غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر لماذا ترفض الفصائل الفلسطينية المبادرة الفرنسية ؟

شمس نيوز / عبدالله عبيد

تعددت المبادرات المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين الفترة الحالية، في ظل الركود الذي أصاب هذه القضية بعد انشغال الدول في قضاياها الداخلية خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي وظهور جماعات متشددة لفتت انتباه العالم تجاهها.

ومن بين هذه المبادرات التي خرجت مؤخراً في هذا الأمر المبادرة الفرنسية التي طرحها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال جولته في المنطقة، لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، الأمر الذي قوبل بترحيب واسع من جانب الفلسطينيين ورفض شديد من حكومة اليميني المتطرف.

واختتم مؤتمر وزراء الخارجية الثلاثين المنعقد في باريس، أعماله يوم الجمعة الماضي، بشأن المبادرة الفرنسية لإحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والاحتلال من أجل إحلال السلام وفق حل الدولتين، بدعوة الطرفين لإظهار التزامهم بحل الدولتين من خلال تدابير تؤكد التزامهم بهذا الحل.

وقال البيان الختامي الذي تم نشره في ختام اجتماع تحضيري للمؤتمر الدولي من المقرر عقده نهاية الصيف بحضور الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية أنه لا بد من التأكيد أن المجتمع الدولي يتوقع الفلسطينيين و "الإسرائيليين" “اتخاذ تدابير واعتماد سياسات لإظهار جدية التزامها بحل الدولتين مما سيساعد على إعادة بناء الثقة"، منوهاُ إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الاحتلال والفلسطينيين.

السلطة ترحب

السلطة الفلسطينية رحبت بالجهود الفرنسية التي رفضتها إسرائيل قطعاً، اعتبر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن المبادرة الفرنسية لإحياء عملية السلام مع إسرائيل تشكل بارقة أمل، على أن تحدد المبادرة إطاراً وجدولاً زمنياً واضحين لإنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وتجسيد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة على حدود الرابع من حزيران 1967.

وشدد عريقات على أن المؤتمر يشكل خطوة هامة وأساسية نحو إعادة الاعتبار إلى سيادة القانون الدولي والإرادة الدولية ، وانخراط المجتمع الدولي بالعملية السياسية ورعايتها، وحمل القضية الفلسطينية إلى مسار التعددية الدولية وإخراجها من الإطار الثنائي والاحتكار السياسي الذي استحوذ عليها لعقود من الزمن.

الفصائل ترفض

أما أغلب الفصائل الفلسطينية فقد عبّرت عن رفضها التام من أي مبادرات لإعادة المفاوضات بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، حيث حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أي مبادرات تستهدف التنازل عن الثوابت الفلسطينية، حسب وصفها.

ودعا القيادي في حماس إسماعيل رضوان الأمة العربية إلى دعم المقاومة وعدم المراهنة على خيارات التسوية، مؤكداً أن حق فلسطين لا يسقط بالتفاوض وغير قابل للتنازل، و"لن نسمح لأحد التفرد به".

وأضاف "حق العود ثابت ومقدس ولا نقبل التفرد به، ولم نخوّل أحداً بالتنازل عن أرضنا الفلسطينية"، داعياً إلى ضرورة التوافق وفق استراتيجية وطنية ثابتة.

وناشد الأمة العربية بضرورة دعم المقاومة الفلسطينية ووقف سياسة التطبيع مع الاحتلال، والتوجه نحو دعم انتفاضة القدس، مؤكداً رفض المقاومة لسياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع الحق العربي والفلسطيني.

يشار أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت وبشكل رسمي رفضها الكامل للمبادرة الفرنسية ورفض المشاركة في أي مؤتمر دولي أو لجنة دولية للسلام، مؤكدة على موقفها بخيار المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني، وتأتي زيارة رئيس الحكومة الفرنسية في محاولة منه للتوصل إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية حول المبادرة الفرنسية، ويقابل ذلك مسعى إسرائيلي مع الولايات المتحدة لإجهاض المبادرة الفرنسية من خلال عدم مشاركة الولايات المتحدة في اجتماع باريس القادم.

مبادرة فاشلة

حركة الجهاد الإسلامي من جهتها أكدت أن مؤتمر فرنسا يحمل بوادر الفشل منذ بداياتها، لأنه تحدث عن أحقية العدو الصهيوني وشرعنته على أرض فلسطين، بالإضافة إلى الحديث عن مؤتمر للسلام من أجل العودة للمفاوضات.

