ وشيخ، فجميع الفلسطينيين عنده سواسية تحت تصنيف "إرهابيين".

ظروف معيشية صعبة عاشتها الأسيرة التي ضحت وما زالت تضحي بأغلى ما تملك من أجل الوطن، فهي أم الشهيد وزوجته، بنت الأسير ووالدته، وهي الثكلى المرابطة التي حُرمت حريتها دفاعاً عن القضية والوطن، والمناضلة دفاعاً عن كرامة الشعب.

شق الخاصرة

في اليوم التاسع من شباط (فبراير)، الجرح الغائر الذي شق خاصرة عائلة الواوي، عندما سمعوا نبأ اعتقال طفلتهم "ديما" أصغر أسيرة في العالم، وهي عائدة من مدرستها في بلدة حلحول بالخليل.

علامات الخوف والقلق بدت واضحةً على تلك العائلة التي راودتها الكثير من الشكوك حين سمعوا نبأ اعتقال طفلتهم، وبالأخص والدتها التي لم تفارقها دمعاتها طيلة 75 يوما قضتها "ديما" بين قضبان السجون.

"75 يوماً كانت كالجمر على صدري لم أذق طعماً للنور ولا للراحة، أفكر في ديما ليل نهار، تارة أحمل ألبوم صورها وأتبسم لخيالها الذي لم يفارقني، وتارة أبكي بشدة على حال تلك الطفلة البريئة، كنا نخاف عليها من الريح الطائر"، كان هذا لسان حال والدتها "أم رشيد".

لكن طغى شعور الفرحة التي لا توصف يوم أن ضمت ابنتها بين أحضانها متلهفة على قبلة من خديها الورديين، لتضيف في حديثها لمراسل "شمس نيوز" "وهي بين أحضاني نسيت أيام المعاناة التي راودتني طيلة اعتقالها".

الوردة البائسة

في الـ 24 من نيسان الحالي أفرج الاحتلال عن الأسيرة الطفلة "ديما الواوي" تلك الزهرة المتفتحة أغصانها، لكن ويلات السجن وعذابات السجان جعلتها كالوردة البائسة، ففي أول لحظات خروجها من السجن وحين استقبالها بدا أن نظراتها حزينة ومليئة بالرعب والبراءة المكبوتة، وصوتها يملؤه إرادة الحياة والمستقبل الحالم، ونظراتها تتفقد وجوه الحاضرين وكأن الأجواء قد تغيرت عليها، على الرغم من أن حياتها بالأسر لم تتعدَ الثلاثة أشهر.

بكل ثقة وقوة كانت ترد ديما على الأسئلة الموجهة إليها من قبل الصحفيين ومراسلي الفضائيات، وعلى المهنئين سواءً في البيت أو من يتصلون هاتفيا.

لتقول في مقابلة مع مراسل "شمس نيوز" إن حياتها بالسجن كانت مليئة بالعذاب أولها فراق أهلها وثانيها استخدام أساليب العذاب النفسي الذي تحطمت منه شيئاً، بالإضافة إلى استخدام الاحتلال عدة أساليب جسدية لتعذيبها، كرشها بالماء المثلج في أيام البرد القارس، واستخدام أسلوب التهديد والوعيد والتحقيق المستمر.

عِوض الحنان

كل هذه الأساليب تستخدم ضد طفلة صغيرة، البراءة من بين عينيها واضحةً وضوح الشمس، غابت عن والدتها أياماً وأيام، لكن حنان الأم عوضته إياها عميدة الأسيرات وسيدة فلسطين الأسيرة "لينا الجربوني" أقدم أسيرة في السجون الإسرائيلية.

لتضيف المحررة الواوي: لما كان اليهود يحققوا معي كانوا يصرخوا فيّا بصوت عالي، وبعدها أروح عالغرفة أكون خايفة كثير، بس خالتو لينا بسرعة تاخدني بحضنها وتضمني".

ومن المعروف أن الأسيرة الجربوني كانت بالنسبة للأسيرات بمثابة الأم والأخت والطبيبة والداعية، فهي من تقف بجانبهن وتطبطب على جروحهن وتعوضهن حرمان الأهل.

وتكمل: بيوم كانوا يحكولي اليهود ليش حاملة السكينة حكتلهم ما كان معي سكينة، ما صدقوني وضربوني، ومرضت ويلّي كانت تحط كمادات المية الباردة عليا لينا وتشربني الأدوية".

وللحديث أكثر عن الأسيرة "لينا الجربوني" اتصلنا على المحررة منى قعدان التي تحررت من القيد في العاشر من مارس الماضي، والتي بدورها أكدت أن الجربوني تعاني الأمرّين داخل سجون الاحتلال".

وقالت قعدان لـ"شمس نيوز": هي تحمل على كاهلها متابعة جميع الأسيرات في السجون، سواءً القاصرات منهن أو كبار السن أو حتى المصابات، فنعتبرها الطبيبة والأم والأخت لنا، ولولا وجودها معهن لضاعت جميع أسيرات فلسطين".

وعن ديما، أضافت: عندما كنت بالسجن كانت معنا ايضاً الطفلة ديما، فكان الاحتلال يأخذها لوحدها فقط للمحاكم لساعات طويلة، ونبقى في خوف شديد إلى حين رجوعها والاطمئنان عليها، وهذه معاناة بحد ذاتها".

يذكر أن لينا جربوني مناضلة عزباء تقضي منذ 18/4/2002 ، حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً وهي حتى يومنا هذا تعيش عامها الرابع عشر في غياهب سجون الاحتلال، وتعتبر من قادة الحركة النسائية الأسيرة، وهي اليوم عميدة الأسيرات الفلسطينيّات، وتعتبر أكثر مناضلة فلسطينية قضت في سجون الاحتلال منذ النكبة الفلسطينية.

والأسيرة جربوني ابنة عرابة البطوف في الجليل الأشم تقضى حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وتقديم مساعدات للجناح العسكري للحركة سرايا القدس؛ تمثلت في تزوير بطاقات هوية "إسرائيلية" لتسهيل وصول الاستشهاديين إلى هدفهم في عمق الكيان والبحث عن شقق للإيجار ليتحصن فيها الاستشهاديين قبل انطلاقهم نحو أهدافهم" حسب ادّعاءات الاحتلال.