بقلم: حمزة تكين
في الخامس من شهر أيار/مايو 2016 أعلن رئيس الحكومة التركية ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم البروفيسور أحمد داوود أوغلو، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الحزب الرئيسي في أنقرة، نيته الاستقالة من رئاسة الحزب والدعوة لانتخابات داخلية لانتخاب رئيس جديد.
أبرز النقاط التي جاءت على لسان داوود أوغلو خلال هذا المؤتمر :
ـ هدفي كان دائما رضى الله تعالى عني ثم خدمة الوطن والشعب.
ـ سنواصل كحزب تنفيذ كل ما وعدنا به الشعب التركي.
ـ حكومات حزب العدالة والتنمية ستبقى قوية.
ـ لن أسمح لأي أحد أن يضر الدولة أو الحزب.
ـ لن أفضل مصلحتي على مصلحة الدولة أو مصلحة الحزب ولن أسمح لأحد المساس بقيم ومبادئ حزب العدالة والتنمية.
ـ من يهدد حزب العدالة والتنمية فإنني سأكون له بالمرصاد.
ـ لن أتراجع عن كوني جنديا في حزب العدالة والتنمية.
ـ خسارة منصب رئيس حزب العدالة والتنمية أهون علي من خسارة رفيق درب... لا أرضى بأي تشكيك في علاقتي مع الرئيس أردوغان، فشرفه شرفي وعائلته عائلتي.
هذا هو ملخص الخطاب الذي تابعه الملايين، خطاب لا يصدر إلا من رجل دولة غيور على مصلحة بلده وأمته، رجل أكد أن علاقته برئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في قمتها، حيث أن قمة التفاني في العلاقة بين أي طرفين أن يكون شرف الواحد منهما شرفا للآخر، وأن تكون عائلتيهما عائلة واحدة.
لندخل في موضوع السر الذي آثر داوود أوغلو أن يفضحه عن الرئيس أردوغان، قبل أن يغادر منصبه من رئاسة الحزب والحكومة بعد أيام.
تحليلات كتبتها إحدى وكالات الأنباء، الناطقة باللغة العربية، تناقلتها عنها وسائل إعلامية، ليس لها من شرف الإعلام شيء يذكر، وسائل تحاول بث فيروس التخلف العقلي بين بني البشر، الذين لا ينتمي إليهم مثل هؤلاء الصحافيين المزعومين.
التحليل العبقري الذي عجز عنه الكثيرون، قرأ أن النقطة الأخيرة من تصريح داوود أوغلو حول الرئيس أردوغان، هي فضح لسر عظيم يخفيه الرئيس ومن حوله، وإشارة له أن "الموت أصبح قريبا منك بسبب ما تعانيه من أمراض السرطان والصرع وغيرها من الأمراض (التي لم يذكرها)".
نعم هذا ما أراده داوود أوغلو من تصريحه، أنه سيكون هو الوصي على عائلة أردوغان "بعد موته القريب بسبب الأمراض"، وفق المحلل الجهبذ ومن نقل عنه وصدقه وأبدى ارتياحا لقراءته العبقرية.
وتتابع الوكالة تحليلاتها مع محللها فوق العادة، وفق بعض كلمات قالها داوود أوغلو، أن أردوغان "مصاب بمرض السرطان وحالته حرجة جدا، الى جانب نوبات الصرع التي بدأت تزداد مؤخراً"، مضيفة أن "الأطباء يخافون أن يقوم أردوغان بإعدامهم فيما إذا تعرض لنوبة صرع أمام الشعب".
ويتابع التحليل الفضائي، أيضا إستنادا لبعض كلمات قالها داوود أوغلو "كما شخّص الأطباء أمراضاً أخرى يعاني منها أردوغان، لكنهم بسبب الرعب الذي يعيشونه، لا يجرؤون على إخباره بها"، مضيفا في نقطة خارجة عن نطاق منظومتنا الشمسية أن "أردوغان يعاني كذلك خوفاً من نوبة قلبية مفاجئة، وهذا ما دفعه لشراء 17 جهاز للصدمات القلبية، وزعها في كل مكان يذهب إليه".
وتختم الوكالة ومحللها، في نقطة ربما تكون ليست مجرد خارجة عن نظامنا الشمسي، بل حتى عن مجرتنا درب التبانة، أن "أردوغان عندما تنتابه نوبة الصرع يصبح غير قادر على استخدام الملعقة، ويسكب الطعام على نفسه"، مضيفة أنه "أمام هذا الأمر الذي يتكرر كثيرا بدأ نجله بلال يعاني من انهيار نفسي، مع نوبات بكاء شديدة وحزن عميق".
إنتهى التحليل، الذي أدعو القائمين على جائزة "نوبل" لتخصيص جائزة خاصة لهذه الوكالة ولمحللها العظيم، العام القادم تحت عنوان "جائزة نوبل للهبل الذي يدعو للغثيان".
حقيقة، لقد ساهمت فورة المواقع الإلكترونية وتأسيس وكالات الأنباء بشكل عشوائي وبروز آلاف بل ملايين مدعي التحليل والخبرة بشأن ما، من هنا وهناك، بأن نصل لهذا المستوى السخيف من الكتابات والمقالات والأخبار، التي مع الأسف أيضا تنذر بتدن خطير في العقل البشري، الذي يكتب والذي ينقل والذي يؤيد والذي ينشر والذي والذي والذي... مثل هذه الأخبار والتحليلات الخنفشارية.
بالموضوع التركي، ألهذا الحقد وصل بكم الأمر أيها الحاقدون على تركيا ورئيسها وحكومتها ؟! ألهذه الدرجة قلوبكم سوداء ؟! أم أنه لا قلوب لكم أصلا بل مضغ فاسدة نتنة لا تصلح طعاما لمخلوقات الله المشابهة لكم، التي ستكون ترابا يوم القيامة.
كفاكم خبثا، ليس لأجلنا بل لأجلكم، عسى الله تعالى أن يخفف عنكم ما أنتم فيه من ألم ووجع مما حققته تركيا وحزب العدالة والتنمية، والرئيس أردوغان والرئيس داوود أوغلو وغيرهم من قادة المسيرة... المسيرة مستمرة مهما علا صراخكم وكثر هبلكم أنتم وأتباعكم.
ختاما، داوود أوغلو لم يفضح أردوغان، فلا يوجد أصلا ما هو مخفي ليُفضح، بل فضحكم أنتم، فضح عقولكم الخاوية، ومضغكم الفاسدة، فضح حقدكم الدفين على الأمة، فضح مؤامراتكم الخبيثة، فضح كل شيء فيكم... وأضحكنا وأسعدنا بأن أوصلنا لوقت قرأنا فيه تحليلاتكم التي تؤكد جنونكم.