وقال القيادي في الجهاد أحمد المدلل لـ"شمس نيوز": دائماً نؤكد أن هذه المفاوضات عبثية لم يأتِ للشعب الفلسطيني منها شيء"، مشيراً إلى أنها على مدار الـ 22 عام وهي تعطي للعدو للاحتلال الإسرائيلي الغطاء والشرعية للاستمرار في تهويد القدس والمسجد الأقصى والاستيطان وتشريد شعبنا.

وأضاف " يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياته تجاه إعادة الحق الفلسطيني، ونحن الآن نتحدث عن حق فلسطيني ضائع وهم يشرعنون ضياعه من خلال هذه المبادرات"، مشدداً على أتن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى مبادرات تعيد الفلسطينيين وتثبت حق العودة لهم إلى أرضهم "وتدحر هذا العدو الصهيوني المجرم الذي يمارس الإجرام يومياً ضد الشعب الفلسطيني".

 وأوضح القيادي في الجهاد أن نتنياهو يرفض المبادرة الفرنسية منذ بداياتها " لأنه لا يريد سلام مع الفلسطينيين بل يريد القتل والدمار والحروب"، مردفاً " هو يريد من الجميع أن يعترفوا بالدولة اليهودية وأن يدعموه ويساندوه ضد الشعب الفلسطيني صاحب الحق الأصلي".

تكريس جديد

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكدت أن نتائج مؤتمر باريس غير مُلزمة لشعبنا الفلسطيني، وهو تكريس جديد للدور الغربي المتواطئ والمنحاز للكيان الصهيوني.

واعتبرت الجبهة أن عقد مؤتمر في باريس تحت مسمى "إعادة تحريك أو بث الروح لعملية السلام" هو محاولة لإعادة رسم الأدوار الإقليمية والدولية بذات الأسس والسياسة التي تتعامل فيه الإدارة الأمريكية مع المنطقة خصوصاً في الموضوع الفلسطيني، بما يُبقي قضيتنا رهينة للتدخلات الغربية الفجّة لمصلحة الكيان، ووسيلة من وسائل ابتزاز القيادة الفلسطينية لتقديم المزيد من التنازلات، والمضي في نفس مسار التسوية العقيم، من خلال تقديم بعض الحوافز المادية والمعنوية.

مزيد من التنازل

المحلل السياسي ناجي شراب، أرجع سبب رفض الفصائل الفلسطينية للمبادرة الفرنسية لأنها تشكل قوة معارضة لخيار المفاوضات في ظل حكومة نتنياهو الحالية، مبيّناً أنها ترى بأن مبادرة فرنسا سوف تدخل الشعب الفلسطيني إلى مرحلة عدم الجدوى السياسية.

وأشار خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الفصائل تعتقد بأن تلك المبادرة قد تدفع إلى مزيد من التنازل لأن السلطة الفلسطينية ليست في موقف القوة ولا حتى الموقف العربي، لافتاً إلى أن المؤتمر الدولي مجرد آلية من آليات إدارة المنازعات الدولية وليست آلية ملزمة.

وتابع شراب " لا يمكن أن يكون للمؤتمر الدولي فعالية دون مشاركة حقيقية من الولايات المتحدة الأمريكية، ولأنه جاء في وقت فراغ سياسي وهو قناعة دولية بصورة أو بأخرى أن القضية الفلسطينية ما زالت قضية عالمية وحلها يعتبر مفتاح حل مشاكل الإرهاب والتطرف الذي يجتاح المنطقة، وهذا يتعلق بدور فرنسا التي تبحث عن انجازات لما تعانيه من أزمات"، حسب تصوره.

ولم يتوقع المحلل شراب أن نتائج سريعة من هذا المؤتمر لسببين أولهما أن حكومة نتنياهو حكومة يمينية متطرفة متمسكة بالاستيطان والتهويد وترفض موضوع حل الدولتين، مردفاً بالقول "الأمر الآخر يعكس ضعف الموقف الأمريكي، ولا يمكن أن نتصور إلى ضغطاً أمريكياً بالشهور الأخيرة لإدارة أوباما على مثل هذا المؤتمر".

وكانت فرنسا قدمت بشكل رسمي في شهر فبراير الماضي مبادرة لإحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي انهارت قبل عامين تقريبا.

حيث اجتمع السفير الفرنسي لدى إسرائيل باتريك ميزونيف مع رئيس القسم السياسي في وزارة الخارجية الون اوشبيز ليعرض عليه رسميا المبادرة الفرنسية الخاصة بعقد مؤتمر سلام دولي للشرق الأوسط في الصيف المقبل بغية تحريك عملية السلام بين الجانبين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نخشون إن إسرائيل تدعم المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين بدون شروط مسبقة وتعارض أي محاولة لتقرير نتائج المفاوضات مسبقا.