غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر رمضان في غزة.. لا تقرأ هذا التقرير!!

شمس نيوز / عبدالله عبيد

بأزمات تعصف بهم واحدة تلو الأخرى، يستقبل الفلسطينيون بغزة شهر رمضان المبارك لهذا العام، وقد أرخى الحصار الإسرائيلي بظلاله عليهم، ويظهر ذلك جليا في كل مشاهد حياتهم الاقتصادية.

فمن إغلاق للمعابر، إلى انعدام الرواتب، إلى تردي الأوضاع الأمنية والسياسية، تتناوب الأزمات على كاهل الغزيين، لتحرمهم أدنى مقدرات العيش في شهر رمضان، الذي يحمل خصوصيات وعادات تختلف عن غيره من الأشهر عند الفلسطينيين.

ومع دخول شهر رمضان، من المفترض أن يزداد الطلب على السلع الغذائية في مختلف الأسواق، حيث يعتمد الكثير من التجار والباعة على هذا الشهر في تحقيق أرباح وفيرة، وتعويض حالة الركود التي تشهدها الأسواق طيلة أيام السنة، حيث يكون البيع في هذا الشهر مضاعفاً عن الأشهر الأخرى، في أحسن الأحوال.

مللت الاستدانة

المواطن أبو أسامة خليل من بيت لاهيا شمال قطاع غزة، يشكو من عسر الحال هذا العام، ليقول لمراسل "شمس نيوز": ما بدي أقول كلام كثير لأنه الأوضاع في غزة هذا العام واضحة وضوح الشمس، فكيف بدي أستقبل شهر رمضان؟".

ويضيف خليل: احنا معتمدين على راتب ابني أسامة وصارله شهرين ما بياخذ راتب والحمدلله، وأكثر من سبع شهور بيقبض نص راتب، يعني رمضان السنة هذه راح يجي علينا من غير تجهيزات ولا تحضيرات".

ويشير إلى أنه قد مل الاستدانة من السوبر ماركت المجاور له، مردفاً بالقول:  صرت أخجل أروح أطلب دين من الدكانة، وأنا قلت لعيالي لازم ترضوا في الموجود من أكل وشرب، وما بدي طلبات كثيرة، لأنه الوضع سيء".

ولم يتقاضَ موظفو غزة البالغ عددهم حوالي 40 ألف موظف، رواتبهم منذ شهرين تقريباً بسبب الضائقة المالية التي كانت تمر بها حكومة غزة السابقة.

شهر الخيرات

ولم يكن حال أبو السعيد، من مخيم البريج، أفضل من سابقه، والذي أوضح أنه لم يحصل على أي راتب شهري كما بعض الأشخاص، مضيفاً: أنا كل ثلاث شهور بنتظر شيكات الشؤون، وكل حاجات البيت والمصاريف إللي بصرفها من إللي باخذه من الشؤون".

وأكمل أبو السعيد حديثه لـ"شمس نيوز": عندي بنتين في الجامعة وطلباتهم كثيرة، وشهر رمضان على الأبواب، ومصاريف هذا الشهر كثيرة، ومش عارف من وين بدي أدبر أغراض وحاجات رمضان"، لافتاً إلى أن الحكومة الجديدة قد وعدتهم بأن شيكات الشؤون ستصرف قبيل شهر رمضان، وهو بانتظارها على أحر من الجمر، حسب تعبيره.

واستدرك: لكن شهر رمضان شهر الخيرات، وربنا أكيد ما بنسى عبده، وأنا على أمل إنها تُفرج علينا، رغم الأوضاع الصعبة إللي بنعيشها".

بضاعة قليلة

من جهته، أبدى أبو كمال نصر، صاحب محل بقالة في حي الشيخ الرضوان شمال مدينة غزة، استيائه من عدم إقبال المواطنين على شراء مستلزمات شهر رمضان كما كل عام، منوهاً إلى أن هناك القليل من المواطنين قد اشتروا حاجات رمضان.

وقال نصر لـ"شمس نيوز": رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية، صحيح أن أوضاعنا في تلك السنوات كانت صعبة، لكن مثل هذه السنة لم يمر علينا".

وأضاف: حتى بضاعة رمضان غير كاملة في السوق، قليلة بشكل كبير"، مؤكداً أن إغلاق المعابر أثر على أجواء رمضان ومسلتزماته.

فترة موسمية متكررة

في السياق ذاته، أكد د. معين رجب، أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر لـ"شمس نيوز"، أن المواطن في قطاع غزة يعيش حالة عصيبة هذه الفترة، بسبب الحصار المفروض عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح رجب أن أزمة تأخر الرواتب، زاد من حدة الأزمة في قطاع غزة، منوهاً إلى أن مستوى السيولة لدى الناس منخفض جداً، حيث لا توجد لديهم أموال أو نقود لشراء احتياجاتهم، خصوصاً وأننا نشهد فترة موسمية متكررة يشتد الطلب فيها على السلع الغذائية كشهر رمضان المبارك.

وأرجع أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر حالة الركود التي تشهدها أسواق غزة هذه الفترة، إلى إغلاق المعابر، ليردف بالقول: بعد أن اشتد علينا الحصار أصبحنا عاجزين عن استقبال أموال الدعم الخارجية، وهذا ما رأيناه في المنحة القطرية".

وبإغلاق المعبر انقطع تواصل حكومة غزة مع العالم الخارجي، كما أن تدمير الأنفاق منعها من جلب الأموال أو من جمع الضرائب من خلال المواد التي تدخل القطاع، وأهمها الوقود ومواد البناء الأمر الذي أجبرها على دفع نصف راتب لموظفيها دون أن تحدد موعدا لصرف باقي الراتب.

وتفرض سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) حصارا خانقاً على قطاع غزة عام 2007، يشمل تقنين دخول المحروقات والكثير من السلع والبضائع وتفاقم أزمة الكهرباء، وغلق المعابر بين القطاع و(إسرائيل)، وقد ازدادت معاناة الفلسطينيين في الآونة الأخيرة بعد إغلاق وهدم مئات الأنفاق الواصلة إلى القطاع بعد توتر العلاقة بين غزة والسلطات المصرية منذ الأحداث الأخيرة في مصر.